ناتو عربى بمشاركة إسرائيل.. نتنياهو يطرح الفكرة وأمريكا الداعم الأول.. والقاهرة والرياض تخوضان معركة الرفض.. وتحذيرات من تصفية القضية الفلسطينية وتأثير ترامب
نتنياهو رأس الشيطان لم يكتف بتدمير قطاع غزة فقط وقتل عشرات الآلاف من الأبرياء، ولكنه يسعى لجر المنطقة بأكملها لحرب تقضى على الأخضر واليابس، وذلك من أجل الحفاظ على وجوده فى سدة الحكم بدولة الاحتلال الإسرائيلية.
فكرة تحالف عسكرى
ومع اقتراب ترامب من البيت الأبيض فى ظل عدم وجود منافس ديمقراطى قوى له خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، أعاد نتنياهو طرح فكرة تحالف عسكرى مع الدول العربية ضد إيران، والتى عرفت سابقا بالناتو العربى ولكن هذه المرة تحمل مسمى جديدًا وهو تحالف إبراهيم.
ورغم اختلاف الأسماء، لكن الهدف كان واحدا، وهو جر العرب لحرب مفتوحة مع إيران وأذرعها فى المنطقة (حزب الله والحوثيين والمليشيات العراقية) وهذه الحرب ستبعد أنظار العالم والمسلمين عن القضية الفلسطينية ليتمكن نتنياهو وأعوانه من القضاء عليها نهائيا.
ويعد تحالف إبراهيم امتدادا لاتفاقات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية (الإمارات والبحرين والسودان والمغرب) والتى عرفت باسم اتفاقات إبراهام، وفى خطابه أمام الكونجرس الأمريكى، تحدث نتنياهو عن فكرة تحالف إبراهيم تحت مظلة الولايات المتحدة الأمريكية، فى دِلالة على مطالبة واشنطن بالضغط لإخراج المشروع للنور.
وطرحت فكرة هذا التحالف مرات عديدة سابقا، خاصة خلال فترة رئاسة دونالد ترامب لأمريكا، وكان يعرف حينها بالناتو العربى ولكن بناء على تخطيط وتعاون مشترك بين مصر والمملكة العربية السعودية فشل المخطط الصهيونى لتوريط العرب فى مواجهة مع طهران وحرب الجميع فيها خاسر.
وترى الدول العربية أن الدبلوماسية هى الحل الوحيد للخلافات مع إيران، وهناك مساع من طهران لإعادة علاقتها مع الدول العربية مثل ما فعلت مع السعودية.
إعادة تدوير
فى هذا السياق، يرى الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن فكرة تحالف إبراهيم الذى دعا له رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، هو إعادة تدوير لفكرة الناتو العربى التى تم رفضها مسبقا، ولكن بشكل جديد وتحمل نفس الأفكار القديمة ولها نفس الهدف وهو التصدى لإيران وأذرعها فى منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح، أن الفكرة أمريكية بالأساس من أجل دمج إسرائيل فى منطقة الشرق الأوسط ودعمها بتحالفات عسكرية مع الدول العربية، لعدم قدرة تل أبيب على مواجهة إيران وأذرعها فى المنطقة بشكل منفرد، كما أن الولايات المتحدة تريد أن تضع تركيزها على منطقة شرق آسيا ومواجهة التمدد الصينى هناك، لذلك تريد ضمان أمن إسرائيل من خلال تحالف عسكرى مع الدول العربية.
وتابع بأن الفكرة مرفوضة تماما من أغلب الدول العربية، خاصة الدول المؤثرة مثل مصر والمملكة العربية السعودية، التى لا تريد الانخراط فى صراع مفتوح، مشيرًا إلى أن عودة ترامب لا تعنى إعادة إحياء صفقة القرن بشكلها القديم، ولكن سيتم طرحها مجددا باستراتيجية جديدة بناء على المتغيرات السياسية والعسكرية التى طرأت على الأرض، منذ عملية طوفان الأقصى وما تبعها من عدوان إسرائيلى على قطاع غزة.
وأكمل طارق فهمى، أنه من المتوقع أن يكون التركيز فى إخراج المشروع للنور، على السعودية بما تمثله من ثقل إسلامى، كما توقع رفض الرياض لأنها تعلم جيدًا أهدافه، كما أن المملكة تستخدم ورقة التطبيع مع إسرائيل لمناورة دونالد ترامب فى حال قدومه إلى البيت الأبيض، فهناك مطالب عديدة تريدها الرياض مقابل التوقيع على هذا الاتفاق.
وحدد طارق فهمى أبرز المطالب التى تريدها السعودية من أمريكا مقابل التوقيع على اتفاقات إبراهام مع إسرائيل، ويأتى فى مقدمتها توقيع اتفاقية دفاع مشترك مع واشنطن، بالإضافة إلى إنشاء برنامج نووى للسعودية، وضمانات أمنية من إدارة البيت الأبيض، وحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
واختتم “فهمي” حديثه، بالقول إنه فى كل الأحوال فإن إسرائيل تعلم جيدا أنها غير قادرة على مواجهة إيران بشكل منفرد خاصة بعد فشلها فى التصدى للهجمات التى تشنها أذرعها فى المنطقة (حزب الله والحوثيين والمليشيات العراقية)، فهى تريد جر الدول العربية لهذه الحرب وذلك بعد تأكدها من أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تنخرط فى الصراع بشكل مباشر.
القضية الفلسطينية
وفى السياق ذاته قال اللواء نصر سالم، الخبير العسكرى والمحلل الاستراتيجى، إن مقترح تحالف إبراهيم غير قابل للتطبيق لأن أغلب الدول العربية ترفضه، مضيفا أن إسرائيل تحاول تصوير نفسها على أنها قوى للدول العربية، وبذلك تشغلهم عن القضية الفلسطينية وتتمكن من تصفيتها بشكل نهائى، ولذلك تبذل كل جهودها فى توجيه الأنظار إلى إيران كأنها عدو جديد.
وتابع “سالم ” بأن إسرائيل تخطط خلال الفترة القادمة للتخلص من أذرع إيران سواء فى لبنان أو العراق أو اليمن، وتسعى لتوريط الدول العربية فى هذه الحرب التى لن تجلب إلا الدمار والخراب للمنطقة، ولن تصب إلا فى مصلحة إسرائيل وتخدم مخططاتها بالمنطقة.
وأوضح، أنه فى حال تولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية سيمارس ضغوط قوية على الدول العربية للقبول بتحالف إبراهيم مع إسرائيل، ولكن مصر والسعودية سيكون لهما دور بارز فى إحباط هذا المخطط، لأنهما يدركان جيدا خطورة التحالف مع دولة الاحتلال على المنطقة
وعرقلة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة، التى تم طرحها فى السابق، لأنها استبعدت التحالف مع تل أبيب، وستعزز الدور العربى فى المنطقة.
وتابع المحلل الاستراتيجى، بأن تل أبيب تسعى إلى إدخال قوة مشتركة مع الدول العربية لقطاع غزة لضمان سيطرتها على القطاع وتنفيذ مخططها وهو ما يعنى نهاية القضية الفلسطينية إلى الأبد تحت غطاء عربى، وأيضًا تسعى لتأمين حدودها المشتعلة من جهة الجولان والجبهة الشمالية مع لبنان وجبهة البحر الأحمر، فى ظل الهجمات العنيفة التى شنتها أذرع إيران وفشلت فى التصدى لها.
واختتم اللواء نصر سالم حديثه: “إسرائيل تسعى منذ فترات طويلة لإنشاء نظام دفاع جوى مشترك مع الدول العربية، يضمن لها رصد الصواريخ التى يتم إطلاقها من قبل أذرع إيران فى المنطقة بسهولة وفى وقت مبكر قبل قدومها إلى الأراضى المحتلة، وبالتالى يسهل التعامل معها، ويمكن تحقيق ذلك فى حال موافقة الدول العربية على تحالف إبراهيم”.
نقلا عن العدد الورقى،
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.