رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: محمد صلاح والجندي وسارة سمير.. دليل على إيه في الرياضة المصرية؟!

محمد صلاح والجندي
محمد صلاح والجندي وسارة سمير

في الوقت الذي نسعد بكل انتصار مصري في محفل عالمي تثار الكثير من التساؤلات أهمها: أهؤلاء الأبطال نتاج عمل وتخطيط مستمر أم هو مبدأ لكل قاعدة استثناء  ؟! وإذا كانوا نتاج تخطيط فلماذا هؤلاء فقط !!محمد صلاح نجم عالمي في كرة القدم ونافس أكثر من مرة على الكرة الذهبية ووصل إلى آفاق لم يصل إليها أحد.. وهذا أحمد الجندي بطل الخماسي الحديث الذي حقق أرقاما قياسية صعب تحطيمها في المستقبل القريب …وتلك سارة سمير -المرأة الحديدية -تجذب أنظار العالم بعد أن حققت الميدالية الثانية في الأولمبياد ….فعلى ماذا يدل ذلك؟!

عندما تكون دولة كبيرة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ وحققت ميداليات أولمبية قبل أن تظهر دول في الحياة سبقتنا في عدد الميداليات فلابد أن يكون هناك شيء خطأ.. دولة هي الأكبر على كل المستويات من حيث الحضارة والتاريخ لا يجب أن يكون ترتيبها بعد الـ50 على مستوي العالم … لا يجب أن تكون الخامسة على مستوى القارة الافريقية ولا الثالث عربيا!!

فرحنا بعزف النشيد الوطني عندما تقلد أحمد الجندي الذهبية وسعدنا برفع العلم المصري وقت تتويج سارة سمير ومحمد السيد بالفضة والبرونز.. وإذا كان هؤلاء نتاج تخطيط علمي فلماذا لم يظهر غيرهم خاصة وأن الجندي وسارة كان متوقع لهما ميداليات بحكم أنهما حصلا على ميداليات من قبل!!

عندما قال الرئيس السيسي في أحد مؤتمرات الشباب: وما هي المشكلة أن يكون لدينا ألف محمد صلاح في كرة القدم المصرية؟ جملة قالها وهي تعبر عما يدور في نفس كل مصري … قالها بعفوية ولكنها في نفس الوقت معبرة جدا … ولماذا لا يكون عندنا ألف أحمد الجندي وألف سارة سمير؟!

وبدلا من البحث عن افضل طريقه لتنفيذ حديث القيادة السياسية ظهرت العديد من المشاريع الحالمة في عالم كرة القدم علي اعتبار أن الكلام وقتها كان عن محمد صلاح –ما بين تجربة هولندية وتجربة هيماونية -لم تؤت ثمارها على مدار خمس سنوات بدليل أن أعداد محترفينا في الخارج لم تزد إلا بقدر ضعيف جدا مقارنة بدول الجوار…

ليس مقبولا أن يحاول أحد اقناعي بأنه لا يوجد لدينا ألاف من محمد صلاح وأحمد الجندي وسارة سمير ولكن لا توجد العين الخبيرة التي تصقلهم وتصل بهم إلى منصات التتويج.

الأمر لا يحتاج إلى  لجان علمية ولا جغرافية ولا تاريخيه انما يحتاج إلى اخلاص في العمل واتخاذ قرارات فوريه لتصحيح المسار ….الأزمة ليست في وزير أو رؤساء الاتحادات الرياضية ولكن لابد من حوكمة الرياضة بعد أن استمعنا لأبطال كثر في الرياضة المصرية بعد الإخفاق في أولمبياد باريس !!

إن أي بطل مصري تتوافر له سبل النجاح تجده قادرا على صنع المعجزات مثل الأبطال المصريين الذين لعبوا تحت إعلام دول أخرى بعد أن حصلوا على جنسيتها.

نعم نحن ننفق أكثر من دول الخليج علي الرياضة وأكثر من دول القارة الافريقية وتكون المحصلة الخامس افريقيا والثالث عربيا!!

نعم بلدنا تحتاج إلى كل جهد مخلص من أجل العودة للريادة في المجال الرياضي والابتعاد عن الشعارات الزائفة التي كلفتنا الكثير.

لا يجب الفرح أكثر من اللازم بأبطالنا الذين اسعدونا -الجندي وساره - وظهور الجميع بحثا عن صورة أنه كان السبب ولولاه ما ظهر البطل بقدر البحث عن تقييم موضوعي والإجابة عن السؤال الاكثر منطقيه: الا تملك مصر غير هؤلاء ولماذا ؟!!

ويبقي للحديث بقية إن كان في العمر بقية.
 

الجريدة الرسمية