رئيس التحرير
عصام كامل

«أحفاد الفراعنة يدفعون ثمن حريتهم».. مصانع أكتوبر تتوقف.. ارتفاع تكلفة تأمين الديون من 30 نقطة أساس لـ800.. «جنرال موتورز وشل وأوليمبيك» خارج نطاق الخدمة.. «الإخوان» تحرق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تسود حالة من الفوضى شوارع القاهرة وعدة محافظات أخرى عقب تفجر أعمال عنف عقب قيام قوات الأمن بفض اعتصامين لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي والتي راح ضحيتها أكثر من 500 قتيل، مما أدى إلى توقف العديد من المصانع في البلاد، وسط إغلاق البنوك والبورصة المصرية.


وقالت شركة «جنرال موتورز»، إنها أوقفت الإنتاج في مصنعها لتجميع السيارات في مدينة السادس من أكتوبر بمصر وأغلقت مكتبها المحلي بعد صدامات دامية بين قوات الأمن ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. وقررت «رويال داتش شل» أكبر شركة نفط أوروبية غلق مكاتبها في مصر للأيام القليلة المقبلة وفرضت قيودا على سفر موظفيها.

وقالت الشركة في بيان لها أمس «لضمان سلامة وأمن موظفينا ستكون مكاتب (شل) في مصر مغلقة اليوم وحتى نهاية الأسبوع وتقرر فرض قيود على رحلات العمل إلى هناك. سنواصل مراقبة الوضع في مصر».

كما ذكرت شركة «إلكترولوكس» السويدية للأجهزة المنزلية التي استحوذت على شركة «أوليمبيك جروب» المصرية بعد ثورة 25 يناير 2011، أنها أوقفت كل إنتاجها في مصر حيث يعمل لديها نحو سبعة آلاف موظف وذلك بسبب الاضطرابات المتصاعدة.

ومع اشتعال الموقف في البلاد، ارتفعت تكلفة التأمين على ديون مصر من مخاطر عدم السداد ارتفاعا حادا أمس. وبحسب مؤسسة ماركت، ارتفعت تكلفة التأمين على ديون مصر لخمس سنوات من 30 نقطة أساس إلى 800 نقطة أساس، مسجلة أعلى مستوياتها في ستة أسابيع.

وتصعد جماعة الإخوان عمليات الشغب في مصر، وقال المتحدث باسم الجماعة أمس إن العنف الذي تلقته الجماعة وحلفاؤها عقب فض الاعتصام الأربعاء الماضي يعني أن الغضب خرج عن نطاق السيطرة الآن.

وهاجم تابعون لجماعة الإخوان أول أمس وأمس عدة مؤسسات حكومية وأحرقوها. واقتحموا أول أمس وزارة المالية وأشعلوا النار بها، وقال مصدر مسئول بوزارة المالية ظهر أمس إن النيران لا تزال مشتعلة في مباني الوزارة وتتواصل جهود قوات الدفاع المدني وسيارات الإطفاء التابعة للجيش لإطفاء الحريق بالوزارة التي تقع بالقرب من رابعة العدوية التي كان يعتصم بها مؤيدو الرئيس.

وصرح مسئول بالوزارة، بأن الحريق الذي أشعله أنصار الرئيس المعزول أول أمس الأربعاء، قد امتد إلى ثلاثة أبراج، وأتى على جراج الوزارة حيث دمر سيارات وأتوبيسات العاملين بوزارة المالية، لافتا إلى أن العاملين بأمن الوزارة والموظفين نجحوا في إنقاذ عدد من السيارات، في حين قام أنصار المعزول بكسر وتدمير ماكينات الصرف الآلي ونهب الأموال الموجودة بها.

وأشار إلى أن الحريق قد دمر مدرعتين تابعتين للجيش كانتا تتوليان مهمة تأمين وزارة المالية. وأضاف أن الحريق ما زال مشتعلا في الأبراج حيث وصل للدور السابع في برج رقم 2.

وأكد المصدر المسئول أن وثائق ومستندات الوزارة مؤمنة تماما، حيث إن هناك أرشيفا إلكترونيا لحفظ هذه الوثائق والمستندات المهمة ولا خوف من تلف أو ضياع أي مستندات.

ولم يتسن الحصول على تعليق من وزارة السياحة التي هاجمها أيضا أول أمس مؤيدو الرئيس المعزول، حول مدى تأثر السياحة بتلك الاضطرابات، إلا أن وزير الطيران المدني المصري عبد العزيز فاضل أكد استمرار انتظام حركة السفر والوصول بمطار القاهرة الدولي والمطارات المصرية دون إلغاء لأي رحلات، حيث تم سفر ووصول 233 رحلة جوية تقل 21 ألف راكب من الدقيقة الأولى من صباح أمس حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا، وشملت الحركة بمطار القاهرة الجوي سفر ووصول 179 رحلة جوية تقل 14 ألف راكب وشهدت المطارات المصرية (شرم الشيخ، الغردقة، برج العرب، القصر، سوهاج، وأسيوط) سفر ووصول 54 رحلة جوية تقل 7000 راكب.

وأضاف الوزير أنه تم توفير كل التسهيلات وواجبات الضيافة للقادمين الذين وصلوا مساء أول أمس ولم يتمكنوا من مغادرة المطار إلى مقار إقامتهم بالضواحي والأقاليم أثناء ساعات الحظر.

وأضاف أنه تم التنسيق مع الأجهزة المعنية للدولة بالسماح للمسافرين والقادمين بالتحرك أثناء ساعات الحظر مع إبراز جواز السفر وتذكرة الطائرة عند نقاط التفتيش المنتشرة بالطرق.

وأعلن "فاضل" أن المجال الجوي المصري مفتوح للحركة الجوية بانتظام، ولم تطلب أي جالية أجنبية مغادرة البلاد. وقال إنه تم إعفاء الركاب من غرامة التأخير أو أي رسوم في حالة التأخير بسبب الظروف المرورية.

وعلى صعيد متصل أعلنت المتحدثة باسم وزارة السياحة الروسية، إيرينا شيجولكوفا عن وجود 50 ألف سائح روسي على وجه التقريب في مصر الآن، يوجد نصفهم في منتجعات الغردقة التي تقع على ساحل البحر الأحمر.

وقال مدير مجموعة «تيز تور» لشركات السياحة الكسندر بورتين في تصريحات لوكالة أنباء «نوفوستي» الروسية: «إن اضطرابات مدينة الغردقة لم تصل إلى المنطقة السياحية التي يبقى الوضع فيها هادئا، ويواصل السياح رحلاتهم السياحية ولم يطلب أحد تسفيره إلى الوطن فورا».

وأضاف أن السياح الروس يأملون في أن تتغير الأوضاع في مصر نحو الأفضل في الأيام القليلة المقبلة. وأشار مدير مجموعة شركات السياحة التي تقوم بتسفير السياح الروس إلى مصر إلى أن السياح الروس لم يصابوا بالأذى في حوادث مصر حتى الآن.
الجريدة الرسمية