اختيار السنوار لرئاسة حماس يصدم الاحتلال، والخبراء: اسم يرتبط بأكبر هزيمة في تاريخ إسرائيل داخل فلسطين المحتلة، والمقاومة: قتلتم هنية فجئناكم بالأخطر، وارتباك شديد يسيطر على الكيان
يحيى السنوار، لايزال اختيار حماس لرئيسها الجديد يحيى السنوار يلقي بظلاله على الأحداث السياسية، ليس في غزة وحدها لكن في العالم، فاختيار السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس جاء في وقت حرج، في ظل تأزم الأوضاع في غزة، وبعد اغتيال رئيس حماس السياسي والدبلوماسي إسماعيل هنية.
اختيار حماس ليحيى السنوار يصدم الكيان
يصف المحللون السياسيون اختيار يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحماس، بأنه كان خبرًا صادمًا للكيان، الذي اغتال إسماعيل هنية ليحقق انتصارًا معنويًا فاصطدم بصخرة السنوار، الذي يصفه الكيان بأنه الأكثر خطرًا على الاحتلال، والذي تلاحقه إسرائيل منذ نحو 10 أشهر، لاغتياله.
"قتلتم هنية فجئناكم بالسنوار"، هكذا وصفت المقاومة والخبراء والمحللون السياسيون اختيار السنوار، مؤكدين أنه جاء مناسبًا تماما لحجم الضربة العسكرية الإيرانية المرتقبة، وأنه أحدث ارتباكًا شديدًا للاحتلال.
عن اختيار حماس لـ يحيى السنوار رئيسًا لحركة حماس، قال الباحث الأممي والتاريخي سامح عسكر: “ماذا يعني اختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفا لاسماعيل هنية؟ هذا صعود طبيعي للجناح المتشدد والقادة الميدانيين ليكونوا قادة سياسيين في حال تعثر المفاوضات”.
إسرائيل أخطأت باغتيال هنية
وتابع سامح عسكر: "إسرائيل أخطأت بـاغتيال إسماعيل هنية لعدة أسباب، منها أن الرجل كان يمثل جناحا دبلوماسيًا مرنًا، ساهم في مراجعات الحركة آخر 10 سنوات خصوصًا في العلاقة مع سوريا ومصر.. وكان مساهما في مفاوضات وقف إطلاق النار السابقة أبرزها عامي 2014 و2021".
وقال عسكر: "الآن باختيار السنوار يختفي الجانب الدبلوماسي لصالح العسكري.. حماس تعلن بوضوح تخليها عن أي مفاوضات تتنازل فيها عن شروط المقاومة للإفراج عن الأسرى.. فضلا عن مركزية اسم السنوار كقائد عسكري للمقاومة الفلسطينية ورمزيته عند الاحتلال بالخصوص باعتباره أسيرًا سابقًا وعلى دراية واسعة بالثقافة الصهيونية واللغة العبرية...".
وأوضح الباحث سامح عسكر أن "اختيار السنوار مناسب تماما لحجم الضربة العسكرية الإيرانية المرتقبة وتبعاتها على مستقبل المنطقة بالعموم والقضية الفلسطينية بالخصوص".
تأثير اختيار حماس للسنوار على فلسطين
وأكد سامح عسكر أن " قرار حماس باختيار السنوار أيضا له تأثير على مستقبل فلسطين.. حيث رفعت أسهمه لخلافة أبو مازن بعد نهاية الحرب وتحقق شروط المقاومة، شعبية حماس بالداخل الفلسطيني لأعلى معدلاتها حاليًا، وبعد الحرب لن يكون أمام الشعب الفلسطيني سوى توحيد كلمته باختيار قائد له تاريخ نضالي وكاريزما لا يقل عن عرفات..".
وقال الباحث سامح عسكر: "الآن إسرائيل صارت بين نارين.. إما الاستمرار في الحرب والعمل على قتل السنوار وتحمل تبعات هذا التصعيد الحالي بما فيها الحرب مع إيران وحزب الله. وإما فشل عسكري واتفاق بوقف إطلاق النار ليخرج السنوار بطلا ورئيسا مستقبليا لفلسطين.. وكلا الأمرين يعني نهاية للحلم الصهيوني والقضاء مستقبل الاستيطان اليهودي كليا..".
اختيار السنوار يناسب الظروف الاستثنائية
أما المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة، فقال عن اختيار السنوار رئيسا لحماس: "الناطق باسم جيش الاحتلال علّق مهدّدا الرجل بالموت، لكأن ذلك يخيفه، وليس هو ما يتمنّاه أصلا. بعض الحمقى يظنّون أن حذره أو اختفاءه لون من الخوف، فيما الحقيقة أنه جزء من إيمانه بضرورة الإثخان في عدوّه ما وسعه ذلك.".
وعن اختار السنوار لرئاسة حماس، قال الزعاترة: "كان الاختيار متوقّعا منذ أيام، ولا مفاجأة في الأمر، والرجل في الوضع الاستثنائي الذي يعيشه إثر المعركة التي كان المحور الأهم في إطلاقها، يستحق أن يأخذ مكانه في الصدارة، وكنوع من الرّد على الغزاة بعد اغتيال هنية".
وأوضح الزعاترة أنه “أما الظرف الاستثنائي الذي يحيط به ”السنوار"، فيمكن التعامل معه من خلال الأطر التنظيمية في حركة، لم تكن يوما حركة الشخص الواحد كحال غيرها، بدليل مسلسل اغتيالات القادة الذي لم يفتّ في عضدها، بل زادها تجذّرا في ضمير شعبها وقوة في أدائها. شعب لن يتوقّف عن إنجاب الأبطال وتقديم الشهداء، وحركة "حماس" في صدارته، وسيدرك الغزاة والعالم أجمع أن لا نهاية لمسيرته النضالية التاريخية غير النصر والتحرير، بإذن الله".
وعن مدى تأثير اختيار السنوار رئيسا للحركة على موقف الوسطاء، قال الزعاترة: "لن يؤثر لأنه كان حاضرا في كل الجولات السابقة. أعني أنه كان صاحب رأي حاسم".
اختيار حماس للسنوار يسبب ارتباكا وصدمة للاحتلال
أما الباحث في علوم التاريخ والحضارة، محمود سالم الجندي، فقال: "شكَّل اختيار السنوار صدمة كبرى عند الاحتلال؛ لأنهم كادوا أن يعلنوا أنهم اغتالوه (بتاريخ قديم) في نفس الغارة التي قالوا إنهم اغتالوا "الضيف" فيها.. ولأنهم سوقوا للعالم أن حماس تلهث وراء التفاوض لخسائرها في الميدان، فيأتي تعيين السنوار ليقول العكس".
وتابع الباحث محمود سالم الجندي تحليله عن صدمة الاحتلال من اختيار السنوار لرئاسة حماس: "لأن الاسم له أثر كبير في كل بيت في العالم وحتى داخل بيوت الصهاينة بمساعدة البروباجندا الصهيونية نفسها. ولأنه اسم يرتبط بأكبر هزيمة في تاريخ إسرائيل داخل فلسطين المحتلة وأثره العسكري المرعب أكبر من السياسي. ولخبطة في أوراق عمل نتنياهو الذي حاول أن يظهر نفسه بمظهر القوة في الأسبوعين الماضيين. واليوم خرج له السنوار...".
وقال محمود سالم الجندي عن صدمة الكيان بشأن السنوار: "لأنه يأتي في وقت يعلم الجميع فيه أن الصهاينة سيتلقون ضربات قوية من إيران ولبنان وإن تأخرت هذه الضربات. الصهاينة اليوم دخلت موقع الدفاع بكل مكوناتها وتعيين السنوار يشكل ضربة قوية معنويا في هذه الفترة".
ووصف سالم الجندي حالة الكيان بعد اختيار السنوار: "حالة ارتباك شديدة وتخبط لم تكن متوقعة بهذا التشنج. اللَّهُمَّ أَبْرِمْ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَمْرًا رَشدًا".
رسالة حماس أن لغة القوة هي لغة المرحلة
أما الناشط والمدون الفلسطيني أدهم أبو سليمة فقال: "رسائل بين يدي اختيار يحيى السنوار قائدًا لحماس، إن لغة القوة هي لغة المرحلة التي لا يفهم الاحتلال غيرها، فإن قتلتم هنية فقد جئنا لكم بصقر حماس وسيفها المسلول".
وأوضح أدهم أبو سليمة: "كلمة حماس كلمة واحدة في السياسة والعسكر. "اخترناه بالإجماع وبايعناه"، ليقود واحدة من أهم محطات الحركة دقةً وحساسية. تعيش حماس حالة جهوزية تامة، واختيار السنوار خلال يومين دليل على العمل المؤسساتي والمرونة العالية".
وأكد أبو سليمة أن اختيار السنوار لحماس يعني أن "حماس غير معنية بالمفاوضات منذ اليوم وفقًا لمزاج مجرم الحرب نتنياهو، أو بمعنى آخر نفاوض بشروطنا وشروط الميدان وبلا ضغوط بعد تجاوز الاحتلال لكل الخطوط الحمراء باغتيال هنية، مضيفًا أن "قرار حماس قرار داخلي بحت، لا يملي عليها أحدًا تطلعاته ولا شروطه صديقا كان أم عدوّا. والدبلوماسية تخدم برنامجها لا العكس".
وقال أبو سليمة عن رسائل حماس: "قيادة غزة قوية جدًا وحيوية جدًا، يمكنها إدارة شؤون الحركة رغم الظروف الحالية، وحماس بكل من فيها تتبنى الطوفان، ثانيًا وثالثًا وسابعًا، والرؤية واضحة والاستراتيجية واضحة وأمام ذلك تذوب نقاشات التكتيك. رجال التأسيس كثر، وأي قوة أعظم من إختيار مؤسس جهاز الأمن "مجد" ورجل الطوفان الأول المحنّك في السياسة والأمين على السلاح".
وأكد أدهم أبو سليمة أن "حماس تؤكد بقرارها أنها حركة جهادية برنامجها التحرير، وقد أخطأ المحتل يوم أمن مكرنا، وعليه فلينتظر أيامًا من الرعب والجنون".
رسائل حماس من وراء اختيار السنوار
أما الباحث الفلسطيني في الشأن السياسي والاستراتيجي، الدكتور سعيد زياد فقال: "رسائل حماس من وراء اختيار السنوار:
١- قوة الحركة وحيويتها، باختيارها قائدًا جديدًا لها في غضون يومين، وهذه رسالة وحدة إذ استطاعت في أقاليمها الثلاثة الإجماع والاتفاق على اختيار زعيمها في لحظة فاصلة وحساسة".
٢- سلاسة عملية الاتصال والتواصل اليومي للتشاور حول القائد الجديد.
٣- رسالة قوية للإسرائيلي الذي يظن أنه يستطيع تقويض موقف المقاومة أو أن ينقص من عزيمتها شيئًا.
٤- رسالة للعدو بتجديد العهد والقناعة والإجماع على قرار معركة طوفان الأقصى باختيار الرجل الأشد خطرًا على الكيان.
٥- دلالة التصاق هذه المقاومة مع أبناء شعبها باختيار قائد لحماس من قلب غزة وتحت الأحزمة النارية.
ووصف سعيد زياد السنوار بأنه "الرجل الأخطر على إسرائيل، وقائد المسارات الاستراتيجية الكبرى في تاريخ المقاومة، ومحور الطوفان، تختاره حماس كقائد رابع لها بعد اغتيال هنية، فيه من الرسائل البليغة الشيء الكثير.. قتلتم هنية! تفضلوا السنوار.. تفاهموا معه إن استطعتم..".
نتنياهو فعل كمن جاء بالدب إلى كرمه
وقال الدكتور سعيد زياد: "نتنياهو فعل كمن جاء بالدبّ إلى كرْمه، وأخطأ خطأين فادحين في مسيرته السياسية: الأول، عندما أطلق سراح السنوار في صفقة وفاء الأحرار (رغم أنفه)، والثاني، عندما اغتال إسماعيل هنية وجاء بالسنوار، الرجل الأشد خطرًا على الكيان، ليكون زعيمًا للمقاومة. إسرائيل تصف السنوار بأنه الأشد خطرًا في تاريخ إسرائيل، وأنه الأقوى في كل الإقليم".
وأضاف زياد: "قرار اختيار حماس للسنوار يحمل دلالات كثيرة أهمها أن قيادة المقاومة لا تزال تتمتع بحيوية كبيرة في غزة، فلو أن المقاومة في غزة لا تتحلى بالحيوية والمؤسسية الكافية، ومنظومة التأمين العالية، ونظام الاتصال والتواصل والقدرة التنظيمية والميدانية والتحكم في المفاصل والهيكلية القيادية المتتابعة والتواصل التنظيمي والأمني والعسكري والعملياتي، لما اختارت قائدًا لحماس في غزة، ويأتي الاختيار في توقيت حساس جدًا، وفيه رسائل صادمة وتحدي لإسرائيل، أولًا: انهم اغتالوا اسماعيل هنية الرجل الذي أسماه نفتالي بينيت أول أمس أنه يحمل رؤية معتدلة إلى حد ما، فحماس جاءت بالرجل الأصعب والأكثر عنادًا والأقسى مراثًا وربما الأكثر رديكالية، فهو الرجل الصعب في قلب غزة وفي قلب المقاومة دليل على صمود غزة، وأن حماس تقود المقاومة في الداخل والخارج من قلب غزة".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية.
