سيد بدير كبير الرحيمية قبلي.. من التدريس إلى السينما والمسرح.. قدم 200 سيناريو وحوار.. ولقب بـ«أبو الأبطال» لهذا السبب
السيد بدير فنان قدير ينطبق عليه وصف الفنان الشامل، كتب وأخرج وقام بالتمثيل للمسرح والسينما والإذاعة، لقب بأبو الابطال بعد أن قدم اثنين من أولاده فداء للوطن، كما لقب بسيد كتاب الحوار في السينما، مؤلف وكاتب سيناريو وحوار واقعي، ورحل في مثل هذا اليوم عام 1986.
بدأ السيد بدير مسيرته الفنية بتقديم أعمال في مجالات متعددة مسرحية وسينمائية وإذاعية، أطلق عليه النقاد "سيد كتّاب الحوار في السينما"، كانت أول أعماله مسرحية "العيادة" تمثيلا وإخراجا عام 1938، ووصلت بعد ذلك إلى 400 مسرحية، أما شهرته كممثل سينمائي فجاء بعد أدائه لدور عبد الموجود كبير الرحيمية قبلي.
البداية مع المسرح المدرسي
ولد السيد بدير عام 1915 وبعد حصوله على البكالوريا، والتحق بكلية الطب البيطري ثم تركها من أجل حبه للفن، بدأ حياته مدرسا بمدرسة رقى المعارف الثانوية بشبرا وكانت أولى تجاربه الفنية على المسرح المدرسي من خلال مسرحية "الناصر صلاح الدين ومملكة أورشليم".
تخرج في كلية الطب البيطري، ولكنه ترك الطب من أجل العمل بالمسرح والسينما، عشق الفن منذ صغره،والتحق في مدرسته بفريق التمثيل، والذي كان يقوم بتدريبه في ذلك الوقت الفنان عبدالقادر المسيري، ومن هنا عرف أن مصيره ارتبط بالفن إلى الأبد، فخطا أولى خطواته نحو الفن كممثل في جمعية أنصار التمثيل، والتي كانت تضم وقتها سليمان نجيب وعبدالوارث عسر ومحمد عبد القدوس.
ما يعجبنيش أول أعماله في الإذاعة
وفى الإذاعة بدأ السيد بدير حياته الفنية مترجما ومؤلفا للتمثيليات، فكتب وأخرج ما يزيد عن 3000 عمل فنى، وعين مخرجا بالإذاعة عام 1945 ثم مديرا عاما للتمثيليات فكبيرا للمخرجين الإذاعيين حيث قدم للإذاعة فى بداياتها أول أعماله في برنامج "ما يعجبنيش" عام 1935 وهو برنامج نقدي اجتماعي إصلاحي.
كان دور السيد بدير في فيلم "إنى حائرة" مع أحمد سالم من أفضل أدواره السينمائية، كما قدم للسينما مئات السيناريوهات.. التي أشهرها سيناريو "شباب امرأة" لصلاح أبو سيف وأفلام "ريا وسكينة، أنا حرة، الوسادة الخالية، الأسطى حسن، رصيف نمرة 5، ابن حميدو.
مدرس مدرسة حكومية
بدأ السيد بدير حياته مدرسا فى مدرسة حكومية، ولما فتحت الإذاعة أبوابها وقع عقد مع الإذاعة يشتمل على التأليف والتمثيل والإخراج بمبلغ 150 جنيهًا فقط، حيث قدمه للإذاعة الإذاعي الكبير محمد فتحى فى أول عروض الإذاعة، ثم طرده الملك فاروق من الإذاعة لتقديمه تمثيلية تحكى قصة حاكم طاغي، وعاد إلى الإذاعة بعد ثورة 23 يوليو.
عمل السيد بدير في الإذاعة مترجما ومؤلفا للبرامج والتمثيليات فكتب وأخرج ما يزيد عن 300 مسلسل، وعين مخرجا بالإذاعة عام 1945 ثم مديرا عاما للتمثيليات فكبير المخرجين،آخر منصب تقلده السيد بدير كان رئيسا لمؤسسة السينما والمسرح والموسيقى بدرجة وكيل وزارة، وعمل حتى آخر يوم في حياته وحصل على وسام الجمهورية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1957 وجائزة الدولة التقديرية مرتين عامي 1961 والأخرى عام1988 .
استطاع إثبات نجوميته كممثل من خلال أدوار ثانوية بعدة أفلام في الثلاثينيات، وقدم السيد بدير أول أدواره في السينما في دور المأذون بفيلم "العزيمة" تبعه فيلم "وحيدة" عام 1944 ثم فيلم "السوق السوداء" والماضي المجهول والنائب العام، انى حائرة مع أحمد سالم .
قدم السيد بدير للسينما مئات السيناريوهات وكانت أولى محاولات "بدير" في الكتابة للسينما في فيلم "تيتاوونج" عام 1937، ثم تبعه فيلم "شيء من لا شيء"، ومن هنا التفت إلى موهبته المخرج صلاح أبو سيف، فطلب منه كتابة سيناريو وحوار فيلم ''دايما في قلبى" الذى كان بداية تعاون طويل بينهما، وتبعه فيلم شئ من لا شئ، ريا وسكينة، رصيف نمرة 5، شباب امرأة، الاسطى حسن، انى حائرة، الوسادة الخالية وغيرها.
نهاية المشوار
كما قدم السيد بدير خلال مشواره الفني أكثر من 200 سيناريو وحوار، منها جعلوني مجرما، ابن حميدو، بياعة الخبز، فتوات الحسنية، وكان آخر أفلامه فيلم "السلخانة" عام 1982 أصيب بعده بالمرض وضعف النظر
عبد الموجود كبير الرحيمية
وكانت شخصية عبد الموجود بن عبد الرحيم بيه كبير الرحيمية قبلي، بمثابة قدم السعد عليه ـ كما يقولون ـ التي أسندها إليه المخرج عباس كامل، فكانت سبب شهرته ومعرفة الجمهور به، وتعلقت بأذهانهم إلى حد أنهم عرفوه بعبد الموجود.
عمل بدير مخرجًا في السينما لأكثر من عشرين فيلما منها “ المجد، الزوجة العذراء، أم رتيبة، ليلة رهيبة، غلطة حبيبي”، أما آخر فيلم أخرجه فكان "أرملة في ليلة الزفاف "عام 1947، وفى المسرح ساهم السيد بدير في انشاء مسرح التليفزيون الذي كان مكونا من 14 فرقة وقدم أكثر من 400 مسرحية تأليفا وتمثيلا وإخراجا من أشهرها: حبيبي كوكو، مراتي قمر صناعي، الزوج العاشر.
في مجلة "صباح الخير" عام 1967 كتب محمود السعدنى مقالا انتقد فيه المخرج والممثل الفنان السيد بدير بعد تقدمه فى السن وبداية تدهور صحته فقال: اندمج سيد بدير في دوره على المسرح واختلطت المسائل في ذهنه، فخلط بين حكايته في الرواية وحكايته في الحياة، وبدلا من أن يضحكني أبكاني وأبكى المتفرجين جميعا عندما وقف على المسرح يصرخ في وجه الرجل الذي هربت منه زوجته الصغيرة الشقية، ولقد بكيت من أجل سيد بدير الممثل وسيد بدير الزوج وسيد بدير الإنسان.
شيخا عجوزا في أيامه الاخيرة
واستكمل الكاتب الساخر:بدا السيد بدير على المسرح شيخا عجوزا وذكرنى بعمى وأستاذي كامل الشناوي في أيامه الأخيرة، ورغم إجادة سيد بدير للدور فأنا أنصحه بعدم التمثيل لأن الصورة التي انطبقت في ذهن الجمهور هي صورة ولد عبد الرحيم كبير الرحيمية قبلي، هي صورة الرجل الضاحك المضحك الهازل المغفل الذي يواجه الحياة ببطن من دم ولحم وعقل من رخام، وأعتقد أن دور سيد بدير الحقيقى ليس على المسرح ولكن خلف الكواليس، وهو يستطيع أن يعيد فرقة الفنانين المتحدين بعقله المسرحى وليس بصوته المسرحى، ضاع صوته في زحام السنين.
زواج من شريفة فاضل
تزوج السيد بدير من المطربة شريفة فاضل وأنجب منها ابنه سيد بدير الضابط الطيار بالقوات المسلحة الذى استشهد في حرب 1973 وغنت من أجله اغنية ام البطل، أيضا للسيد بدير ابن من زوجة أولى هي ابنة عمه هو العالم الدكتور سعيد بدير بسبب أبحاثه العلمية في عالم الأقمار الصناعية الذى قتل رميا من شرفة بيته بالدور الرابع بعد عودته من ألمانيا بعد رحيل الوالد بثلاث سنوات لذلك لقب بأبو الأبطال.