صراع أمريكي صيني على كعكة القوة الناعمة، التنافس بين بكين وواشنطن ينتقل من السياسة إلى ساحات الرياضة، وسباق محموم لصدارة جدول ترتيب ميداليات أولمبياد باريس
أولمبياد باريس، شهدت النسخة الحالية من دورة الألعاب الأولمبية تنافسا شرسا بين الصين وأمريكا على صدارة جدول ترتيب البطولة التي تقام في العاصمة الفرنسية باريس.
وبدأت منافسات أولمبياد باريس 2024 بتفوق صيني كبير على مستوى الميداليات الذهبية، في الرماية والغوص، قبل أن تحقق أمريكا تفوقا بفضل السباحة وسلاح الشيش، وسط مؤشرات باستمرار التنافس بين أمريكا والصين في منافسات ألعاب القوى، ورفع الأثقال، والمصارعة، ونهائيات السباحة، والغوص.
وأصبحت الصين في الوقت الحالي قوة سياسية واقتصادية وعسكرية ورياضية كبيرة، تناطح الولايات المتحدة الأمريكية، بعد ظلت أمريكا لعقود هي من تتحكم في إدارة شؤون العالم دون منافس، حتى انتقل الصراع على قيادة العالم من السياسة إلى الساحة الرياضية، وظهر ذلك في أولمبياد باريس الجارية في الوقت الحالي.
إخفاقات أمريكا ساعدت الصين سياسيا واقتصاديا
التراجع الذي تشهده أمريكا على عدة مستويات، دفع الصين للتنافس مع الولايات المتحدة، لإعادة تشكيل وتعديل النظام الدولى ورفض الهيمنة الأحادية من جانب أمريكا وتحولت الصين من كيان معزول إلى واحدة من أهم قوى العالم اقتصاديا في الخمسين عاما الأخيرة، بعد أن أجرت سلسلة إصلاحات اقتصادية، وفتحت طرقا تجارية وسمحت بالاستثمارات الأجنبية.
وانفتحت الصين على العالم بانضمامها للمنظمات التجارية العالمية، وهو ما منح الاقتصاد تخفيضات جمركية ونشر السلع الصينية فى بلاد العالم، فصارت الصين تسمى ورشة العالم فهي تصنع كما نقول “من الإبره للصاروخ”.
الصين ثاني أكبر كيان اقتصادي عالمي
كما تمثل الصين فى الوقت الحالى ثانى أكبر كيان اقتصادى عالمى، ويلى اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية وبناتج محلي إجمالي يساوى 16.342 تريليون دولار حسب إحصائيات البنك الدولي.
وهناك تطلعات لتأسيس نظام عالمي جديد، حيث تسعى الصين كقوة اقتصادية جديدة للسيطرة على هذا النظام ومشاركة الولايات المتحدة فيه، بعد أن هيمنت الولايات المتحدة عليه لما يزيد على قرن من الزمان.
الصين ثاني قوة سياسية وعسكرية بعد أمريكا
وتعد الصين من الدول الأصلية والدائمة فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتتمتع بحق النقض «فيتو»، إضافة إلى أنها ثانى أكبر مساهم فى ميزانية الأمم المتحدة بعد الولايات المتحدة، حيث بلغت مساهمتها 336.780.502 مليون دولار، وبنسبة 12.005%.
كما تمتلك الصين نحو 2 تريليون دولار أمريكى احتياطى من النقد، وتعد من الدول الأولى فى جذب الاستثمارات.
الصين أيضا تعد ثالث قوة نووية بعد روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث بلغ عدد الرؤوس النووية التي تمتلكها 320 رأسا نوويا.
كما تعتبر الصين ثالث قوة فضائية بعد روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وبلغ عدد الجيش الصينى 3.355 مليون جندى، و510 آلاف جندى احتياط، وبلغ الإنفاق العسكرى الصينى 261 مليار دولار، وبلغت القوة الجوية الصينية 3210 آلاف طائرة، وبلغت القوة البحرية الصينية 777 باخرة.
الصراع الصيني الأمريكي ينتقل للساحة الرياضية
الصراع السياسي والاقتصادي والعسكري بين الصين وأمريكا انتقل إلى الوسط الرياضي حيث أصبحت الصين قوة كبرى في الرياضة وتتصارع دائما مع الولايات المتحدة الأمريكية على صدارة منافسات دورة الألعاب الأولمبية، كما يحدث حاليا في أولمبياد باريس، كما استضافت بكين دورة الألعاب الأولمبية في عام 2008.
وحتى الآن، تواصل الصين تصدرها لجدول الترتيب العام للميداليات في أولمبياد باريس، برصيد 21 ميدالية ذهبية بدورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا بالعاصمة الفرنسية، ثم تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في الوصافة بـ 19 ميدالية ذهبية.
وتحتل فرنسا المركز الثالث في الترتيب العام بواقع 44 ميدالية متنوعة منهم 12 ميدالية ذهبية ثم أستراليا رابعا بـ 31 ميدالية، وحصدت ألمانيا الميدالية الذهبية رقم 6 في البطولة وحقق إيطاليا الميدالية الذهبية الثامنة وكوريا الجنوبية الذهبية العاشرة.
تاريخ التنافس الرياضي بين الصين وأمريكا
وبدأ التنافس الحقيقي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في الألعاب الأولمبية منذ دورة أثينا 2004، حيث كان التنافس قبل ذلك بشكل كبير بين الولايات المتحدة وروسيا حتى نسخة عام 2000، الذي جرت في سيدني الأسترالية، حين تصدرت أمريكا جدول الميداليات النهائي بـ 93 ميدالية، ما بين ذهبية وفضية وبرونزية، وخلفها مباشرة روسيا، التي حصدت 89 ميدالية أولمبية، وهو ما حدث أيضًا في أولمبياد أتالانتا 1996، حين تصدرت أمريكا بـ 101 ميدالية، وخلفها روسيا بـ 63.
وتطورت الصين كثيرًا منذ أولمبياد أتالانتا 96، حين حصلت على المركز الرابع في الترتيب النهائي، قبل أن تحل في المركز الثالث في أولمبياد سيدني 2000، خلف كل من أمريكا وروسيا، بعد أن حصدت 59 ميدالية أولمبية حينها.
وأصبح التنافس ثنائيًا بين أمريكا والصين منذ دورة أثينا 2004، حين تصدرت الولايات المتحدة جدول الترتيب النهائي للدورة بحصدها 101 ميدالية أولمبية، بمعدل 36 ذهبية، و39 فضية، و26 برونزية، فيما حلت الصين في المركز الثاني بحصدها 63 ميدالية أولمبية، بمعدل 32 ذهبية، و17 فضية، و14 برونزية، بينما جاءت روسيا ثالثًا.
ونافست الصين بقوة في أولمبياد أثينا 2004، خاصة مع حصدها 32 ذهبية بفارق 4 ذهبيات فقط عن أمريكا، لتحتل المركز الثاني في الترتيب النهائي للميداليات، وتصبح المنافس الأول والمباشر للولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجال.
وتصدرت الصين ترتيب الميداليات الأولمبية في دورة بكين 2008، التي احتضنتها ملاعبها، بعد حصدها 100 ميدالية أولمبية، تم توزيعها على النحو التالي: 48 ميدالية ذهبية، و22 فضية، و30 برونزية. وعلى الرغم من حصول أمريكا حينها على 112 ميدالية أولمبية في بكين 2008، جاءت على النحو الآتي، 36 ميدالية ذهبية، و39 فضية، و37 برونزية، إلا أنها حلت في الترتيب الثاني بجدول الميداليات النهائي، بسبب تفوق الصين على مستوى الذهبيات.
وعادت الولايات المتحدة الأمريكية إلى القمة سريعًا، لتستعيد الصدارة في أولمبياد لندن 2012، حين حصدت 104 ميداليات أولمبية في المركز الأول، بـ 48 ذهبية، و26 فضية، و30 برونزية، فيما جاءت الصين في المركز الثاني مباشرة بـ 92 ميدالية أولمبية، تم توزيعها على النحو التالي: 39 ذهبية، و31 فضية، و22 برونزية.
وكان تفوق الأمريكيين واضحًا في أولمبياد لندن 2012، إذ لم تتصدر بسبب فارق الميداليات النهائي فقط، ولكن بسبب حصدها ميداليات ذهبية أكثر من الجميع، بينما حل منتخب بريطانيا في المركز الثالث بالترتيب النهائي.
وتغيرت خارطة الميداليات قليلًا في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 بالبرازيل، حيث حلت بريطانيا ثانيًا بـ 67 ميدالية أولمبية، فيما اعتلت الولايات المتحدة الأمريكية المركز الأول في الترتيب العام بـ 121 ميدالية، وجاءت الصين في المركز الثالث بـ 70 ميدالية.
وحصدت أمريكا 46 ذهبية، و37 فضية، و38 برونزية في أولمبياد ريو 2016، فيما نالت الصين 26 ذهبية فقط، و18 فضية، و26 برونزية، أما بريطانيا فتفوقت على الصين لتحتل المركز الثاني بسبب فارق الذهبيات فقط، إذ حققت 27 ذهبية، و23 فضية، و17 برونزية.
وفي النسخة الماضية في أولمبياد طوكيو، تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية جدول ترتيب الميداليات النهائي بـ 113 ميدالية أولمبية، وخلفها الصين في المركز الثاني بـ 89 ميدالية، فيما وجدت اليابان ثالثًا بـ 58 ميدالية.
وحصدت أمريكا في دورة طوكيو 2020 نحو 39 ذهبية، و41 فضية، و33 برونزية، فيما جاءت الصين في المركز الثاني بعد حصدها 38 ذهبية، و32 فضية، و19 برونزية.
هذا ولعبت منافسات ألعاب القوى دورًا رئيسًا في تفوق الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تركز البعثة الأمريكية باستمرار على حصد الميداليات في تلك الرياضة، فيما يتنوع التفوق الصيني بين أكثر من لعبة في مقدمتها تنس الطاولة وبعض الألعاب الفردية الأخرى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.