رئيس التحرير
عصام كامل

باحث أثرى: خبيئة معبد الأقصر أهم اكتشافات القرن العشرين

خبيئة معبد الأقصر
خبيئة معبد الأقصر

 أكد الطبيب غريب الباحث الأثري، أن خبيئة معبد الأقصر تعد أحد أهم الاكتشافات في القرن العشرين، وهي أحد الاكتشافات التي حدثت بالصدفة مثل العديد من الاكتشافات الأثرية التي حدثت في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، ففي يوم 22 يناير من العام 1989 م وفي تمام الساعة التاسعة والربع صباحًا تلقى الدكتور محمد الصغير، والذي كان يشغل منصب مدير عام مصر العليا، وهو أحد الأثريين المميزين ومن جيل الأثريين العظام خاصة في مجال وعلم الحفائر، اتصالا هاتفيا أخبره بأن هناك قطعة حجرية مصقولة من الكوارتز ظهرت أثناء العمل على تسوية الأرضيات الاعتيادية أسفل الأعمدة الغربية من الفناء المفتوح من عصر الملك أمنحتب الثالث.

وعلى ضفاف نهر النيل الخالد يقع معبد الأقصر والذي يعد أيقونة المدينة الفرعونية جمالًا، فقبل 35 عاما مضى، دونَ التاريخ في سجلاته أضخم كشف أثرى بفناء المعبد، إذ كانت ضربة فأس جراء هبوط أرضي قادتها الصدفة إلى اكتشاف 15 تمثالا من بينها لملوك الفراعنة، لتعرف باسم خبيئة معبد الأقصر بالقرن العشرين.

 

 ويضيف الباحث الأثري لـ بوابة «فيتو»، أن الدكتور محمد الصغير أنتقل إلى معبد الأقصر ليرى ماهية هذه القطعة، وأمر باستمرار العمل والحفر حول القطعة لتظهر أول قطعة من الخبيئة هي من أشهر الخبايا التي تم العثور عليها في نهايات القرن العشرين، حيث تم الكشف عن حوالي 15  تمثال من أروع التماثيل التي تم العثور عليها في ذلك الوقت.

 

معنى كلمة خبيئة

 ويتابع الدكتور الطيب غريب الباحث الأثري أن كلمة «خبيئة» في المعجم هي جمع لكلمة «خبايا»، وهي مؤنث لكلمة «خَبِيء»، وتعني الشيء المستور أو المخفى، والخبيئة يمكن أن تكون تمثال واحد أو أكثر، وهناك العديد من الخبايا التي تم اكتشافها ترجع لفترات مختلفة من الحضارة المصرية القديمة مثل خبيئة معبد الأقصر، ‏و خبيئة معبد الكرنك، وخبيئة الدير البحري، وغيرها.

 

سر استخدام الخبيئة

 ويوضح الدكتور الطيب غريب أنه ‏هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تخبية ودفن التماثيل المختلفة تحت الأرضيات الخاصة في المعابد المصرية نذكر منها على سبيل المثال، ‏اما أن هذه التماثيل والآثار كانت ترجع لفترات سابقة على عصر دفنها وكان من الممكن أن تكون قديمة أو مهترئة أو مكسورة الأمر الذي كانا يتم استخدامها فيتم وضعها اسفل الأرضيات كإعادة استخدام في هذه الأماكن، و‏السبب الثاني انه أحيانا كان يتم استخدام تماثيل لملوك وشخصيات بارزة ويتم وضعها أحيانا اسفل أرضيات المعابد أو في الأركان المختلفة كنوع من التبرك بهذه الشخصيات القديمة والملوك العظام خاصة في أركان المبنى تبركا بهذه الشخصيات واعترافا بدورها الهام والمؤثر في التاريخ.

 

‏ويشير إلى أن أبرز أسباب دفن هذه الخبايا  الأثرية وهو الخوف عليها من السرقة والتدمير خاصة خلال فترات  الغزو الخارجي الذي كانت تتعرض له للاراضي المصرية كما حدث في فترة الهكسوس وفترة الحكم الأشوري وفترة الحكم الفارسي وأخيرا حكم الرومان فكان يقوم الكهنة بدورهم إلى عمل حفر كبيرة وضخم تتسع لدفن عشرات او مئات وأحيانا آلاف التماثيل والقطع الأثرية الهامة خوفا عليها من السرقة والتدمير من قبل الغزاة.

 

كواليس الكشف عن خبيئة معبد الأقصر 

 ويستكمل الباحث الاثري حديه لـ«فيتو» ‏ أنه في عام 1989 قامة مصلحة الآثار المصرية في ذلك الوقت بتكليف مجموعة من العمال والموظفين والفنيين للعمل في الجزء الغربي من الفناء المفتوح الخاص بالملك أمنحتب الثالث في الناحية الغربية من معبد الأقصر لتسوية الأرضيات في هذا المكان ولكن الذي حدث ان  لاحظ العمال أن هناك نوع من الهبوط في تلك المنطقة الأمر الذي استدعي القيام بالحفر في هذا المكان آسفل للأرضيات لمحاولة معالجة هذا الهبوط وأثناء ذلك وأثناء قيام أحد العمال بالحفر في تلك المنطقة اصطدمت الفأس التي كان يعمل بها بقطع حجرية لعلها من حجر الكوارتز وكانت مصقولة صقلًا جيدا الأمر الذي ادي إلى استدعاء رئيس العمال في ذلك الوقت وهو الرئيس فاروق شارد.

ويوضح أن رئيس العمال قام بالتنظيف باستخدام «ال مسطرين» والفرشة والتأكد من أنها قطعة مصقولة بعناية وطريقة جيدة لعلها قاعدة تمثال، وبادر بالاتصال بالدكتور محمد الصغير مدير عام منطقة آثار مصر العليا في ذلك الوقت والذي جاء وتأكد من كونها جزء من قاعدة تمثال ضخم وبناء علر ذلك قام برفع مذكرة إلى رئيس مصلحة الآثار حينها شرح فيها الموقف والعثور على بدايات تمثال، وأقترح عمل حفائر علمية منظمة في هذا المكان وقد كانا بالفعل حيث تمت عمل الحفائر العلمية في هذا الجزء من الفناء وهو الأمر الذي ادي إلى اكتشاف أحد أهم الخبايا التي تم العثور عليها في نهايات القرن العشرين وهي خبيئة معبد الأقصر.


مقتنيات الخبيئة

 ويؤكد الدكتور الطيب غريب الباحث الأثري أنه‏ قد تم في هذه الخبيئة العثور على مجموعة متنوعة من التماثيل مختلفة الأشكال والأحجام ومادة الصناعة وكان من أهم التماثيل التي عثر عليها في خبيئة معبد الأقصر تمثال للملك تحتمس الثالث، كذلك تمثال الملك أمنحتب الثالث من حجر الكوارتزيت وهو من أروع القطع التي تم العثور عليها في هذه الخبيئة، بالإضافة للتمثال للملك حور محب مع الإله أو المعبود آمون ولعل هذه القطعة تمثل أحد أيقونات التماثيل وصناعاتها في تاريخ الحضارة المصرية القديمة وأيضا تمثال الملك رمسيس الثاني، وتمثال المعبودة إيونيت، والمعبودة حتحور تمثال على هيئة ثعبان للمعبود «كا موت إف» وتمثال على شكل أبو الهول من المرمر من عهد توت عنخ أمون.


ويختتم الدكتور الطيب غريب الباحث الأثري حديثه بأنه قد تم عمل قاعة خاصة لهذه الخبيئة في متحف الأقصر للفن تسمي  «قاعة الخبيئة»، والتي تلقى إقبالا كبيرا من السائحين الأجانب من كل أنحاء العالم.

 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية