رئيس التحرير
عصام كامل

دبلوماسية التنين، خطة الصين لحل الأزمات الإقليمية والدولية، بكين تدشن عصرها السياسى بمحاولة التقريب بين فتح وحماس

الرئيس الصيني
الرئيس الصيني

من التفوق فى عالم الاقتصاد والتكنولوجيا، والنبوغ فى كليهما، إلى الدخول فى عالم السياسة، هكذا بدأت الصين خلال الفترة الماضية، حتى صارت مصطلحات مثل “اتفاقية بكين” و”الوساطة الصينية” و”محادثات بكين” عناوين متبادلة فى الصحف ووكالات الأنباء العالمية.

ويعود ذلك فى المقام الأول إلى المبادرات التى طرحتها الصين بشأن قضايا دولية مثل “الأمن العالمي”، فضلًا عن الجهود التى بذلتها فى بعض الملفات الإقليمية والدولية، على غرار الحرب الروسية-الأوكرانية، والتوتر الإيراني-السعودى، والخلاف بين حركتى حماس وفتح الفلسطينيتين.

وحول دبلوماسية الصين فى حل النزاعات والحروب وجهودها للدخول فى سباق القوة الدولية، قال اللواء محمد عبد الواحد، الخبير الأمنى والاستراتيجى، إن الصين نجحت فى تحقيق طفرات كبرى، أن بكين منذ نشأتها وهى تهتم بالاقتصاد، كما أنها نجحت فى تحقيق طفرة اقتصادية كبرى، لكن من خلال المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعى أعربت عن رغبتها فى اتباع نهج جديد وأخذ دور أكبر تحت مسمى “دبلوماسية الأزمات”.

وأضاف، أن هذا يعنى التدخل فى أزمات المنطقة وأن يكون لها دور فاعل فى العمل على حلها، مشيرا إلى بناء الصين للمرة الأولى قاعدة عسكرية خارج أراضيها فى جيبوتى، وارتفاع حجم الاستثمارات الصينية فى منطقة الشرق الأوسط عمومًا بنسبة كبيرة جدًا، حتى أصبحت رقم 1 فى المنطقة حيث يتجاوز التبادل التجارى بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط فوق الـ510 مليار دولار.

ويتمثل هذا الاستثمار فى تصديرات تكنولوجية ومعدات وإلكترونيات، كما أنها تستورد النفط، فهى تعتمد على 50% من استخدامها للنفط من هذه المنطقة، فالصين أكبر دولة فى العالم تستهدف الطاقة وبالتالى فهى حريصة جدا على الحفاظ على هذه المنطقة وإتمام مشروعات البنية التحتية لتسهيل عمليات التجارة كـ “مشروع الحزام والطريق”.

وتابع محمد عبد الواحد: “الصين تعمل بحرص للسيطرة على البحار والمضايق وتأمين تجارتها، خاصة أنها تعتمد فى اقتصادها على ما يسمى بـ”الاقتصاد الأزرق” أى الاقتصاد عبر البحار والمحيطات، وبالتالى تواجد قوات أمريكية وأوروبية فى مضيق باب المندب يشكل خطورة كبيرة جدًا على الصين كونها تعتمد على البحر الأحمر الذى يسير من خلاله منتجات بقيمة 400 مليار دولار، لذا فهى حريصة على عدم تعطل مصالحها من خلال تكوين علاقات طيبة مع منطقة الشرق الأوسط بالكامل.

وفيما يتعلق بدبلوماسية الأزمات، فهى تعتبر هذا نوعا من الحرب السرية بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن موقفها واضح من القضية الفلسطينية منذ زمن طويل، فهى ترى أن الأفضل حل الدولتين وعودة إسرائيل إلى حدود ما قبل 5 يونيو 1967، وبدأ يبرز لها مواقف وبدأت تدعو إلى مؤتمر دولى للسلام منذ الأزمة فى غزة.

ترتيب البيت الفلسطيني

من جانبه قال أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القدس، إن الشكر واجب للصين التى تبذل جهودا رائعة لترتيب البيت الفلسطينى، مشيرا إلى ترحيب الأمم المتحدة بمخرجات اجتماعات بكين لهذا الاجتماع ومخرجات حكومة الوحدة الوطنية، وبعد ذلك ترتيبها لإجراء انتخابات، وتسهيل إمكانية أن تكون الحكومة مسئولة عن قطاع غزة والضفة الغربية خاصة أن الجميع يتساءل عن آلية التعامل فى غزة فى اليوم التالى، وكل هذا الأمر منوط بقرارات سياسية بيد الرئيس الفلسطينى محمود عباس، إذا وافق على تشكيل الحكومة، فهذا يعنى أنه فتح آفاق جديدة لإنهاء هذه الأزمة.

الوسيط النزيه

وبدوره قال محمد خيرى الباحث فى الفلسفة السياسية والمتخصص فى الشئون الإيرانية، إن الصين تعمل على مد يديها فى منطقة الشرق الأوسط من خلال التدخل لحل الكثير من التشابكات والأزمات السياسية بين بعض القوى الإقليمية، لضمان الظهور بمظهر الوسيط النزيه، بما يسمح لها بأن تكون شريكا استثماريا واستراتيجيا يخصم من النفوذ الأمريكى والغربى فى منطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن دول المنطقة ترى فى الصين شريكا جيدا لا يحمل أطماعا فى دول الإقليم.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية