رئيس التحرير
عصام كامل

واشنطن تناقض نفسها.. ساينس مونيتور: أحداث القاهرة تؤكد فشل الدبلوماسية الأمريكية في مصر.. "مرسي" لا يمكنه قيادة البلاد للاستقرار.. وماكين وقع في فخ المتناقضات

جانب من الاحداث-صوره
جانب من الاحداث-صوره ارشيفيه

ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية في تقرير لها اليوم الخميس أن الولايات المتحدة عانت بشدة من أجل تجنب وصف الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي انقلابا ومواصلة المساعدات العسكرية.. مضيفة أن الجيش رد على هذا مرة أخرى بما قام به في رابعة العدوية والنهضة.


وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أنه منذ الإطاحة بالرئيس الذي ينتمي لجماعة الإخوان في 3 يوليو الماضي، عقدت إدارة أوباما العزم على التراجع عن خطاباتها ووصف ما حدث في مصر بالانقلاب؛ وكان مبرر هذا القرار الجيش المصري هو أقوى قوة في البلاد، وان استعداءه ومعاقبته على أفعاله تقوض نفوذ الولايات المتحدة ويهيئ الظروف لحملة قمع عسكرية واسعة النطاق.

وأوضحت الصحيفة أنه على جانب ذلك فإن الاحتجاجات الواسعة ضد مرسي التي أدت إلى عزله واعتقاله.. أظهرت أنه لا يمكن أن يقود البلاد إلى الاستقرار.

ولفتت الصحيفة إلى أن القرارات أدت إلى تفسيرات لهذا الخطاب الغريب من حكومة الولايات المتحدة، وكما هو الحال عندما تم الضغط على المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين بساكي الأسبوع الماضي حول ما إذا كانت إدارة أوباما تعتقد أن ما حدث في مصر هو انقلاب.. حيث قالت "لقد قررنا اننا لا نحتاج لاتخاذ قرار".

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش وقائده الفريق عبد الفتاح السيسي، وضع تصميمه العسكري الخاص قيد التنفيذ.. اننا سوف نفعل ذلك بطريقتنا.

ولفتت الصحيفة إلى وجود تناقض في تصريحات السيناتور ماكين خلال العامين الماضيين مشيرة إلى أن ماكين يبدو أنه يعترف من خطر زعزعة الاستقرار إذا سعى الجيش للقضاء على جماعة الإخوان تماما من الحياة السياسية المصرية. حيث أنه أدلى بتصريح في فبراير 2011، عارض فيه بشدة وجود أي دور سياسي للإخوان، وقال "أعتقد أنهم مجموعة متطرفة لأنهم في المقام الأول يدعمون الشريعة، وهذا في حد ذاته أمر مناهض للديمقراطية - على الأقل بقدر ما نشعر بالقلق حول شئون المرأة، كما أنهم شاركوا مع منظمات إرهابية أخرى، وأعتقد أنه ينبغي استبعداهم على وجه التحديد من أي حكومة انتقالية".

واستطردت الصحيفة قائلة غير أن ماكين في زيارته إلى القاهرة الأسبوع الماضي أعرب عن رأي مخالف؛ حيث قال "نعتقد أنه ينبغي أن يعاملوا بعضهم بعضا باحترام. ونحن أيضا ندعوكم إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين. كما نحث بقوة على الانخراط في حوار وطني يضم كافة الأحزاب، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين".

وتابعت الصحيفة أن الحوار سيكون الآن، وأنه إذا كان الحوار سيأتي على المطلق، وسط أجواء من الغضب وعدم الثقة. فإنه يثبت أن نفوذ الولايات المتحدة مع الجيش المصري يكاد لا يذكر حتى الآن؛ كما أن جماعة الإخوان الآن تعتبر أن دعوات الولايات المتحدة حول دعم الديمقراطية هو من قبيل النفاق، منذ أن وقفت إلى جانب الإطاحة برئيس منتخب.

وأضافت أن العلمانيين المعارضين السياسيين للإخوان غاضبون من فشل الولايات المتحدة من تقديم الدعم الخطابي الكامل للجيش ولرغبة أمريكا للعمل مع مرسي عندما كان رئيسا منتخبا لمصر.

واختتمت الصحيفة تقريرها بأنه من البديهي أنه لا يمكن إرضاء الجميع. ولكن في حالة مصر، فإنه لا أحد على وجه التحديد سعيد بدور الولايات المتحدة. وأن أكبر دولة في العالم العربي تعدادا سكانيا تتجه إلى فترة من الاضطراب.
الجريدة الرسمية