زغلول صيام يكتب: هو أنا لو قلت إن الإنفاق في الأولمبياد سفه وقلة عقل.. أبقى غلطان؟!
ترددت كثيرا قبل كتابة المقال حائرا ما بين الانتظار حتى انتهاء العرس الأولمبى وما بين ضميرى المهنى الذى يحتم علينا إبراز الحقائق فيما يتعلق ببعثة مصر المشاركة فى أولمبياد باريس 2024 رغم يقينى وإدراكى أنه عند السادة المسئولين مجرد كلام فى الهوا! نعم كلامنا فى الهوا وربما لا يصل إلى أسماع السادة المسئولين بعيدا عن دائرة الرياضة.
الحقيقة أننا فى حاجة إلى ترتيب الأوضاع من جديد والحرص على كل مليم تنفقه الدولة على قطاع الرياضة فليس معقولا أن نشارك ببعثة بهذا الحجم وتكون النتائج بهذا الشكل!
لسنا أغنى من دول الخليج الذين يملكون الأموال الطائلة ولن تؤثر فيهم ملايين الدولارات حتى لو صرفوها فى الهواء، ولكن تفرق معانا كثيرا.
أنا لا أتحدث عن هذه الدورة، ولكن فيما يتعلق بالمستقبل لأن ما حدث حدث وفى النهاية التى يعرفها الجميع تشكيل لجنة للتحقيق فى النتائج وطبعا تقرير اللجنة يحفظ فى الأدراج جنب إخواته من نوعية لجنة التحقيق فى وفاة أحمد رفعت.
لسنا أغنى من السعودية التى تشارك بـ9 رياضيين ولا أغنى من قطر التى تشارك بـ14، ولا الإمارات التى تشارك بـ13 ولا الكويت التى تشارك بـ9 ولا سلطنة عمان التى تشارك بـ4 رياضيين!
المفترض أن نعيد النظر من جديد فى واقعنا الرياضى بحثا عن الأفضل .. نعم كلام مستهلك واتقال قبل كده ألف مرة، ولكن الآن نحن فى موقف لا نحسد عليه ونحتاج لتوفير العملة الصعبة فى كل ما هو ضرورى وضرورى جدا!
لا بد أن نعيد النظر بحثا عن ترشيد النفقات والابتعاد عن كل أشكال البذخ إذا كنا جادين فى الإصلاح، أما إذا كان الهدف هو الاستمرار على نفس النهج فلا أمل من كلامنا!
حتى لو فزنا بذهب الأولمبياد وكأس العالم
وأكاد أقسم بالله أننا لو فزنا بذهب أولمبياد باريس 2024 فى كرة القدم وكمان كأس العالم، فإن هذا لا ينفى واقعنا الكروى المعوج وحالنا المأسوف عليه .. الناس فى وادى وكرة القدم عندنا فى وادٍ آخر.
آخر الكلام
هناك من تأخذ منه أحسن الكلام ولكن عندما يتولى المنصب تجده يسير على نفس وتيرة سابقيه، ويتحدث بمنطقهم عن مشروعات هو أول من يعلم أنها وهمية، وأن ثمارها لن تظهر ولو بعد 1000 سنة .. نعم تلك هى الحقيقة المرة والتى لا أستطيع كتمانها.. وفى النهاية لنا الله.