رئيس التحرير
عصام كامل

95 عاما على ميلاد ياسر عرفات.. انضم للجيش المصري في مواجهة العدوان الثلاثي.. عمل ضابط مخابرات.. أسس "فتح".. نجا من محاولات إسرائيلية لاغتياله.. وأعلن استقلال فلسطين في 15 نوفمبر 1988

ياسر عرفات، فيتو
ياسر عرفات، فيتو

في مثل هذا اليوم، 4 أغسطس، من عام 1929، ولد الشهيد ياسر عرفات (أبو عمار)، رئيس السلطة الفلسطينية السابق، أي منذ 95 عاما.


ياسر عرفات اسمه "محمد ياسر" عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، وقد ولد في مدينة القدس المحتلة، وهو واحد من بين سبعة أشقاء وشقيقات، وشاء القدر أن يفقد والدته زهوة أبو السعود، وهو في سن الخامسة، وانتقل للعيش مع والده في القاهرة، والتحق بإحدى المدارس الخاصة عام 1937.

وعلى عكس معظم الأطفال، قضى عرفات، طفولته وشبابه مختلفا عنهم، فقد كانت اهتماماته تختلف عنهم، وكان مولعًا بالسياسة، والشؤون العسكرية.

ضابط استخبارات في "جيش الجهاد المقدس"

واشترك في تهريب الأسلحة والذخيرة من مصر إلى الثوار في فلسطين، وفي عام 1948 قاتل ضد العصابات الصهيونية، ليتم تعيينه بعدها ضابط استخبارات في "جيش الجهاد المقدس" الذي أسّسه عبد القادر الحسيني، ويلتحق عقبها بكلية الهندسة في جامعة فؤاد الأول، المعروفة حاليا بجامعة القاهرة، ويؤسس "رابطة الطلاب الفلسطينيين"، وانتخب رئيسا لها عام 1950.

وقد تخرج الشهيد عرفات في الجامعة عام 1955، ليؤسس بعدها رابطة الخريجين الفلسطينيين، والتي كانت محط اهتمام كبير من الإعلام المصري.

كما شارك الشهيد عرفات إلى جانب الجيش المصري في صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وعمل ضابطا احتياطيا في وحدة الهندسة في بور سعيد.

وسافر ياسر عرفات مع عدد من رفاق دربه، في أواخر عام 1957، ومنهم الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد" إلى الكويت للعمل مهندسًا، لكنه أولى معظم وقته وجهده للأنشطة السياسية، وحمل هم القضية الفلسطينية، وشهدت تلك المرحلة تأسيس خلية ثورية أطلق عليها اسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".

ياسر عرفات، فيتو

أيضا، عمل في تلك الفترة على إصدار مجلة "فلسطيننا- نداء الحياة" والتي تتحدث عن القضية الفلسطينية، وبقي على اتصال دائم بالقيادات العربية للاعتراف بالحركة ودعمها وإكسابها الصفة الشرعية إلى أن تكللت محاولاته بالنجاح، مع افتتاح أول مكتب للحركة عام 1963، وبعدها بعام أسس المكتب الثاني في دمشق، وشارك في المؤتمر التأسيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدس عام 1964 كممثل عن الفلسطينيين في الكويت.

أعلن عرفات مع رفاق دربه في "فتح" الكفاح المسلح بتاريخ 31 ديسمبر من عام 1964، من خلال تنفيذ أولى العمليات العسكرية، وعرفت بـ "عملية نفق عيلبون"، وتمكن من دخول الأرض المحتلة في يوليو 1967، بعد شهر على سقوطها بيد الاحتلال عبر نهر الأردن، ليشرف بنفسه على عمليات الكفاح المسلح ضد الاحتلال.

عبد الناصر يستقبل عرفات، فيتو

تصدر صفوف الثورة الفلسطينية التي تصدت لقوات الاحتلال في معركة الكرامة التي دارت رحاها في بلدة الكرامة الأردنية عام 1968، ونجا خلالها من محاولة إسرائيلية لاغتياله، وقال عنها إنها "شكلت نقطة انقلاب بين اليأس والأمل، ونقطة تحول في التاريخ النضالي العربي، وتأشيرة عبور القضية الفلسطينية لعمقيها العربي والدولي".


القائد العام للقوات المسلحة لحركة فتح


قامت حركة "فتح" بتعيين ياسر عرفات متحدثا رسميا باسمها في 14 أبريل 1968، وفي بداية شهر أغسطس من العام ذاته عينته القائد العام للقوات المسلحة لحركة فتح  "قوات العاصفة".

ثم انتخب عام 1969 رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وشارك في القمة العربية الخامسة في العاصمة المغربية الرباط، وشهدت القمة للمرة الأولى وضع مقعد رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في الصف الأول أسوة برؤساء وقادة وملوك الدول العربية الأخرى، ومنحت المنظمة حق التصويت في القمة.

عقب انتهاء الوجود الفلسطيني المسلح في الأردن، انتقل عرفات إلى لبنان، وشارك بصفته رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة في مؤتمر القمة الرابع لحركة عدم الانحياز الذي عقد في الجزائر عام 1973، حينها قرر المؤتمر الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا وحيدًا للشعب الفلسطيني، وانتخب عرفات نائبًا دائمًا للرئيس في حركة عدم الانحياز.
وفي 13 نوفمبر من عام 1974، وبعد أن وطد مكانة المنظمة ونالت الاعتراف من معظم الدول، ألقى خطابه التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حينما قال عبارته التاريخية في ختام الخطاب: "جئتكم بغصن الزيتون في يدي، وببندقية الثائر في يدي، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".

وقد تعرض ياسر عرفات لمحاولات اغتيال عدة، أبرزها عام 1981، عندما أقدمت القوات الإسرائيلية على قصف مبنى مقر قيادته في "الفاكهاني" ببيروت، والتي نتج عنها تدمير المبنى بالكامل، ويدفن تحت أنقاضه أكثر من 100 شهيد.

ياسر عرفات، فيتو

وأيضا في بيروت، حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي مكاتب منظمة التحرير والعديد من كوادر المقاومة على رأسهم الشهيد ياسر عرفات، طيلة 80 يومًا، أظهر خلالها صمودا ومقاومة وتصديا لم يسبق له مثيل، وبعد وساطات عربية ودولية خرج أبو عمار ورفاقه إلى تونس المقر الجديد لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في المنفى.

وفي تونس لاحقته إسرائيل لاغتياله، حيث قصفت 8 طائرات إسرائيلية مقر قيادته في حمام الشط بتونس في الأول من أكتوبر 1985، ودمرته بالكامل.

ومن الجزائر، أعلن ياسر عرفات في 15 نوفمبر 1988، استقلال "دولة فلسطين" وعاصمتها القدس الشريف في خطابه الشهير خلال الدورة التاسعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني.

ثم انتخبه المجلس المركزي الفلسطيني في عام 1989 رئيسًا لدولة فلسطين، وتزوج من سهى الطويل في تونس، ورزق بابنته الوحيدة "زهوة".


العودة إلى الوطن


قضى عرفات 27 عاما في المنفى، وعاد إلى فلسطين المحتلة، لتحتضنه أرض الوطن، استهلها بزيارة إلى قطاع غزة، ومدينة أريحا وكان ذلك عام 1994 قبل عودته النهائية للاستقرار في الوطن ليبدأ بعدها معركة بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية.

اقرأ للمزيد: 30 عاما على عودة عرفات إلى غزة بعد 27 سنة في المنفى

تم انتخابه عام 1996 رئيسًا للسلطة الوطنية الفلسطينية بحصوله على نحو 88% من أصوات الناخبين التي جرت للمرة الأولى في الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس الشرقية.

عبد الناصر كان داعما للكفاح الفلسطيني، فيتو

وفي أعقاب اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 تعرض لحملة ممنهجة قادها ضده إرئيل شارون ووصمه بالإرهاب، وفي عام 2001 منعته إسرائيل من مغادرة رام الله وبدأت فعليًا فرض حصار عليه فيها.

قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بحصاره أثناء اجتياح مدن الضفة عام 2002، ومن كانوا برفقته داخل مقره بالمقاطعة في مدينة رام الله، وأطلق الجنود القذائف والرصاص التي طالت جميع أركان المبنى حتى وصل الرصاص إلى غرفته شخصيا، واستشهد أحد حراسه وأصيب آخرون بجروح، ولم ينسحبوا إلا بعد تفجير آخر مبنى فيها.

وعاود الاحتلال مهاجمة مقر عرفات من جديد، وقاموا باحتلال مبنى المقاطعة طيلة ستة أيام وشنوا عليه عمليات قصف بالمدفعية الثقيلة، ودعت حكومة الاحتلال إلى التخلص من عرفات، بقتله أو إبعاده أو سجنه وعزله.

وفي عام 2004 تدهورت الحالة الصحية للشهيد وأعياه المرض، وقرر الأطباء نقله إلى فرنسا للعلاج، وأدخل إلى مستشفى بيرسي العسكري، مع تزايد الحديث عن احتمال تعرضه للتسمم، وبقي فيه إلى أن استشهد فجر الخميس الحادي عشر من نوفمبر 2004.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية