زغلول صيام يكتب: حسام حسن بين مطرقة عشوائية الاتحاد وسندان تعنت الأندية.. وفي الأخير هيحاسب على المشاريب!
مع بداية معسكر الفريق الوطني اليوم استعدادًا لمباراتي الرأس الأخضر وبوتسوانا في التصفيات القارية المؤهلة لنهائيات الأمم الأفريقية 2025، أصبح حسام حسن المدير الفني للمنتخب الوطني واقعًا بين مطرقة العشوائية التي تسيطر على كل جنبات الكرة المصرية وسندان تعنت الأندية التي رفضت إرسال لاعبيها إلى المعسكر لأنهم في راحة بعد نهاية الموسم - الذي لم ينتهِ أصلًا.
تخيل أن الفريق الوطني المقدم على مباراتين في منتهى الأهمية لا يجد سوى 5 أو 6 لاعبين في المعسكر! وفي النهاية، المفترض أن نحاسب أو نحاكم حسام حسن في حالة الإخفاق لا قدر الله.
في الأصل، المنتخبات الوطنية هي عنوان الكرة المصرية، ومع كامل الاحترام لكل الأندية، فإنها تلعب بألوان قمصانها وتحت راية ناديها حتى لو كانوا ممثلي مصر… وبالتالي، فإن الأولوية في كل بلاد العالم للفريق الوطني، ولكن دعونا نتحدث في هذا الأمر باستفاضة.
عشوائية اتحاد الكرة
عشوائية ما بعدها عشوائية تدار بها كرة القدم المصرية، وهذه العشوائية كانت سببًا رئيسيًا في عدم رفع علم مصر في الأولمبياد وتحقيق ميدالية في الدورة الأولمبية - كانت قريبة - لأن هناك من اعتبر أن الدوري الهزيل وكأس مصر العليل أهم من فريق وطني يلعب باسم مصر، وحرمان مديره الفني من اختيار عناصر داعمة له في الأولمبياد... والأساس أن اتحاد الكرة شغلته الوحيدة هي المنتخبات الوطنية وتنظيم المسابقات لخدمة المنتخبات، ولكن ما يحدث عندنا في مصر لا يخضع لأي معايير.
تفاءلنا خيرًا بانتهاء مسابقة الدوري (التعبان)، ولكن لا يوجد أصلاً خطة للتطوير أو محاولة تغيير ولو بنسبة 1%، فما زالت شروط القيد كما هي والعبث كما هو دون بادرة أمل في إصلاح صناعة أوشكت على الانقراض.
كيف يعمل أي جهاز فني، سواء حسام حسن أو عشرة مثل حسام حسن، في نظام أكل الدهر عليه وشرب... مسابقة انتهت ولاعبون حصلوا على راحة، وكل من يفهم بربع جنيه كرة يعرف أن هؤلاء اللاعبين يحتاجون إعدادا فترة لا تقل عن عشرة أيام، لأنه في الأصل كل الدوريات بدأت إلا عندنا.
كيد الأندية
والأندية التي كان يخطب اتحاد الكرة ورابطة الأندية ودها، ويلبي جميع طلباتها في التأجيل بدعوى أنها تلعب تحت اسم مصر، وعندما طلبت مصر قالت الأندية إن لاعبيها محتاجون راحة!!! و على فكرة، الأندية محقة لأنه لا يوجد نظام ووقع المنتخب تحت بند المكائد، فالأهلي أكد أن لاعبيه ينضمون مع بداية الأجندة، والزمالك هو الآخر فعل ما فعله الأهلي ولم يجد حسام سوى خمسة لاعبين.
أعرف أننا نؤذن في مالطا ونحرث في البحر بعد أن تغيرت كل المفاهيم وأصبح من يحكم الكرة ناس لا علاقة لهم بالكرة من الأساس، وباتت الأجهزة الإدارية في المنتخبات الوطنية بالمزاج، وليس شرطًا أن تكون كفئا أم لا، إنما المعيار أشياء أخرى، وسيكون لنا حديث مفصل عنها في مقالات قادمة.
عندما تصبح عجلة القيادة في أشخاص كانت غاية أملهم أن يدخلوا اتحاد الكرة، والآن أصبحوا المتحكمين في كل شيء من الألف إلى الياء… طبيعي بعد كل هذا أن تسيطر العشوائية.
كنت أنتظر إصلاحًا بعد أيام وشهور وسنوات من الكتابة في هذا الملف الشائك، ولكن صموا آذانهم لأنهم يدركون أن محاولة الإصلاح هي بمثابة تذكير بفشلهم الذريع.
له الله حسام حسن وكل حسام حسن يعمل في تلك المنظومة البالية لأنها تدفع إلى الفشل، ولا توجد بارقة أمل في أي نجاح على أي مستوى… تعرف الإنجاز الوحيد الذي قدمته الكرة المصرية في آخر ثلاث سنوات… هو الفوز بالبطولة العربية للكرة الشاطئية… وللحديث بقية.