العالم على المحك، البنوك المركزية العالمية تطبق سياسة التشديد الكمى، وتحذيرات من تقلبات بالأسواق، وخبراء: إصدارات الديون الكبيرة رياح معاكسة
تمر البنوك المركزية الرئيسية في الاقتصادات المتقدمة بمراحل مختلفة من التشديد الكمي، وسط توقعات واسعة بأن يتخلى الاحتياطي الفيدرالي عن برنامجه في الأشهر المقبلة، بينما بدأ بنك اليابان للتو في تنفيذ مبادرته الخاصة حيث دخلت البنوك المركزية مرحلة جديدة من سياسة التشديد الكمى فى ظل استمرار دعوات خبراء الاقتصاد بعدم تطبيقها.
ووفقا لـ “الشرق بلومبرج” فقد قرر بنك اليابان الشهر الماضي تقليص حيازته من السندات تدريجيًا على مدى الأعوام المقبلة، ما يعني انضمامه الآن إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي وبنك انجلترا في عملية تقليص الميزانية العمومية.
وعلى الرغم من أن سياسات التشديد الكمي تختلف بين هذه البنوك، إلا أنها تشترك في سحب السيولة التي ضختها خلال أزمة جائحة كورونا عبر شراء السندات.
يتوقع العديد في وول ستريت أن يستمر برنامج التشديد الكمي للاحتياطي الفيدرالي لبضعة أشهر فقط، مع تحول البنك المركزي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد.
وبالفعل، خفض الفيدرالي في يونيو الماضي وتيرة تقليص محفظة سنداته.
وقالت سايوري شيراي، عضو مجلس إدارة بنك اليابان السابقة: "صحيح. جميع البنوك المركزية التي نفذت التيسير الكمي في الماضي تنفذ الآن تشديدًا كميًا.
ورغم عدم وضوح الحجم المناسب للميزانيات العمومية، تدرك الأسواق أن البنوك المركزية ستوقف أو تعدل برامجها للتشديد الكمي إذا دعت الحاجة، كما حدث خلال اضطرابات الميزانية المصغرة في المملكة المتحدة في أكتوبر 2022".
دعوات وقف التشديد الكمي
وأشارت سايوري شيراي، أستاذة الاقتصاد بجامعة كيو في طوكيو، إلى أن العديد من البنوك المركزية بدأت الآن في خفض أسعار الفائدة، ما قد يخفف الضغوط التي قد تهبط بأسعار السندات بسبب برامج تقليص شراء البنوك المركزية للسندات (التشديد الكمي).
ورغم أن الاحتياطيات المصرفية المودعة لدى الاحتياطي الفيدرالي تقدر بحوالي 3.3 تريليون دولار وتبدو كبيرة، إلا أن بعض المشاركين في السوق يحذرون من مخاطر تكرار المشاكل التي حدثت قبل خمسة أعوام، ما يعزز الدعوات لإنهاء التشديد الكمي قريبًا. وفي حال ظهور ضغوط تمويلية حادة بشكل مفاجئ، يمتلك الفيدرالي الآن آليات لدعم السيولة لم تكن متاحة في 2019 للتعامل مع مثل هذه الأزمات.
وفي أوروبا، أوقف البنك المركزي الأوروبي إعادة استثمار بعض السندات عند استحقاقها، على الرغم من استمراره في الحفاظ على جزء من حيازته. وفي وقت سابق من هذا العام، وافق المسؤولون على إطار سياسي جديد يتضمن إنشاء محفظة "هيكلية" تهدف إلى توفير السيولة للنظام المالي، بالإضافة إلى عمليات الإقراض.
تدخّل بنك كندا وحزم بنك إنجلترا
على غرار الاحتياطي الفيدرالي، يقوم بنك كندا بتقليص ميزانيته العمومية منذ أكثر من عامين، لكن هذا البرنامج أثر سلبًا على أداء أسواق التمويل قصيرة الأجل هذا العام، ما دفع البنك إلى التدخل بشكل دوري لتخفيف تلك التأثيرات.
ومع ذلك، صرحت نائبة محافظ بنك كندا، كارولين روجرز، الشهر الماضي أن البنك سيواصل سياسة التشديد الكمي حاليًا لأن الميزانية لم تصل بعد إلى مستوياتها الطبيعية.
في المقابل، يبدو أن بنك إنجلترا أكثر حزمًا في تطبيع ميزانيته العمومية، حيث اعتمد نهجًا أكثر قوة من خلال بيع حيازته من السندات بشكل مكثف، بدلًا من مجرد تقليل إعادة استثمار الأوراق المالية المستحقة. ولمواجهة أي مشاكل تتعلق بالسيولة في السوق، يشجع البنك البنوك التجارية على استخدام تسهيلات الإقراض للحصول على السيولة النقدية من بنك إنجلترا حسب الحاجة، وهو ما يُعرف بالنظام القائم على الطلب.
مع ارتفاع مستويات الديون العامة بشكل كبير خلال جائحة كورونا، يرى بعض المراقبين أن هناك خطرًا من أن تضغط الحكومات على البنوك المركزية لتخفيف التشديد الكمي بهدف الحفاظ على دعمها لأسواق السندات الحكومية.
في هذا السياق، قال ستيفن جين، الرئيس التنفيذي لشركة "يوريزون إس إل جيه كابيتال" (Eurizon SLJ Capital): "معظم الحكومات، إن لم يكن كلها، بحاجة ماسة إلى التمويل العام وإصدار الديون". وأضاف متسائلًا: "كيف يمكن للبنوك المركزية أن تنفذ بالكامل خطط التشديد الكمي في ظل هذه الرياح المعاكسة من إصدارات الديون الكبيرة؟".
وأضاف: سيكون تنفيذ برنامج التشديد الكمي بشكل كامل أكثر صعوبة إذا كانت الأسواق تعاني من اضطرابات. وأشار جيروم جان هايجيلي، وهو مسؤول سابق في البنك الوطني السويسري وصندوق النقد الدولي، إلى أن التحركات السعرية الكبيرة في الين والأسهم العالمية في بداية هذا الشهر "يجب أن تكون بمثابة إنذار، فقد عادت التقلبات".
وتوقع هايجيلي، كبير الاقتصاديين في معهد "سويس ري" بزيورخ، أن "التشديد الكمي العالمي سيواصل على الأرجح إثارة مزيد من التقلبات في أسواق المال إذا استمر حتى عام 2025".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.