زغلول صيام يكتب: عندما يتكالب الأهلي والزمالك والأندية المصرية على لاعبي شمال أفريقيا.. هو عنوان فشل كرة القدم المصرية
لا أعرف سر هذا الصراع المحموم على تعاقد الأندية المصرية على لاعبين من شمال أفريقيا خاصة المغرب وتونس والجزائر، حتى الآن الأهلي لديه أربعة من شمال أفريقيا بعد إتمام التعاقد مع يحيى عطية الله وأشرف بن داري ورضا سليم ومن قبلهم علي معلول وهناك القندوسي معار، وفي الزمالك تعاقدوا مع بنتايق ولديهم الجزيري والمثلوثي وهناك صفقة جديدة في الطريق وفي بيراميدز وليد الكرتي والشيبي وغيرهم الكثير في أندية مصر من أقصاها لأقصاها.
لست عنصريا في النظر لهذا الموضوع بقدر ما هو أسف على الحالة التي وصلنا إليها في بلد تملك أقدم بطولة دوري وكأس في المنطقة بأكملها ورصيدنا من الإنجازات يفوق إنجازات دول الشمال الأفريقي الشقيقة ولدينا واحد من أفضل لاعبي العالم وهو محمد صلاح.
لا يعقل أن يكون هذا مصيرنا ونحن دولة تعدادها السكاني يفوق عدد دول الجزائر والمغرب وتونس حسب كل الإحصائيات ونملك أفضل الإنشاءات الرياضية التي تؤهلنا لإعداد أجيال متعاقبة من لاعبي كرة القدم بدلا من استيرادهم، ولو كان الأمر بالمثل لكان مقبولا ولكن لا يوجد لاعب واحد مصري في دول الشمال الأفريقي.
وما هو مصير تلك الملايين التي تنفقها أندية الأهلي والزمالك وبيراميدز وغيرها من الأندية على قطاعات الناشئين سنويا وماهو الناتج؟! وما جدوى تلك القطاعات إذ لم تكن تمثل خط الدعم الأول لتلك الفرق.
وما هو مصير تلك المشاريع القومية وغيرها من المشاريع الخاصة في اكتشاف المواهب وتبنيها من أجل الاحتراف والوصول إلى الأندية العالمية؟! كله كلام على ورق ونظريات لا تسمن ولا تغني من جوع.
الأمر ليس منوطا به اتحاد ثبت لكل من يملك عقل أنه لا يملك فكرا ولا رؤية وإنما هنا لا بد من تدخل الدولة ممثلة في وزير الشباب والرياضة ورئيس الوزراء لوقف نزيف إهدار العملة الصعبة في شراء صفقات نعرف ويدرك كل ذي لب أنها لا تصب في صالح كرة القدم المصرية.
لقد أتحنا لهم المجال للتفوق علينا عندما افتقدنا التخطيط وسيطرت المجاملات في اختيارات اللاعبين سواء في الأندية أو حتى على مستوى المنتخبات الوطنية، هناك أدركوا الموقف سريعا وتدخلت الدولة عندهم لوضع سقف لأسعار اللاعبين والمدربين وتحولت أنديتنا إلى مرتع لهم، حيث الدولارات والعيشة الهنية.
انشغلنا بمن يفوز الأهلي أم الزمالك، ومن يحصل على كأس مصر بيراميدز أم زد، حتى ركدت بضاعتنا التي كنا نباهي بها العالم، تحولت الجماهير إلى مناصرة الأندية حتى لو كان على حساب منتخب مصر الذي يمثلنا أمام العالم.
نحتاج أن نراجع أنفسنا قبل فوات الأوان - إن لم يكن قد فات فعليا - نحتاج إلى مسئولين في كافة الهيئات الرياضية لديهم ضمير وحس وطني، نعم إن الأمر يحتاج إلى تدخل شامل لإصلاح الاعوجاج الذي حدث في كرة القدم المصرية ولا عزاء لهؤلاء المتعصبين.
وأخيرا.. هناك نادٍ في مصر يبرم صفقات بملايين الملايين سنويا وكل عام يصارع الهبوط وهذا النادي يعتبر ماله مال عام وسنكشف عما يحدث فيه في مقالات قادمة.