باحث يكشف: جولة جنيف "مفاوضات من أجل المفاوضات" ولن توقف الحرب بالسودان

توقع محمد عبد الحميد الجزار، الباحث فى الشأن السوداني، فشل مفاوضات جنيف في إنهاء الأزمة السودانية، لأنها لم تضع أدوات ضغط جديدة لوقف الحرب بالسودان، فهي، على حد تعبيره، مجرد مفاوضات من أجل المفاوضات. 

وقال الجزار، في تصريحات لـ “فيتو”: إن مستجدات الصراع المسلح في الأزمةالسودانية، يمكن تلخيصها فى “تصاعد العنف، واستمرار التقاعس الدولي”، فلا تزال رحى الحرب البشعة مستمرة في السودان، حيث تتصاعد عمليات ميلشيات الدعم السريع ضد القوات المسلحة السودانية والمدنيين، وآخر تلك العمليات القصف المدفعي العنيف الذي تقوم به ميلشيات الدعم السريع ضد سكان مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التي تحاصرها الميلشيات، ولكنها لم تستطع السيطرة عليها حتى الآن وتوشك على المجاعة.

مرتزقة الدعم السريع يقصفون حي المواشي 

وأوضح الباحث، فى تصريح لـ “فيتو”، أن قصف سوق المواشي وحي الرديف في مدينة الفاشر من قبل مرتزقة الدعم السريع أسفر عن سقوط 22 قتيلا وإصابة 17 آخرين، فضلا عن تدمير العديد من المنازل والمنشآت، ومن جانبها أكدت الأمم المتحدة إن أكثر من 300 ألف شخص فروا من منازلهم في مدينة الفاشر بسبب القتال، فيما أصدر مجلس الأمن في الشهر الماضي قرارا يطالب بإنهاء حصار مدينة الفاشر.. وفي ذات السياق أدانت منظمة حقوق الإنسان ميلشيات الدعم السريع لارتكابها أعمال عنف جنسي واسعة النطاق تجاه النساء في السودان.. واتهمت الميلشيات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.. ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى نشر قوة حماية مدنية بشكل عاجل في السودان.. كما دعت منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة يوم الخميس الماضي إلى تمديد حظر الأسلحة المفروض بالفعل على منطقة دارفور ليشمل السودان بأكمله، حيث تتدفق الأسلحة الواردة من الصين وروسيا وصربيا وتركيا والإمارات واليمن إلى طرفي الحرب.

 ومن جانب الإتحاد الأوروبي فقد قام بفرض مجموعة من العقوبات علي عدد من قيادات الحرب من الجانبين في محاولة منه للضغط عليهم لوقف الصراع.  

 مستقبل مفاوضات جنيف لإحلال السلام تحت رعاية الأمم المتحدة

وواصل محمد عبد الحميد الجزار حديثه، قائلا: جاءت مفاوضات جنيف بسويسرا بين طرفي الصراع كخطوة جديدة تسعى إلى وقف إطلاق النار والعمل على حماية المدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية لملايين الأشخاص المتضررين من الصراع، ومع بدء المفاوضات فإنها وُصفت بالمحادثات المتعثرة، حيث لم تلتقي الوفود الممثلة لطرفي الصراع وجها لوجه وإنما تنخرط فيما يسمى “محادثات عن قرب” يتنقل خلالها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بين الوفدين. 
واستكمالا لتلك المفاوضات فقد دعت الولايات المتحدة طرفي الصراع في السودان إلى المشاركة في محادثات يوم 14 أغسطس المقبل تستضيفها سويسرا بهدف وقف إطلاق النار، بمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ومصر، والإمارات، بجانب استضافة السعودية لجانب من تلك المفاوضات. 
 

توقعات بعدم نجاح المفاوضات 

وتابع الباحث في الشأن السوداني: أن السيناريو الأقرب لهذه المفاوضات هو عدم نجاحها في تحقيق الأهداف التي تسعى إليها، خاصة في ظل تصاعد الأعمال الإجرامية التي تقوم بها ميلشيات الدعم السريع، واستمرار حلفائها الدوليين والإقليميين في إمدادها بالسلاح، في مقابل استمرار القوات المسلحة السودانية في دفاعها عن البلاد وفرضها عقوبات على قادة الميلشيات، حيث تم إلغاء جوازات السفر الدبلوماسية لنحو مائة شخصية من بينهم قائد ميلشيات الدعم السريع وشقيقه، بجانب تجميد أصولهم المالية، كما أن تلك المفاوضات لم تضع أدوات ضغط جديدة يمكن من خلالها وقف الحرب فضلا عن تسويتها بين طرفي الصراع وعدم تصنيفها لميلشيات الدعم السريع على أنها مجموعة من المرتزقة التي تتمرد علي الجيش السودانى الوطني؛ مما يعني أن رعاة المفاوضات مستمرين في مجاملة حلفاء ميلشيات الدعم السريع، وبالتالي لن يتبنوا قرارا يضر بموقفهم ولو كان في صالح الحفاظ على ما تبقى من مقدرات الدولة السودانية والشعب السوداني الشقيق، وبالتالي فهي مفاوضات من أجل المفاوضات ليس إلا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.