اغتيال إسماعيل هنية يفتح باب الجحيم على إسرائيل.. علامة استفهام حول استشهاده في إيران.. خبراء السياسة يتوقعون انفجارا عسكريا كبيرا ووشيكا في المنطقة.. والاحتلال لن يهنأ بالأمان
إسماعيل هنية، لم يكن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية بالأمر السهل، برغم مما إعلانه هنية نفسه منذ عملية طوفان الأقصى بأنه أصبح مشروع شهيد، لكن يظل اغتياله في العاصمة الإيرانية طهران لغزًا، حاول الباحثون السياسيون فك رموزه.
اغتيال إسماعيل هنية يفتح باب الجحيم على الاحتلال
أكد الباحثون السياسيون وخبراء القانون الدولي أن عملية اغتيال إسماعيل هنية فتح باب الجحيم على الاحتلال الإسرائيلي، متوقعين حدوث تصعيد عسكري كبير في الأيام القادمة، وأن نتنياهو فلت زمامه، وخاصة بعد أن أخذ الضوء الأحمر من الكونجرس الأمريكي، الذي صفق له كثيرًا.
قال الباحث التاريخي والأممي سامح عسكر: " بعد اغتيال اسماعيل هنية على يد الاحتلال فجر اليوم.. كلمة عن فكرة القيادة بجماعات المقاومة، ليس أول أو آخر قيادي يُستشهد من حماس، سبقه العشرات أبرزهم ياسين والرنتيسي، حركة فتح استشهد منها المئات من القادة أيضًا ورغم ذلك بقيت المقاومة حتى أوسلو.."
اغتيال هنية أقسى على الإيرانيين من اغتيال سليماني
وتابع "الذي يخلق المقاومة هو ( المعنى) وليست السلطة، وهذا المعنى هو الذي يخلق القائد ومرؤوسيه... أنت لا تتحدث عن جماعات إرهابية سلطوية كداعش والقاعدة تضعف وتنتهي بموت قادتها، ولكن عن جماعات مقاومة تحيا بمبادئ النضال والتحرير والتضحية من أجل شعوبها.."
وعن تبعات عملية اغتيال إسماعيل هنية قال سامح عسكر "هذا الاغتيال أقسى وأشد على الإيرانيين من اغتيال سليماني، صحيح الرجل ليس إيرانيا لكن الهجوم كان في أراضيها وتحت حمايتها، وبعد تهنئة هنية لرئيسها المنتخب.."
وتابع سامح عسكر "سنرى ماذا سيحدث.. وإن كنت أتوقع تصعيدًا عسكريًا كبيرًا الأيام القادمة، فعلى ما يبدو أن نتنياهو فلت زمامه والأمريكيون باتوا أضعف من السيطرة عليه.."
اختراق الموساد لإيران يفتح باب التساؤل
وأشار سامح عسكر إلى أن "إسماعيل هنية زار مصر عشرات المرات آخرها منذ أسابيع، وجلس مع كبار القادة المصريين للبحث في إمكانية وجود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لم تجرؤ إسرائيل على استهدافه لأنها تعلم الثمن الذي ستدفعه.. إنما اغتياله في إيران يطرح علامات استفهام حول الوضع الأمني فيها، واختراق الموساد لأنظمة الدولة.."
وقال عسكر: "إيران مطالبة بالعمل على مسارين اثنين الأول: رد عسكري وسياسي يليق بحجم الكارثة التي حدثت.. والثاني: مراجعة أمنية يتوحد فيها الإيرانيون ما بين إصلاحيين ومحافظين، لأن الضعف الأمني ربما يتبعه اغتيال المرشد وكبار القادة نفسهم.."
المنطقة على وشك انفجار عسكري
وأوضح سامح عسكر أن "المنطقة على وشك انفجار عسكري.. في أقل من أسبوع: هجوم إسرائيلي على الحديدة في اليمن، هجوم إسرائيلي على بيروت في لبنان، هجوم إسرائيلي على طهران في إيران، هجوم أمريكي على بغداد في العراق.. لو وضعت هذا المشهد أمام طفل لقال بكل وضوح أن هذا الهجوم المتزامن سيدفع هؤلاء جميعا (للانتقام في وقت واحد)..."
وأضاف عسكر "ربما القادة الإسرائيليون ينظرون للقصة بمنظور آخر، وهو أن هذا الهجوم المتزامن والمتصاعد سيدفع محور المقاومة للاستسلام والتفكك، أو بأدنى الاحتمالات قبول اتفاق وقف إطلاق نار في غزة بشروط إسرائيلية..."
وقال عسكر: "واضح أن الدعم الأمريكي موجود، فقد جاء التصعيد الصهيوني عقب زيارة نتنياهو لأمريكا وتصفيق الكونجرس له، وهو ما يعني دعما كاملا وغير مشروط، وبالتالي فالرسالة الأمريكية افعل يانتنياهو أي شئ ولا تخاف، نحن وراءك.."
عصر السلام انتهى والقادم توسع في الحرب
وأضاف "بالعموم: عصر السلام انتهى والقادم حرب وتوسع واحتلال وتحرير ومعارك كر وفر طويلة، وهذا ما تنبأت به منذ ثلاثة أعوام في معركة الشيخ جراح سنة 2021 أنه لو لم يتخلص الإسرائيليون من الليكود فسيدخلون معارك أشد وأعنف من التي حدثت منذ الأربعينات وحتى السبعينات.."
وأكد عسكر أن "المجتمع الإسرائيلي لن يعيش حياة طبيعية، بل في حالة طوارئ وصراع مستمرة، وما يحدث هو وضع نتنياهو 7 مليون إسرائيلي في مواجه أكثر من 190 مليون عربي مسلم هم تعداد الدول التي دخلت الحرب على غزة أو مرشحة للدخول.."
وقال سامح عسكر إن "الزمن يعيد نفسه، فإسرائيل الأربعينيات والثلاثينيات عادت من جديد كعصابات قتل واغتيال وتطرف ديني، ومن يزرع شوكا لا يجني عنبا، فالشعب الإسرائيلي بكل أطيافه سيدفع ثمن تهور قادته، اللهم إلا حدثت معجزة غير متوقعة.."
إسماعيل هنية كان يعلم أنه مشروع شهيد
وعلق المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة قائلًا: " قبل أيّ كلام أو تحليل.. عن اغتيال إسماعيل هنية. كان يعلم أنه مشروع شهيد، بخاصة بعد ملحمة "الطوفان". ولأن الشهداء "أحياءٌ عند ربِّهم يُرزقون"، فهناك في عالم لا نعرفه ونؤمن بوجوده؛ يجتمع الشيخ ياسين بتلميذه وحبيبه إسماعيل، ويجتمع إسماعيل بأبنائه وأحفاده وجحافل من أحبّته؛ سيكون الرنتيسي وصلاح شحادة وإبراهيم المقادمة والعاروري ويحيى عياش وأحمد الجعبري وجمال منصور وحشد كبير من الشهداء في الاستقبال.. سلام الله عليك يا زينة الرجال، وسلام الله على من سبقوك من أحبّتك، ومن شهداء هذه الأمّة، وسلام الله على من سيسيرون على ذات الدرب إلى يوم الدين."
وتابع ياسر الزعاترة عن عملية اغتيال هنية "ليس هناك أدنى شك ابتداء في مسؤولية "الكيان" عن عملية الاغتيال، سواء تم الإعلان رسميا، أم تُرك الأمر في سياق من الغموض، أقلّه راهنا، لم يخفِ الصهاينة أن إسماعيل هنية كان على قائمة التصفية، مع عدد من إخوانه في الداخل والخارج، وشبّهوا مسلسل التصفية الذي قرّروه إثر "طوفان الأقصى"؛ بمسلسل تصفية المسؤوليين عن عملية "ميونيخ"1972، والتي استغرقت سنوات طويلة."
اغتيال هنية بصاروخ أطلقته طائرة مسيّرة
وقال الزعاترة "ما من حركة تحرير قدمّت قادة شهداء، كما قدّمت حركة "حماس"، ليس في السياق الفلسطيني فقط، بل حتى في السياق العالمي أيضا، ربما لطبيعة العدو وقدراته، وربما أيضا لكونه الأكثر دلالا في العالم، لكن ذلك لم يُسفر عن تراجع مسيرة الحركة، بل زادت تجذّرا في الواقع الفلسطيني، وكانت تزداد قوة مرحلة إثر أخرى، ويعرف ذلك من قرأ أو تابع تاريخها منذ التأسيس قبل 36 عاما ولغاية الآن."
وأوضح ياسر الزعاترة "ليس مهمّا الحديث عن الكيفية التي تمّت من خلالها عملية الاغتيال، أعني لجهة التنفيذ، وما إذا كانت قد تمّت بقنبلة أو بهجوم طائرة مسيّرة، أو بأي وسيلة أخرى، أكانت تقليدية أو من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي، كما حصل في عملية اغتيال العالم النووي الإيراني فخري زادة. وعموما يبدو واضحا أنها تمّت من خلال صاروخ أطلقته طائرة مسيّرة على مكان إقامته."
وأضاف الزعاترة "المهم هنا هو الحديث عن المكان ممثلا في قلب العاصمة الإيرانية (طهران)، والذي يعني أن الضربة كانت موجّهة للعنوان أيضا، لا سيما أنها تأتي أيضا بعد يوم من استهداف أحد قادة حزب الله (فؤاد شكر) في قلب الضاحية الجنوبية في بيروت؛ هنا يغدو من الضروري القول إن الموقف الإيراني ينبغي أن يأخذ منحىً آخر في التعامل مع الحرب على غزة، يختلف عما ساد خلال شهورها الطويلة، والذي كان لونا من النُصرة التي لم تؤثر جوهريا في مسارها كحرب إبادة، بما في ذلك ما كان من الجانب اللبناني (حزب الله) الذي كان الأكثر أهمية وتأثيرا دون شك."
هل يغير اغتيال اسماعيل هنية مسار الحرب
وتساءل الزعاترة "هل سيكون لعملية الاغتيال تأثير ما على مسار الحرب ومصير الصفقة المعروفة؟ إذا لم يتّسع نطاق الحرب، فإن العملية قد لا تؤثر كثيرا، لكن نتنياهو قد يجد فيها صورة نصر ما، قد تدفعه لتغيير موقفه من الصفقة، اقلّه في ظل ضغوط المؤسسة الأمنية والعسكرية لتمريرها، بجانب ضغوط أهالي الأسرى، لكن ذلك يبقى مجرّد احتمال بسيط في ظل مواقفه السابقة."
وقال الزعاترة: "هي جولة أخرى من جولات الحرب التي يخوضها شعبنا ضد الغزاة منذ أكثر من قرن، وكانت دماء الشهادة هي التي تمنحها القوة والعزيمة والإصرار، فالشهداء لا يغيبون، ليس فقط لأنهم "أحياءٌ عند ربِّهم يُرزقون"، بل أيضا لأنهم يضيئون الدرب وتروي دماؤهم تراب الأرض الطاهرة، فتُزهر مزيدا من البطولة والأبطال، ومن آمال الانتصار أيضا."
اغتيال هنية يرقى لمستوى جرائم الحرب بالقانون الدولي
وعلق الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص في القانون الدولي، قائلًا: "استنكر بشدة عملية اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فهذا العمل يرقى إلى مستوى جرائم الحرب وفقًا للقانون الدولي، ويمثل انتهاكًا واضحًا لسيادة الأراضي الإيرانية."
وأكد مهران أن "اغتيال إسماعيل هنية يمثل انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشددا علي ان هذا العمل يتعارض بشكل مباشر ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني."
وأوضح الدكتور مهران أن "هذا الاغتيال يعد جريمة حرب وفقًا للمادة الثامنة من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، التي تعرّف القتل العمد كجريمة حرب، وينتهك أيضا المادة 3 المشتركة في اتفاقيات جنيف، التي تحظر الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية للأشخاص الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية."
وقال أستاذ القانون الدولي: "إن سلسلة الاغتيالات والهجمات التي تنفذها إسرائيل، تشكل نمطًا متكررًا من انتهاكات القانون الدولي، وأن هذه الأعمال تنتهك مبدأ التمييز المنصوص عليه في المادة 48 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف والذي يلزم أطراف النزاع بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين."
كما أكد مهران أن "الهجمات العشوائية على المناطق المدنية في غزة تنتهك المادة 51 فقرة 4 من البروتوكول الإضافي الأول والتي تحظر الهجمات العشوائية التي لا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية."
الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل تقوض القانون الدولي
وأشار مهران إلى "خطورة استمرار هذه الممارسات وأن استمرار إسرائيل في تنفيذ عمليات الاغتيال خارج نطاق القضاء يقوض بشكل خطير النظام القانوني الدولي، وهذه الأعمال تنتهك أيضًا الحق في الحياة المكفول بموجب المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية."
وقال أستاذ القانون الدولي: "وفقًا للمادة 25 من نظام روما الأساسي، فإن الأفراد الذين يأمرون أو يخططون أو ينفذون مثل هذه الجرائم يتحملون المسؤولية الجنائية الفردية أمام المحكمة الجنائية الدولية."
ودعا مهران السلطة الفلسطينية والدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية إحالة هذه الجرائم إلى المدعي العام للمحكمة للتحقيق فيها، وقال: "إنه المدعي العام يمكن أن يحقق فيها من تلقاء نفسه، وفقا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كما لفت الي انه يمكن لمجلس الأمن الدولي احاله الامر اذا تحمل مسؤولياته، وكذلك يستطيع بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، اتخاذ تدابير لوقف هذه الانتهاكات وفرض عقوبات على المسؤولين عنها اذا كانت هناك إرادة."
وطالب أستاذ القانون الدولي بضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية والقانونية الدولية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، وضرورة تفعيل آليات العدالة الدولية، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية، للتحقيق في هذه الانتهاكات ومحاكمة مرتكبيها حتى لا يفلتون من العقاب.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.