رئيس التحرير
عصام كامل

يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس، أسرار من حياة سيد اللعبة

يحيى السنوار، فيتو
يحيى السنوار، فيتو

يحيى السنوار، أعلنت حركة حماس، اختيار رئيسها في قطاع غزة يحيى السنوار ليكون رئيسا للمكتب السياسي للحركة، خلفا للراحل إسماعيل هنية الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران قبل نحو أسبوع.

اختيار يحيى السنوار رئيسا لـ المكتب السياسي لحركة حماس

وقالت الحركة في بيان مقتضب نشرته مساء اليوم الثلاثاء "تعلن حركة المقاومة الإسلامية حماس عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للقائد الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله".

أسرار من حياة يحيى السنوار سيد اللعبة فى غزة 

منذ تنفيذ كتائب القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، بمعاونة فصائل المقاومة الفلسطينية، عملية طوفان الأقصى داخل مستوطنات غزة فى السابع من أكتوبر الماضى وما تبعها من عدوان وحشى على قطاع غزة أودى بحياة آلاف الشهداء من الأطفال والنساء، وضعت إسرائيل يحيى السنوار رئيس الجناح السياسى لحركة حماس فى غزة، على رأس قائمة الأهداف التى تسعى لاغتيالها من قادة الحركة، وبات المطلوب الأول لحكومة بنيامين نتنياهو، بهدف تحقيق صورة نصر وهمى أمام الرأى العام الإسرائيلى.

 

الصحف العالمية أطلقت عليه لقب «سيد اللعبة» فجميع خيوطها فى يد ثعلب المقاومة الذى يتخفى فى الأنفاق، وعجزت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عن الوصول لمكانه، شبح يسكن باطن الأرض، يدير المعركة باحترافية، يتفاوض من يتفاوض من أعضاء المكتب السياسى بالخارج، ويبقى القرار فى النهاية لصاحب الـ61 عاما، المولود فى مخيم خان يونس للاجئين بغزة عام 1962.

 يحيى السنوار قضى 24 عاما فى السجون 

بعيدا عن أعوام الرضاعة فى حياة السنوار، قضى ذو الشعر الأبيض الثلجى والحاجبين الأسودين، فى السجون الإسرائيلية 24 عاما هى معظم سنوات شبابه، خرج حاملا هم القضية وغزة فوق كاهله وتحول إلى حديث الصحف العالمية رغم ظهوره النادر فى الإعلام.

يحيى السنوار، فيتو

بين الفينة والأخرى تخرج الدوائر الإسرائيلية بتصريحات متعلقة بتقديرات حول مكان وجود اللهو الخفى -السنوار- ليتضح فى نهاية المطاف أنها مجرد أضغاث أحلام، شبح الأسير السابق فى سجونها لأكثر من عقدين يطاردهم فى مخادعهم، يعود إليهم أسرهم فى صفقة التبادل الأولى التى أبرمت برعاية مصرية، يتحدثون فى وسائل إعلامهم عن خلق السنوار وأحاديثه الودية معهم.

اقرأ أيضا: 

أسرار الغرفة 6، قصة مخبأ السنوار السري فى أعماق الأرض بغزة

 

 

فلم يتخيل كيان الاحتلال، أن الرجل البسيط الذى تلقى تعليمه فى مدارس المخيم حتى أنهى دراسته الثانوية، ليلتحق بالجامعة الإسلامية فى غزة لإكمال تعليمه الجامعى، ويحصل على درجة البكالوريوس فى اللغة العربية، فرطت فيه بسهولة بعدما اعتقلته فى ريعان شبابه عام 1982، لكنها فوتت فرصة الاحتفاظ بأسد القطاع، وعادت لاعتقاله مجددا عام 1988، قضت محكمة إسرائيلية عليه وقتها بالسجن مدى الحياة أربع مرّات (مدة 426 عاما)، أمضى منها 24 عاما فى السجن الإسرائيلية.

 

لعبة الأسرى كلمة السر فى حياة السنوار

لعبة الأسرى دائمًا كلمة السر فى حياة السنوار، فقد قدرت له النجاة من غياهب الجب عام 2011، خلال تفاوض الاحتلال على تحرير الأسير جلعاد شاليط، الصفقة التى تمت برعاية مصرية وكان للجنرال الراحل عمر سليمان مدير الاستخبارات المصرية حينها الدور الأبزر فى إبرامها.

 

أعوام السجن لم تفقده رونقه السياسى والعسكرى، بل أثقلت خبرته، واستفاد من معرفته بالسجون الإسرائيلية، التى حصل عليها خلال السنوات الطويلة التى قضاها فى زواياها، فهم الصهاينة واستوعب خططهم ولعب معهم بنفس نهجهم، سنوات الغياب خلف الأسوار التى بلغت ٢٤ عاما، استغلها فى تأليف روايته الشهيرة «الشوك والقرنفل» عام 2004 يقول فيها:

«مرارا وتكرارا تدفقت مياه سيول الشتاء إلى ساحة دارنا الصغيرة ثم تدفقت إلى داخل هذه الدار التى تسكنها عائلتنا منذ بدأ الحال يستقر بعد أن هاجرت من بلدة الفلوجة فى الأراضى المحتلة عام 1948 وفى كل مرة يدب الفزع بى وبإخوانى الثلاثة وأختى، وخمستهم كانوا يكبروننى سنا، فيهب أبى وأمى إلينا ليرفعونا عن الأرض ولترفع أمى الفراش قبل أن تبلله المياه، التى اقتحمت علينا بيتنا البسيط، ولأنى كنت الأصغر كنت أتعلق برقبة أمى إلى جوار أختى الرضيعة التى كانت فى العادة على ذراعيها فى مثل هذه الحالات»..

 

 الاقتباس السابق ذكره من رواية ثعلب المقاومة، لخص فيه نشأته كطفل فلسطينى يعيش فى مخيمات زادته تمسكا بأرضه ووطنه، وزرعت داخله بذرة حلم المستقبل فى حمل بندقية تؤمن له مسكن وقبر فى وطنه.

 

السنوار المكنى بـ«أبو إبراهيم» وتأثره بالشيخ أحمد ياسين

 

كبر الطفل الذى أصبح مكنى بـ«أبو إبراهيم» والتحق بالشيخ الشهيد «أحمد ياسين» الذى رأى فيه ملامح قائد بارز فى حماس وعقل نافذ بالقسام، لعب فى الماضى وما زال دورا حاسما فى صد هجمات العدوان الإسرائيلى.

 

«يا رجل، أي والله، حياة دقيقة بعزّة وكرامة ولا ألف سنة زى الزفت تحت أحذية جنود الاحتلال» اقتباس آخر من رواية السنوار لخص به الرجل الخلافات بين الفرقاء فى مشهد درامى وصفه بدقة فى الشوك والقرنفل، ليدلل على أنه خرج من السجون عاقدا على العزم على تحرير الوطن أو الشهادة، لن يعود أبو إبراهيم إلى الأسر ووفق عقليته القبر أكرم له من الحياة تحت حذاء محتل.

 

تتحدث إسرائيل وإعلامها العبرى والإنجليزى والعربى عن السنوار، أكثر مما يتحدث الرجل عن نفسه، تعتقد أنه بنهايته سوف تنتهى غزة أو المقاومة، غير مدركة أن حماس لم تعد تنظيم بل أصبح فكرة، هناك الآن أكثر من مليونى عنصر قسام جاهزون للقتال منهم من يحمل السلاج بالفعل، ومنهم من يترقب دوره للمشاركة فى القتال.

 

السنوار أصبح أسطورة فى عقول شباب وأطفال فلسطين، ساعدته إسرائيل فى ترسيخ سيرته داخل الوجدان الفلسطينى والعربى، فالرجل الذى خرج إلى النور بعد عقدين ونيف من الغياب فى ظلمات السجون، حقق ما لم يحققه غيره عقد على الصعيد السياسى فى حماس انتخب فى عام 2017، رئيسا للمكتب السياسى للحركة فى قطاع غزة، وفى العام ذاته، لعب دورا دبلوماسيا رئيسيا فى محاولة إصلاح العلاقات بين فتح وحماس، كما عمل على إعادة تقييم لعلاقات حماس الخارجية، بما فى ذلك تحسين العلاقات مع مصر التى يحمل لها جميل إخراجه من السجون فى صفقة شاليط.

 

وكعادة الراعى الأمريكى للاحتلال الإسرائيلى، أرادت واشنطن تكبيل السنوار لحماية طفلها المدلل القابع فى تل أبيب، وأدرجته خارجية الولايات المتحدة على لائحتها السوداء “للإرهابيين الدوليين” عام 2015، لكنه رغم جل تلك المحاولات سيظل مهندس طوفان الأقصى معشوق القلوب هناك حيا كان أو شهيدا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية