أنواع النفاق في الإسلام وعقاب المنافقين ومنزلتهم بالدليل من القرآن الكريم
النفاق في الإسلام، النفاق من الخصال والصفات المذمومة والتي حذرنا منها القرآن الكريم والسنة النبوية، لما في هذه الخصلة من ضرر على المجتمع والأخلاقيات السليمة. وسمي المنافق به لأنه يجعل لنفسه وجهين يظهر أحدهما غير ما يبطن حسب الموقف الذي يواجهه.
النفاق في الإسلام
حذرنا المولى -عز وجل- والنبي -صلى الله عليه وسلم- من المنافقين أو التعامل معهم، وحدد لنا النبي في أحاديث كثيرة خصال المنافقين حتى نستطيع التعرف عليهم وتجنبهم.
ومن الصفات التي يتصف بها المنافق إذا وعد يخلف الوعد أو إذا تكلم كذب في الكلام أو من يأتمنه في شيء يخونه ولا يحافظ عليه.
وتلك الصفات ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".
وجاءت صفات أخرى غير التي ذكرت في الحديث الشريف مصداقا لقوله تعالى: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ" [النساء:142-143]
أنواع النفاق في الإسلام
يقسم الإسلام النفاق إلى نوعين هما:
أولا: نفاق اعتقادي: وهو النفاق الأكبر الذي يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر. وهذا النوع مخرج من الإسلام وصاحبه مخلد في الدرك الأسفل من النار مصداقا لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾ (سورة النساء١٤٥).
ويقول الله تعالى: ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾(سورة البقرة ٩).
ثانيا: نفاق عملي: وهو النفاق الأصغر، وهو عمل شيء من أعمال المنافقين مع بقاء الإيمان في القلب، وهذا لا يخرج صاحبهُ من الإسلام، وهو يكون فيه إيمان ونفاق وإذا كثر صار بسببه منافقًا خالصًا. لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر».
فمن اجتمعت فيه هذه الخصال فقد أصبح منافقا، ومن كانت فيهِ واحدة منها صار فيه خصلة من النفاق.
هل علامات المنافق ثلاثة أم خمسة في الأحاديث النبوية؟
حددت الأحاديث النبوية الصحيحة 5 علامات تميّز المُنافق، وهي «إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر»، وورد 3 علامات للمنافق في الحديث الذي روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» رواه البخاري ومسلم.
لماذا من علامات المنافقين إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ؟
أولا: إذا حدث كذب، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا. وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)، فإذا الكذب في الحديث يهدي إلى الفجور والمعصية وعدم الإيمان بالله والفجور يهدي إلى النار.
ثانيا: إذا وعد أخلف، مصداقا لقوله تعالى وقال الله تعالى: (وَمِنهُم مَن عاهَدَ اللَّـهَ لَئِن آتانا مِن فَضلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكونَنَّ مِنَ الصّالِحينَ* فَلَمّا آتاهُم مِن فَضلِهِ بَخِلوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُم مُعرِضونَ* فَأَعقَبَهُم نِفاقًا في قُلوبِهِم إِلى يَومِ يَلقَونَهُ بِما أَخلَفُوا اللَّـهَ ما وَعَدوهُ وَبِما كانوا يَكذِبونَ) [سورة التوبة ٧٧: ٧٥]. فإن خلاف الوعد وعدم الوفاء به من علامات النفاق لقول الله جل جلاله أعقبهم في قلوبهم بما أخلفوا ما وعدوه، فحذرنا من عاقبة ذلك.
ثالثا: إذا اؤتمن خان، قال ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه: "القتلُ في سبيلِ اللهِ يُكفِّرُ الذُّنوبَ كلَّها إلَّا الأمانةَ، قالَ: يؤتَى بالعبدِ يومَ القيامةِ وإن قُتلَ في سبيلِ اللَّهِ، فيقالُ لَهُ: أدِّ أمانتَك، فيقولُ: أي ربِّ كيفَ وقد ذَهبتِ الدُّنيا؟ فيقالُ: انطلقوا بِهِ إلى الْهاويةِ، وتمثَّلُ لَهُ الأمانةُ كَهيئتِها يومَ دُفِعت إليْهِ، فيراها فيعرفُها، فيَهوي في أثرِها حتَّى يدرِكَها"، فخيانة الأمانة من أشد أنواع النفاق فهي لا تغفر ولا يكفر عنها ونهانا الله عز وجل ورسوله من خيانة العهد والأمانة فيسأل عنها يوم القيامة إن أدّاها أو لم يؤدّها فيعاقب بها.
ويوجد خصلتان أخريان وردتا في الأحاديث النبوية للمنافق وهي وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.
أن خيانة العهد والغدر مثل خيانة الأمانة، والفجر في الخصومة هي من أشد خصال النفاق لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبغض الرجال إلى الله الأَلَدُّ الخَصِم".
صفات المنافقين في تفسير ابن كثير والقرطبي كما وردت في سورتي البقرة والمنافقون:
أولًا: صفات المنافقين من سورة البقرة:
- المخادعة لله تعالى وللمؤمنين.
- مرض القلب، قيل هو الشك وقيل الرياء.
- الإفساد في الأرض بالكفر والمعصية.
- وصفهم للمؤمنين بالسفه.
- التردد والتذبذب، حيث يكونون مع المؤمنين تارة ومع الكافرين تارة أخرى.
- السخرية والاستهزاء بالمؤمنين.
ثانيًا: صفات المنافقين من سورة المنافقون:
- الحلف الكاذب تقية خشية القتل.
- الختم على قلوبهم فلا يصل إليها حق ولا نور.
- عِظَم الأجسام والبلاغة في الخطاب، فكأنهم صور لا حقيقة لها.
- الخوف والهلع الذي يأكل قلوبهم.
- الحكم عليهم بالفسق.
- الحرمان من الهداية إلى الحق.
عقاب المنافقين ومنزلتهم
قال الله تعالى: (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّـهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا). [سورة الفتح: ٦]
أما منزلة المنافقين في النار فهي كما ذكرها الله تعالى بقوله: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا) [النساء:145]. فإن النفاق الأكبر الذي يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر هذا النوع مخرج من الإسلام وصاحبه مخلد في الدرك الأسفل من النار.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو،أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطال، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا،دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.