رئيس التحرير
عصام كامل

ما معنى القدر؟ وهل الإنسان مخير أم مسيّر؟

أركان الإيمان الستة،
أركان الإيمان الستة، فيتو

الإيمان بالقدر، لا يكتمل الإسلام إلا بأصول الدين بركنيه الأساسيين وهما أركان الإيمان وأركان الإسلام، أن الإيمان بالقدر خيره وشره، هو ركن من أركان الإيمان التي أجاب بها النبي ﷺ جبريل حين سأله عن الإيمان فقال: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ».

وإن الدين هو ما شرعه الله تعالى لعباده من أصول وعقائد وأحكام وأن الدين عند الله الإسلام وارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده للإيمان به.

أركان الإيمان الستة 

أركان الإيمان هي نابعة من القلب وتأتي منه ثم يأتي القول باللسان مصداقا على إيمانه، وللإيمان درجات، يترقى المؤمن فيها بحسب ما وقر في قلبه.

أركان الإيمان في الإسلام ستة هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.

وجاء ذلك مصداقا لقوله تعالى: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" [البقرة:285]

والإيمان بالله أي نؤمن بالله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأن نؤمن بأسمائه.

والإيمان بالملائكة أي نؤمن بأن الله خلق الملائكة من نور وأنهم لا يعصون الله بما أمرهم به، وقال الله تعالى: " لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" [البقرة:١٧٧].

والإيمان بكتبه ورسله المقصود بها الكتب الذي أنزلها الله على الأنبياء والرسل والرسالة التي يحملونها بتلك الكتب السماوية.

 والإيمان باليوم الآخر وهي  تكون بعد الموت والإيمان بكل ما أخبر به الله ورسوله مما يكون من فتنة القبر وعذابه ونعيمه، والبعث والحشر والصحف والحساب والميزان والحوض والصراط والشفاعة والجنة والنار، وما أعد الله لأهلهما جميعا.

والإيمان بالقدر وهنا يقصد أن الله خالق الخير والشر فيجيب علينا الإيمان بهما وأن الله يعلم ما لا تعلمون. وقال تعالى في كتابه العزيز: "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر" [القمر:٤٩].

أركان الإيمان الستة، فيتو

معنى القدر

القدر هو تقدير الله تعالى للكائنات، حسبما سبق به علمه، واقتضته حكمته، وأربعة أمور يتضمنها الإيمان بالقدر.

أولا: الإيمان بأن الله تعالى علم بكل شيء جملة وتفصيلا، أزلا وأبدا، سواء كان ذلك مما يتعلق بأفعاله أو بأفعال عباده.

ثانيا: الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ، وفي هذين الأمرين يقول الله تعالى: ﴿أَلَم تَعلَم أَنَّ اللَّهَ يَعلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالأَرضِ إِنَّ ذلِكَ في كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسيرٌ﴾ [الحج: ٧٠] وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: « إنَّ اللَّهَ قدَّرَ مقاديرَ الخلائقِ قبلَ أن يخلقَ السَّمواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ وَكانَ عرشُهُ على الماءِ ». صحيح مسلم

ثالثا: الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى، سواء كانت مما يتعلق بفعله أم مما يتعلق بفعل المخلوقين، قال الله تعالى فيما يتعلق بفعله: ﴿وَرَبُّكَ يَخلُقُ ما يَشاءُ وَيَختارُ ما كانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبحانَ اللَّهِ وَتَعالى عَمّا يُشرِكونَ﴾ [القصص: ٦٨]

وقال: ﴿... وَيَفعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ﴾ [إبراهيم: ٢٧]

وقال:﴿هُوَ الَّذي يُصَوِّرُكُم فِي الأَرحامِ كَيفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾ [آل عمران: ٦]

رابعا: الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها، وصفاتها، وحركاتها، قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ وَكيلٌ﴾ [الزمر: ٦٢]

وقال: ﴿... وَخَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقديرًا﴾ [الفرقان: ٢]

أركان الإيمان الستة، فيتو

الإنسان مخير أم مسيّر

والإيمان بالقدر على ما وصفنا لا ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله الاختيارية وقدرته عليها، لأن الشرع والواقع دالان على إثبات ذلك له.

وأمّا الإنسان هل هو مسير أم مخير، فلم يرد هذا اللفظ في الكتاب ولا في السنة؛ بل إنّ الكتاب والسنة دلت على أنَّ الإنسانَ له مشيئةٌ ويتصرفُ بها، وله قدرةٌ على أفعالِه، ولكن مشيئته محكومة بمشيئة اللهِ، كما قال تعالى:﴿لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَستَقيمَ۝وَما تَشاءونَ إِلّا أَن يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ العالَمينَ﴾ [التكوير: ٢٨-٢٩]

فليست مشيئة مستقلة عن مشيئة الله، ولفظ " مخير ومسير " لا يصح إطلاقهما، فلا يقال إنسان مسير أو إنسان مخير، بلا لا بد من التفصيل، فإن أريد أنه "مُسيّرٌ" بمعنى أنَّه مجبور ولا مشيئة له ولا اختيار: فهذا باطل، وإن أُريدَ أنّه "مُسيّرٌ" بمعنى أنّه مسير لِما خلق له، وأنَّه يفعل ما يفعل بمشيئة اللهِ وتقديره: فهذا حق. وكذلك إذا قيل "إنّه مُخيّرٌ" وأراد أنه يتصرَّف بمحضِ مشيئتِه دون مشيئة اللهِ: فهذا باطل، وإن أُريد "أنه مخيرٌ" بمعنى أنَّ له مشيئة واختيارًا وليس بمجبرٍ: فهذا حقٌّ.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية