متخصصة بالشأن الآسيوي تكشف تداعيات اغتيال إسماعيل هنية على علاقة الصين بإسرائيل
قالت الدكتورة نادية حلمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنى سويف والمتخصصة بالشأن الآسيوي: إن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس "إسماعيل هنية" فى محل إقامته شمال طهران فجر يوم الأربعاء الماضى فى قلب إيران، والطريقة التي تمت بها في العاصمة الإيرانية طهران، فجرت مخاوف صينية من ردود فعل قوية، قد تؤدى إلى انفلات الحرب الدائرة حاليًا في غزة، لتتحول إلى حرب إقليمية، تخرج عن قواعد الاشتباك المعروفة حتى الآن، بين إسرائيل وما يعرف بـ "محور المقاومة في المنطقة العربية".
وأكدت فى تصريح لـ "فيتو: إن التخوف الصينى العلنى جاء من تداعيات عملية إغتيال "إسماعيل هنية" في طهران، بعد ١٢ ساعة فقط، من غارة نفذتها مسيرة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية، فى العاصمة اللبنانية بيروت، وأعلن الجيش الإسرائيلي، مسؤوليته عنها وقال إنها إستهدفت القيادى البارز فى حزب الله "فؤاد شكر"، بصفته المساعد الأقرب للأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله".
وأضافت إن اغتيال "إسماعيل هنية" مقصود منه توجيه رسائل سياسية أمريكية وإسرائيلية للصينيين بعد أيام قليلة فقط من استضافة العاصمة الصينية "بكين" لكافة فصائل المقاومة الفلسطينية لتوحيد صفوفها ونبذ خلافاتها برعاية صينية، لأن مقتل سياسى فى حركة حماس بحجم "هنية" قد يعيد فرص التوصل لاتفاق بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى إلى نقطة الصفر وفقًا لتحليلات الصينيين أنفسهم، وكأن الأمريكان والإسرائيليين يرسلون رسالة تحدى مباشرة للصينيين بعدم التدخل فى شئون الشرق الأوسط، وبعبثية الجهود الصينية المبذولة لتوحيد صفوف المقاومة الفلسطينية وتوجيهها ضد الإسرائيليين، خاصةً حركة "الجهاد الإسلامى" المصنفة رسميًا دوليًا كحركة إرهابية، والتى استضافتها العاصمة الصينية "بكين" رسميًا ضمن فصائل المقاومة الفلسطينية.
وتابعت: إن سيناريو إغتيال "إسماعيل هنية"، بما يتضمنه من إختيار الهدف والزمان والمكان، يمثل رسالة خطيرة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية إلى الصين وحلفائها فى طهران، خاصةً في يوم تنصيب الرئيس الإيرانى الجديد، وهو ما يفترض أن يكون أدق لحظة أمنية في طهران. وهو ما يعنى وفقًا لتحليل المشهد بأن الصين عاجزة عن حماية وتسليح وتجهيز حلفائها في منطقة الشرق الأوسط فى مواجهة تل أبيب وواشنطن.
واستكملت: كأن رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" قد أراد من خلال توجيه تلك الضربة فى طهران لإسماعيل هنية، أن يعفى نفسه من عبء المفاوضات، إذ أن أهدافه ترتكز على مسألة القضاء على حماس، لتمتد إلى حزب الله، ثم مواجهة إيران. بينما كانت تعتقد "بكين" بأن التفاهم مع إيران قد ينهى إنقسام كل الجبهات، مما يمهد الطريق للتسوية الإقليمية الشاملة فى الشرق الأوسط برعاية صينية. وحول التوصل إلى إتفاق سلام، يتخوف الصينيين من أن العلاقة فى الإقليم قد تأزمت، وحادثة الاغتيال لهنية، لن تمر كأمر طبيعى، الأمر الذى قد يؤدى لأن تشهد المنطقة تصعيدًا عسكريًا يصل إلى مستوى الحرب الإقليمية.
وتابعت: هنا يطرح توقيت ومكان اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية، علامات إستفهام كثيرة بالنسبة للصينيين أنفسهم، إذ أنه يأتى في خضم محادثات صينية متسارعة، لإتمام الصين لصفقة كبرى للسلام، تعيدها إلى واجهة الشرق الأوسط كلاعب سياسى وإستراتيجى فاعل، لوقف الحرب فى غزة، وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس، ومن المؤكد أنه ذلك سيؤدي إلى آثار سلبية على تقدم تلك المحادثات، وربما إلى حدوث انتكاسة لها.
وأضافت: كما أن إغتيال "هنية" سيضرب الجهود الصينية ذاتها للتوصل إلى إتفاق سلام فى منطقة الشرق الأوسط، وتهدف إسرائيل من ورائه بتوجيه رسالة عسكرية شرسة، بإنتقال الإسرائيليين من استهداف القيادات العسكرية إلى استهداف القيادات السياسية ذاتها. وهو ما يقوض الجهود الصينية المبذولة لإحلال السلام ووقف عملية إطلاق النار فى قطاع غزة ورفح الفلسطينية.
وجهة النظر الصينية الجديدة بعد اغتيال إسماعيل هنية
ويتخوف الصينيين من أن عملية اغتيال "إسماعيل هنية" ستوقف مباحثات وقف إطلاق النار بشكل كامل في المرحلة الأولى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث لا يمكن لحركة حماس إتخاذ موقف آخر بعد اغتيال رئيس مكتبها السياسي. ولكن تتجه عدد آخر من التحليلات السياسية والعسكرية والإستراتيجية والأكاديمية داخل الصين، بأن تلك المرحلة لن تطول بالضرورة، وقد تؤسس لمرحلة جديدة من المباحثات، ومحاولة الجانبين الأمريكى والإسرائيلى فرض شروطهم على الطاولة، في ظل تلقي تيار إيران داخل حماس ضربات قوية كان آخرها إغتيال "هنية"، وسبقها اغتيال نائبه "صالح العارورى"، وإغتيال مجموعة أخرى من القادة العسكريين البارزين في غزة.
وتتجه التحليلات ووجهة النظر الصينية الجديدة، إلى أن إحتمالات إختيار "خالد مشعل" رئيسًا لمكتب حماس السياسى، سيصب فى إتجاه "مرحلة جديدة من المباحثات" بما يمثله من "تيار إخوانى تقليدى بقيادة جماعة الإخوان المحظورة فى مصر وعدد من دول المنطقة ذي مواقف متحفظة على التحالف مع إيران".
ولم يفت القيادات الصينية كذلك متابعة وتحليل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" يوم الأربعاء الموافق ٣١ يوليو ٢٠٢٤، خلال مؤتمر صحفى، وتأكيده بأن إسرائيل وجهت ضربات مباشرة لحركة حماس وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن خلال الفترات الماضية. مع التركيز الصينى على اعتراف "نتنياهو" باغتيال القيادى فى حزب الله "فؤاد شكر"، بإعترافه أننا الإسرائيليين "قد قضينا بالأمس على القيادي في حزب الله "فؤاد شكر" الذي كان مسؤولًا عن مقتل الأطفال، وكان أحد الإرهاب
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.