رئيس التحرير
عصام كامل

6 مشايخ جمعوا بين الأزهر والإفتاء، سليم رفض مصافحة الملك فأقاله وجاد الحق أحرج زكي بدر

الدكتور أحمد الطيب،
الدكتور أحمد الطيب، سادس الأئمة أصحاب المشيختين، فيتو

ستة من الأئمة تولوا منصب الإفتاء ومشيخة الأزهر الشريف، فكانوا هم أصحاب المشيخيتين.. وهم: حسونة النواوي، أول من شغل منصب المفتي في مصر، ثم عبد المجيد سليم، وحسن مأمون.. وجاد الحق علي جاد الحق والذي تولى وزارة الأوقاف أيضا، ومحمد سيد طنطاوي، والدكتور أحمد الطيب.
وكانت لهم جميعا مواقف مأثورة، تنم عن التقوى والزهد والتواضع.. نعرض جانبا منها.

 

 

 

1- الشيخ حسونة النواوي

تولى منصب المفتي من: 1312 هـ/1895 م، حتى: 1316 هـ/1899 م.

انتُدب وكيلا للأزهر، وذلك لمرض الشيخ الإنبابي وعجزه عن مباشرة مهام عمله. ثم صدر قرار بتعيين لجنة لمعاونته في إصلاح شئون الأزهر.. وعُيِّن عضوًا دائمًا غير قابل للعزل بمجلس شورى القوانين.
تولى منصب الإفتاء بالإضافة إلى مشيخة الأزهر، وأصدر 287 فتوى.

2- الشيخ عبد المجيد سليم.. ابن سينا

الشيخ عبد المجيد سليم، كان حنفي المذهب، وتولى الإفتاء خلال الفترة من: 1346 هـ/1928 م، وحتى: 1365 هـ/1946م.

ولد الشيخ عبدالمجيد عام 1882، في مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، والتحق بالأزهر ونبغ فى علم الفلسفة حتى أنه اشتهر بين زملائه باسم ابن سينا، حيث كان يحضر دروس الشيخ محمد عبده فى الرواق العباسي أشهر أروقة الأزهر لمدة خمس سنوات. 

الشيخ عبد المجيد سليم، فيتو


ومن أشهر مواقفه حينما كان مفتيًا للديار المصرية حين وصل إليه سؤال من إحدى المجلات عن مدى شرعية إقامة الحفلات الراقصة في قصور الكبار.. وحمل رسالة المجلة إليه أحد أمناء الفتوى في دار الإفتاء، ولفت نظره إلى أن المجلة التي طلبت الفتوى من المجلات المعارضة للملك، وأن الملك قد أقام حفلًا راقصًا في قصر عابدين، فالفتوى إذن سياسية، وتريد المجلة بذلك الوقيعة بين الشيخ وبين الملك، فقال سليم: وماذا في ذلك؟ إن المفتى إذا سُئل فلا بد أن يجيب ما دام يعلم الحكم، وأصدر الفتوى بحرمة هذه الحفلات.

بصيرته أجهضت مؤامرة الملك فاروق

وبالفعل، نشرت مجلة آخر ساعة في عام 1951 الفتوى مؤيدة بالأدلة الشرعية، ووقعت الأزمة بين الملك والمفتي، وصمم الملك على الانتقام من المفتي الذي كانت فتواه سببًا في إحراج موقفه السياسي، وعلى إثر هذه الفتوى وجه الديوان الملكي الدعوة إلى الشيخ عبدالمجيد سليم لحضور صلاة الجمعة مع الملك في مسجد قصر عابدين، وهو القصر الذي أقيم فيه الحفل الراقص.
توجه المفتي وجلس في المكان المخصص له، وحين حضر الملك جلس في مكانه بالصف الأول، وبعد انتهاء الصلاة وقف كبار المصلين لمصافحة الملك بعد الصلاة قبل أن يدخل إلى حديقة القصر من الباب الداخلي للمسجد المؤدي إلى الحديقة، ووقف المفتى في مكانه استعدادا لهذه المصافحة الملكية، وكان كل من يأتي عليه الدور للمصافحة يرفع يده قبل أن يدركه الملك استعدادًا للمصافحة.
إلا أن الشيخ سليم هدته فطرته الإيمانية إلى عدم رفع يده، وكانت نية الملك أن يترك يد الشيخ ممدودة للمصافحة دون أن يصافحه، ويكون في ذلك عقابه والانتقام منه، ولكن الشيخ وببصيرة إيمانية لم يمد يده، وكانت نتيجة هذا الموقف أن أصدر الملك قرارًا بإقالة سليم من المشيخة، فاستقال في 3 سبتمبر من نفس العام.

 

 

3- الشيخ حسن مأمون.. 

 

تولى منصب الإفتاء في الفترة من أول مارس سنة 1955 حتى سنة 1964 حيث تولى مشيخة الأزهر الشريف. 
ولد في 9 ذي الحجة 1311هـ/ 12 يونيو 1894م بحي الخليفة بالقاهرة.
صدر مرسوم ملكي بتعيينه قاضيًا لقضاة السودان في 5 ذي الحجة 1359هـ/ 3 يناير 1941م.
ومع المناصب العُليا التي شغلها فإنَّه كان حريصًا على إلقاء الدروس على طلبة قسم القضاء وبتخصيص كلية الشريعة، وأيضًا كان أشدَّ سعادةً وهو رئيسٌ لمجلس إدارة مسجد الإمام الشافعي والذي ظلَّ متمسكًا به طوال حياته.

 فتاواه  زادت على 4 آلاف مسألة، وكانت من الدقَّة والعمق بحيث نالت إعجاب العدوِّ قبل الصديق، ومواقفه الإسلامية والوطنية يذكرها له التاريخ، 

فعندما ما دبَّر اليهود إحراق المسجد الأقصى وجَّه الإمام حسن مأمون: نداءً قويًّا إلى المسلمين، وقال فيه: إنَّ الله فرَض الجهاد على كلِّ مسلم أي اعتداء على أي بلد إسلامي، وهو فرض حتى يستردُّوا كلَّ جزء من أراضيهم التي احتلها العدو، وأنَّ إحراق بيتٍ من بيوت الله وبخاصَّة هو أولى القبلتين وثالث الحرمين، جريمة عظيمة لا تُغتَفر لكلِّ مَن يتقاعسُ ويخذلُ في الدِّفاع عنه.

 الشيخ حسن مأمون، فيتو

ولمَّا وقع العدوان على مصر سنة 1967م، وجَّه الامام نداءً متكررًا إلى الحكَّام العرب والمسلمين، يُناشدهم فيه باستخدام سلاح البترول، قال: "أيها المسلمون، إن مصر لا تحارب إسرائيل وحدها، إنها تكافح العدوان الموتور، الممثَّل في أمريكا وبريطانيا"، وكان قطع البترول سلاحًا فتاكًا حقَّق النصر، وردَّ للعرب كرامتهم.

4-  الشيخ جاد الحق علي جاد الحق

 ولد في قرية بطرة التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية عام 1917، لأسرة أزهرية تتسم بالصلاح، من أهم صفات والده الأمانة حيث كان يأمنه الناس على أموالهم، وكان الأخ الأصغر لتسع بنات، اتسم بالذكاء الشديد في صغره فحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ البهنساوي بسرعة فائقة.

وفي سن الـ14 عامًا كان إمامًا للمسجد الشرقى، وهوالمسجد الأكبر بالقرية في ذلك الوقت، تعلم في معهد الأحمدى الأزهرى بطنطا، ثم التحق بالمرحلة الثانوية وانتقل أثناءها إلى العيش في القاهرة واستكمل دراسته في المعهد الدينى بالدرَّاسة، ثم قدم أوراقه في كليه اللغة العربية التى رفضت أوراقه رغم تفوقه، وبعدها التحق بكلية الشريعة والقانون وتخرج فيها وحصل على العالمية عام 1944.

تدرج الشيخ في مناصب عدة منها كاتب في دار الإفتاء، ثم قاضي، وتدرج حتى وصل إلى مستشار في وزارة العدل، ثم وزيرًا للأوقاف، وبعدها مفتى للديار المصرية، إلى أن انتقل إلى مشيخة الأزهر ثم شيخ الأزهر الشريف.

الشيخ جاد الحق، فيتو


مُنح شهادة تقدير عام 1945 من الملك فاروق الأول لكونه أحد أوائل الكليات الأزهرية، ومُنح وسام الكفاءة الفكرية والعلوم من الدرجة الممتازة من الملك الحسن الثاني ملك المغرب، كما مُنح وشاح النيل في 1983 بمناسبة العيد الألفي للأزهر الشريف من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وهو أعلى وشاح تمنحه مصر لمكرميها، وحصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام والمسلمين عام 1995م، كما مُنح أكبر وسام سنغالي خلال زيارته الرسمية لدولة السنغال بدعوة من حكومتها عام 1995م.
ومن المواقف التى لا تنسى له رفضه تطوير بيته الذى ولد وتربى فيه، وكان بالطوب اللبن بعد أن أصبح شيخًا للأزهر الشريف قائلًا: "من يريد أن يقابل جاد الحق يقابله في أى مكان وليس في بيت جديد".
أنشأ مجمعا خدميا كبيرا مكونا من مسجد ومركز تعليمي وصحي لمساعدة غير القادرين بأموال جائزة الملك فيصل العالمية عام 1995.

رفض لقاء الرئيس الليبي.. وأحرج زكي بدر

ومن مواقفه القوية، رده على الدكتور زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية "سابقا"، عندما طلب منه أن يأتى لرؤية الرئيس الليبيى معمر القذافي اثناء زيارته للقاهرة، قائلًا: "يا دكتور زكريا أنا مش عاوز أقابل الرئيس الليبيى، وهو اللى عاوز يقابل شيخ الأزهر فيبقى هو اللي يدوَّر على الشيخ ويأتى إليه في مكتبه".
وهذا ما فعله أيضًا مع اللواء زكى بدر وزير الداخلية الأسبق، حين أتى إليه وكان يريد تخطي الزائرين في المقابلة، ورفض الشيخ الجليل وقتها مقابلته قائًلًا للسكرتير: "قوله حدد معاد الأول".
"ماذا أقول لربي غدا" المقولة الشهيرة لفضيلة الشيخ، قولة شهيرة للشيخ عندما رفض تجديد إعارة ابن أخيه، للسعودية لسنة إضافية، لأنه ليس حقًا له.. كما أنه رفض نقل أحد أهالى القرية بعد تعيينه فى غينيا إلى مصر، قائلًا: "هل هذا يرضي الله"؟! 
وكانت له العديد من المواقف التى ترفع من شأن الدين الاسلامى والأزهر الشريف منها، رفض لقاء الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيسهم عيزرا وايزمان خلال زيارته للقاهرة، قائلًا: "أرفض التطبيع.. فأنا لا أضع يدى في يد قتلت الأطفال والنساء"، وكان مهمومًا بقضية القدس مؤكدًا أن القدس عربية إلى يوم الدين، كما رفض زيارة القدس دفاعًا عن القضية الفلسطينة.
اختير في عام 1398هـ/ 1978م مفتيًا لمصر.
عين عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية، ثم وزيرًا للأوقاف في عام 1402هـ/ 1982م، وفي العام نفسه تم تعيينه شيخًا للأزهر.

5و6- طنطاوي والطيب..

والخامس هو الدكتور محمد سيد طنطاوي، وهو شافعي المذهب، وتولى الإفتاء من: 1406 هـ/ 1986م.. حتى: 1416 هـ/ 1996م
ومن مؤلفاته: "الدين والعلم في مواجهة المخدرات.. بنو إسرائيل في القرآن والسنة.. المقاصد الإسلامية للعقوبات في الإسلام.. حديث القرآن عن العواطف الإنسانية.. مختارات من كتاب معاملات البنوك وأحكامها الشرعية.. معاملات البنوك وأحكامها الشرعية.. السرايا الحربية في العهد النبوى.. أدب الحوار في الإسلام..حديث القرآن عن الرجل والمرأة.. نساء تحدث عنهن القرآن......".
ولد بقرية سليم الشرقية في محافظة سوهاج.. وحصل على الدكتوراه في الحديث والتفسير العام 1966 بتقدير ممتاز.

الدكتور محمد سيد طنطاوي، فيتو


عُين عميدًا لكلية أصول الدين بأسيوط 1976، وفي عام 1980 انتقل إلى السعودية، حيث عمل في المدينة المنورة كرئيس لقسم التفسير في كلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، ثم عين مفتيًا للديار المصرية في 28 أكتوبر 1986، ثم شيخًا للأزهر في 27 مارس 1996 حتى وفاته.
دفن بالبقيع في المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية.
والسادس هو الدكتور أحمد الطيب، وهو مالكي المذهب، تولى الإفتاء من: 1422 هـ/ 2002م.. حتى: 1423 هـ/ 2003م.

ولد بمدينة القرنة، محافظة الأقصر، مصر.. عُين معيدًا بكلية أصول الدين بالقاهرة جامعة الأزهر (1389 هـ/1969 م)، ثم مدرسًا مساعدًا (1391 هـ/1971 م)، ومدرسًا (1397 هـ/1977 م).
عُين أستاذًا مساعدًا (1402 هـ/1982 م) ثم أستاذًا (1408 هـ/1988 م).. وانتدب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بقنا (1411 هـ/1990 م - 1421 هـ/1991 م).. ثم انتدب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية (بنين) بأسوان (1416 هـ/1995 م).

 الدكتور أحمد الطيب، فيتو


وعُيّن عميدًا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان ( 1419 هـ/ 1999 م - 1420 هـ/2000 م).
عُين رئيسًا لجامعة الأزهر (1424 هـ/2003 هـ - 1431 هـ/2010 م).. ثم تولى مشيخة الأزهر، حتى الآن.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية