حفيدات النبي، السيدة زينب ثائرة في كربلاء وقصة وفاتها بمصر والشام والمدينة
يعرف الكثيرون منا أن السيدة زينب رضي الله عنها تسمى بأم العواجز وأم المساكين ولا يعرفون عن بنت بنت النبي وأول بناتها منه، شيئا من جهادها وخروجها مع شقيقها الإمام الحسين ومؤازرتها له في محنته أيام بزيد ووفاة ابني السيدة زينب مع خالهما الإمام الحسين رضي الله عنه، وفيما يلي نستعرض معكم قصة السيدة زينب ثائرة في كربلاء ووفاتها بمصر والشام والمدينة فإلى التفاصيل.
نسبها
الحَوْرَاءُ زَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيٍّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الملقبة بـزَيْنَبِ الكُبْرَى (5 هـ - 62 هـ)؛ ثاني حفيدات النبي بعد أمامة بنت أبي العاص من زوجته زينب بنت النبي، وهي ثالث أولاد فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد وعلي بن أبي طالب والابنة البكر لأمها حيث رزقت السيدة فاطمة بزينب وأم كلثوم علي اسمي شقيقتها من أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، والسيدة زينب هي الأخت الشقيقة للسبطين الحسن والحسين، وأبوها هو الخليفة الرابع من الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب عند أهل السنة والجماعة، وأوّل الأئمة الأثني عشر عند الشيعة، ولهذا ويعتقد الشيعة بعصمتها بالعصمة الصغرى.
ولادتها ونشأتها
القول المشهور بين الشيعة أن ولادة زينب بنت علي كانت في 5 جمادى الأولى من 6 هـ، وأن ولادتها كانت قبل تسقيط المحسن، فيما يعتقد المؤرخون السنة بأن ولادة زينب كانت بعد ولادة المحسن.
وأنها رضي الله عنها ولدت بالمدينة المنورة في الخامس من شهر جمادي الأول سنة 6 هجرية، وقد أسماها جدها زينب على اسم ابنته زينب التي توفيت قبل ولادة الطفلة بوقت قليل، وحزن عليها النبي حزنًا شديدًا، وأراد أن يحيي ذكراها في شخص الحفيدة الصغيرة.
توفي الرسول صلى الله عليه وسلم، وعمر زينب رضي الله عنها خمسة أعوام، ثم تبعته أمها فاطمة الزهراء، وقد أوصت الزهراء ابنتها زينب أن تصحب أخويها وترعاهما، وتكون لهما من بعدها أما، فكانت أما للحسن والحسين وشقيقتها الصغرى أم كلثوم.
نشأت السيدة زينب نشأة حسنة كاملة فاضلة عالمة، حيث كانت رضي الله عنها صوّامة قوّامة تقضي أكثر لياليها متهجدة تتلو القرآن، كما كانت رضي الله عنها لبيبة عاقلة، على جانب عظيم من الحلم والعلم ومكارم الأخلاق، ذات فصاحة وبلاغة، أخذت عن والدتها الرقة والحنان والخلق الحسن، وأخذت عن والدها العلم والتقوى، وتميزت بثقافتها وفصاحتها وبلاغة حديثها. فيقول الجاحظ في «البيان والتبيين»: إنها كانت تشبه أمها لطفًا ورقة وتشبه أباها علمًا وتقى.
السيدة زينب ثائرة في كربلاء
قادت السيدة زينب رضي الله عنها مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها وكان لها دور كبير رواه البعض في كتب السيرة ونفاه البعض الآخر ونفي كل المرويات التي قيلت عن قتل الحسين وسبي آل بيت رسول الله علي اعتبار تنزيه المسلمين عموما وبيت النبي خصوصا عن الوقوع في الأسر وامتهان الكرامة حيث انه لا أسير في الحروب بين المسلمين كما مقرر في كتب الفقه وإنما الأسير يكون من أهل الحرب من غير المسلمين وهذا هو المتعارف عليه في كتب الفقه والمراجع الإسلامية.
خطبة زينب في الكوفة
دخلت قافلة السبايا إلى الكوفة بعد مقتل الحسين بأمر من عبيد الله بن زياد الذي كان واليا علي الكوفة آنذاك، فخرج أهل الكوفة للنظر إليهم، فصارت النساء يبكين وينشدن، فخطبت زينب خطبتها الشهيرة في أهل الكوفة قبل دخولها إلى مجلس ابن زياد، فقالت لهم زينب:«أتبكون فلا سكنت العبرة ولا هدأت الرنة».
وقد أشارت إلى الناس بأنهم هم المسؤولون عن قتل الحسين فقالت: «ويلكم أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟ وأي عهد نكثتم؟.» فضج الناس بالبكاء والعويل.
وعندما أدخلت نساء الحسين وأولاده ورهطه إلى قصر الكوفة حاول ابن زياد التهجّم على أهل بيت، والشماتة بما حصل لهم في كربلاء فسألها ابن زياد:«كيفَ رأيتِ فعلَ اللهِ بأهلِ بيتكِ؟!» كان ردّ السيدة زينب قويًا وعنيفًا حيث فقالت: «ما رأيت إلاّ جميلًا. هؤلاء قوم كتب اللّه عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم...» وكان كلامها معبرًا عن حالة الرضا والتسليم المطلق للّه عزّ وجلّ. وانتهى موقفها في الكوفة إلى فضح القتلة وتبيين مقام شهداء كربلاء وقرابتهم من الرسول.
خطبة زينب في الشام
عندما دخلوا على يزيد أمر برأس الحسين فوضع بين يديه، وأخذ ينكث ثنايا الحسين بقضيب خيزران بيده، فأثار هذا المشهد غضبها ومشاعرها فقامت وخطبت في مجلس يزيد حيث ردت عليه بكل شجاعة وإباء وقالت:«أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فاصبحنا نساق كما تساق الإماء... أنسيت قول الله تعالى: وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ.
أمن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وامائك وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهنّ وأبديت وجوههنّ، تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلي بلد...»
وفاتها ومدفنها
اختلف المؤرخون في تحديد سنة وفاتها، وان كان الأرجح عند كثير من الباحثين أنها توفيت في سنة 62 هـ، وذكر الكثير من المؤرخين وسير الأخبار بأنها توفيت ودفنت في دمشق، ويقول المروجون لكونها دفت في دمشق، أن زوجها عبد الله بن جعفر قد سافر إلى الشام، بسبب مجاعة في المدينة، لمزرعة أو بستان له في الشام، وأنها مرضت وماتت فدفنت هناك. وهذا كلام لا دليل عليه. وقد أنكره بعض الشيعة أيضا.
وقالوا: "لم يَذكر مؤرّخ أنّ عبد الله بن جعفر (زوج زينب) كان له قُرى ومزارع خارج الشام، حتى يأتي إليها ويقوم بأمرها، وإنّما كان يَفِدُ على معاوية فيُجيزُه، فلا يَطول أمر تلك الجوائز في يده حتّى يُنفِقَها بما عُرِف عنه من الجود المُفرط".
وقالوا أيضا: "إن كان عبد الله بن جعفر له قرى ومزارع خارج الشام ـ كما صَوّرته المُخيّلة ـ فما الذي يَدعوه للإتيان بزوجته زينب معه؟! وهي التي أُتيَ بها إلى الشام أسيرةً بزيّ السبايا، وبصورة فظيعة، وأُدخلت على يزيد مع ابن أخيها زين العابدين وباقي أهل بيتها بهيأةٍ مُشجية؟!
ورأي آخر على أنها دفنت في القاهرة مع انه لا يوجد أي كتاب مؤرخ لمزارات مصر يدل على وجود قبر لزينب في مصر.
ويقول البعض إنه لا دليل على أن زينب بنت علي وفاطمة رضي الله عنهما ( زينب الكبرى) مدفونة في دمشق، ولا مصر، والأظهر أنها مدفونة في المدينة حيث عاشت وماتت رضي الله عنها وعن أبيها وأمها.وإن كان تاريخ وفاتها ومحل قبرها بالبقيع مجهولا.
قال الشيخ محمد بخيت المطيعي – مفتي الديار المصرية في عصره – رحمه الله: " جزم كلٌ من ابن الأثير في تاريخه 4/48 والطبري 6/264 وما بعدها – بأن السيدة زينب بنت علي رضي الله عنه، وأخت الحسين رضي الله عنه قد عادت مع نساء الحسين أخيها، ومع أخوات الحسين، بعد مقتله إلى المدينة.. ولا عبرة بمن يشذ عنهما – أي الطبري وابن الأثير -.. وعليه: فلا مدفن لها في مصر، ولا جامع، ولا مشهد ".
وقال فتحي حافظ الحديدي: " آخر ما سجله قدامى المؤرخين عن السيدة زينب بنت السيدة فاطمة الزهراء والإمام علي بن أبي طالب هو ما أورده المؤرخ الحافظ بن عساكر في كتابه الموسوعي: (تاريخ دمشق) بأن الخليفة الأموي يزيد بن معاوية أمر نعمان بن بشر بترحيل السيدة زينب ورفاقها من الشام إلى الحجاز، ويبعث معهم رجلًا من أهل الشام أمينًا صالحًا، في خيل وأعوان فيسير بهم إلى المدينة المنورة، وقد دفنت بها، كما هو ثابت في التاريخ، وفي الواقع الحالي هناك"
ونص ما أورده ابن عساكر رحمه الله: " قال يزيد بن معاوية: يا نعمان بن بشير، جهزْهم بما يُصلحهم، وابعث معهم رجلا من أهل الشام، أمينا صالحا، وابعث معه خيلا وأعوانا، يسير بهم إلى المدينة، ثم أمر بالنسوة أن ينزلن في دارٍ على حدة، معهن أخوهن علي بن الحسين في الدار التي هو فيها.
قال: فخرجن، حتى دخلن دار زيد، فلم يبق من آل معاوية امرأة إلا استقبلتهن تبكي وتنوح على الحسين، فأقاموا عليه المناحة ثلاثا" انتهى من تاريخ دمشق (69/ 177).
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.