رئيس التحرير
عصام كامل

«احذر.. الإدارة الأمريكية ترجع إلى الخلف».. «ديلى بيست»: أوباما أضاع نفوذ واشنطن لدى القاهرة.. الجيش المصرى استجاب لمطالب البيت الأبيض فى 2011 وأدار ظهره «2013».. دول إقل

فيتو

تساءلت صحيفة "الديلي بيست" الأمريكية، في تقرير لها اليوم الجمعة، عن أسباب خسارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفوذ الولايات المتحدة في مصر.

وقالت الصحيفة، في تقريرها: "يبدو أن إدارة أوباما عاجزة عن إقناع الجيش المصري بوقف الأزمة الحالية في البلاد، والتي توضح تضاؤل نفوذ الولايات المتحدة على الجيش المصري مقارنة بما كانت عليه قبل سنتين فقط".

وأضافت "الديلي بيست": "لقد استجاب الجيش المصرى في عام 2011، لمطالب الإدارة الأمريكية، عندما أوقف إطلاق النار على المتظاهرين الذين يتظاهرون ضد حسني مبارك وحمى الشعب، حيث كانت قدرة أوباما واضحة على حماية الربيع العربي من خلال حث مبارك على التنحي".

كما ذكرت الصحيفة: "ولكن في عام 2013 تجاهلت جنرالات الجيش المصري كل توصيات البيت الأبيض، ولم يبق للنفوذ الأمريكي سوى القليل ولم تنصع الحكومة المصرية المؤقتة لطلبات الولايات المتحدة، بعد أن كانت القاهرة حليفا وثيقا لواشنطن منذ عقود وحتى ثورة 2011 وعلى مدى عامين شهدت إدارة أوباما تراجع نفوذ واشنطن لعدة أسباب، رصدها بعض الخبراء والمراقبين".

وشدد تقرير الصحيفة على أن السياسة الداخلية في مصر أكثر قومية وعداءً لأمريكا، وفى المقابل كانت سياسة إدارة أوباما خجولة، في ردود أفعالها إلى حد ما، وغير متماسكة ونفر جميع الأطراف منها، مما جعل النفوذ الأمريكي على السياسيين المصريين والأطراف المصرية محدودا، وفي الوقت نفسه، كثفت الجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى سد الفراغ الأمريكي ولعبت دورا أكبر".

ونقلت الصحيفة تصريح أوباما على أحداث 14 أغسطس "أن الولايات المتحدة تدين بشدة الخطوات التي تم اتخاذها من قبل الحكومة المصرية المؤقتة وقوات الأمن، على الرغم من أننا نريد الحفاظ على علاقتنا مع مصر، يمكن التعاون التقليدي لا يستمر كالمعتاد عندما نرى المدنيين يقتلون في الشوارع وتتراجع الحقوق للوراء".

وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان أوباما إلغاء واشنطن المناورات العسكرية المشتركة مع مصر لهذا العام، دون التطرق إلى المساعدات العسكرية المقدرة بـ"1.3 مليار دولار" يبقى تساؤلا واضحا حول مدى استجابة الإدارة المصرية لتوجهات نظيرتها الأمريكية أم لا؟".

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن إدارة أوباما حثت على عدم إلقاء القبض على قادة الإخوان بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، وطالبت أيضا بتجنب استخدام الأحكام العرفية والسماح للاحتجاجات السلمية ومشاركة الإسلاميين في الحكومة الجديدة ولكن الجيش لم يستجب للإدارة الأمريكية، وتجاهلها تمامًا.

كما أن معظم الخبراء، توقعوا أن يعلق أوباما المساعدات العسكرية بسبب العنف، إلا أن خيبة أملهم في ذلك بدت هى الأرجح، ولم يقم بذلك.

وقال إليوت أبرامز، الذي شغل منصب نائب مستشار الأمن القومي للرئيس جورج دبليو بوش، إن المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت منحت الحكومة المصرية الجديدة 13 مليار دولار منذ سيطرة الجيش، أي أكثر من 10 أضعاف المساعدات العسكرية الأمريكية".

وأضاف: "أن هذه المساعدات الخليجية جعلت الجيش المصري يحتفظ بسبب وجيه لتحدي إدارة أوباما بدون عواقب. بعد أن خلع مرسي، أعلنت وزارة الخارجية أنها لن تسمي ما حدث انقلابا لتجنب قطع المساعدات الأمريكية عن مصر لأن القانون الأمريكي ينص على قطع المساعدات في حالة حدوث انقلاب.

وتابع اليوت: هذا جعل الجيش يشعر بأن الولايات المتحدة بحاجة له.. وأصبحت مصر أكثر تعقيدا سياسيا بين عامي 2011 و2013، مع ظهور التنظيمات السياسية الجديدة التي لا يمكن أن يكون تشغيلها في عهد مبارك. أيضا، أثار ثورة 2011 القومية المصرية الجديدة التي تحاشى النفوذ الأجنبي بجميع الأنواع".

وقال ستيفن كوك، الزميل في مجلس العلاقات الخارجية: "كان من مطالب ثورتى 2011 و2013 فكرة السلطة الوطنية والكرامة، وكان من المهم جدا بالنسبة للسياسيين أن ينظروا إلى هذا الأمر بشكل أكثر عمقا بعيدا عن أن القرارات يمكن اتخاذها سرا".

وشدد على أنه "كانت هناك لحظات مهمة على مدى العامين الماضيين، وتحديدًا عندما اعتقلت الحكومة المصرية وأدانت موظفي المنظمات غير الحكومية الأمريكية بجرائم جنائية، حيث تجنبت الإدارة الأمريكية المواجهة المباشرة مع المصريين، بدلا من اتخاذ موقف أكثر صرامة وإن كانت أكثر خطورة".

واختتم حديثه قائلا: "نتيجة لذلك لم يكن لدى واشنطن النفوذ الذي يجب أن تستخدمه، بالإضافة إلى أن جهات إقليمية أخرى سدت الفراغ الناجم عن غياب القيادة الأمريكية".
الجريدة الرسمية