في اليوم العالمي لها.. ماذا قال شكسبير ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس ومصطفى أمين عن الصداقة؟
الصداقة شيء جميل، وهى كلمة تشتق من الصدق، فهي أساس الثقة والمودة والتعاون بين الأصدقاء، تعتبر الصداقة من أهم العلاقات الاجتماعية التي تربط بين شخصين أو أكثر، والصداقة الحقيقية لا تقدر بثمن، لا تعرف قيمتها إلا إذا خسرتها.
وتدعيما لضرورة أن تسود روح الصداقة بين البشر، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2011 يوما عالميا للصداقة يحتفل به كل عام فى مثل هذا اليوم 30 يوليو، وأعلنت فيه أن الصداقة بين الشعوب والثقافات والدول والأفراد يمكن أن تصبح عاملا هاما في دفع جهود السلام في العالم .
كانت أول فكرة لتخصيص يوم لـ الصداقة عام 1958، وأطلق باسم يوم الصداقة الدولى في برجواى لكنه اقتصر على دول أمريكا الجنوبية، حتى جاء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 65 التي عقدت في يوليو 2011 فتم الاتفاق على تخصيص يوم عالمي للصداقة ينتظره الأصدقاء للتعبير عن مشاعر الامتنان لأصدقائهم ويتم الاحتفال به تقديرا لكلمة الأصدقاء ولإتاحة الفرصة للتعارف بين الشعوب.
ويختلف ميعاد الاحتفال باليوم العالمي لـ الصداقة حسب الدولة الموجود بها ففي الولايات المتحدة مثلا يحتفل به في الثلاثين من يوليو وتحتفل به الهند في الأول من أغسطس، ويحتفل به في بيرو والبرازيل في 20 من شهر يوليو وتعتمد مصر يوم 30 يوليو.
خذ الصديق قبل الطريق
والصداقة كنز لا يفنى هكذا قالت الحكمة والمثل، ومن الأمثال الشعبية في الصداقة: خذ الصديق قبل الطريق، خد لك من كل بلد صاحب، اشتري الجار قبل الدار، الصداقة وردة عبيرها الأمل ورحيقها الوفاء ونسيمها الصديق وذبولها الموت، الصداقة للمصلحة تزول، وهكذا.
الصداقة فى الإسلام
الصداقة في الإسلام مفهوم يدل على العلاقة السامية، فأصل مفهوم الصداقة من الصدق، وهو ذلك الخلق العظيم الذي حثت عليه الشريعة الإسلامية ودعا الإسلام والمسلمين إلى الالتزام به، كما أن مفهوم الصداقة يأتي من قيم الوفاء والإخلاص وطول الصحبة، فالصديق تطول صحبته مع صديقه مع تقلب الظروف والأزمان.. قال تعالى في سورة الزخرف: "الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ"، كما ورد مفهوم الصداقة بمعنى الصحبة والجليس الصالح في الأحاديث النبوية ومنها حديثه صلى الله عليه وسلم: ( لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقى).. وهنا وصف النبي الكريم الصداقة الحقيقية.
وقد قيل في الصداقة الكثير من الأقوال والعبارات التي تعبر عن الصداقة ومعناها فقال الأديب نجيب محفوظ: ما أكثر الناس وما أقل من يصلح للصداقة بينهم، وما أجمل الغرباء حين يصبحوا أصدقاءنا بالصدفة وما أحقر الأصدقاء حين يصبحوا غرباء فجأة، كما أن الأصدقاء الذين تختارهم لك الظروف أجمل بألف مرة من أن تختارهم أنت.
الصداقة فى حاجة إلى عملية تطهير دائمة
وقال الدكتور يوسف إدريس في كتابه شاهد عصره: الصداقة والعلاقات الشخصية كالاحزاب السياسية، في حاجة بين كل حين وحين إلى عملية تطهير كى تظل محتفظا بخط حياتك ومبادئك سليما، وبحيث تبتر من دائرة وجودك تلك العلاقات التي تهدد أمنك النفسى وقيمك العليا.
وقال الكاتب أحمد بهجت في عموده صندوق الدنيا: يميل الرجل إلى الصداقة أكثر من الحب وهو هنا عكس المرأة ذلك لأن الصداقة معنى أوسع من الحب، وهى تتضمن شعورا يصل في بعض الأحيان إلى مرتبة الحب أو قد يزيد أحيانا.
الحياة المثالية صديق وكتاب
ويقول الكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير "الصداقة تحفة تزداد قيمتها كلما مضى عليها الزمن، وصديق جيد وحقيقى وكتاب مفيد وضمير هادئ هي الحياة المثالية.
وعبر الكاتب الكبير مصطفى أمين عن الصداقة فقال: لا تستطيع أن تشتري الأصدقاء من السوق كما تشتري علبة السجاير، إنه يجب أن تزرع الصديق وترويه وترعاه، وتتعهده حتى ينبت ويتفتح ويزهر.. عندئذ تجد بين يديك صديقا،، أنت لا تستطيع أن تمشي وحدك في الحياة، لابد أن يكون حولك أصدقاء تعتمد عليهم ويثقون بك، لست فى حاجة إلى طرزان ليحميك وإنما أنت فى حاجة إلى من تسأله النصيحة فيصدقك، من تصارحه بمتاعبك، من تبكي على كتفيه، ويخطئ من يتصور أن مهمة الصديق أن يحمل معك همومك بلا مقابل، في الصداقة لابد أن تعطي لتأخذ، أن تحمل همومه ليحمل همومك،
الصديق تصنعه الأيام والمحن
والصديق تصنعه الأيام، تدعمه المحن والخطوب، وتكبره الأزمات والأحداث، انك لا تستطيع أن تصنع صديقا فى 24 ساعة، الصديق يجب أن يوضع فى النار لتعرف إذا كان من ذهب أم من نحاس، والصديق الشيطانى كالنبات الشيطانى لا قيمة له ولا فائدة،
أما الصديق الذي يرقص في أفراحي ويهتف في مواكبي، ويشيد بي في قوتي ويقبل على في عزي، ليس صديقا إنما هو صديق الزفة، ينفض حين تنفض الزفة، ويعدو حين تتحول الزفة إلى مأتم، يظهر في الأفراح والليالي الملاح، ويختفي فى المعارك والأزمات.
وعن الصداقة أيضا يقول توفيق الحكيم إن الصداقة هي أسمى العلاقات الاجتماعية التي تقوم على أساس الود والمحبة بين الأصدقاء، وهى الوجه الآخر غير البراق للحب لكنه الوجه الذى لا يصدأ أبدا، وهناك نوعان من الأصدقاء، صديق الرخاء، وصديق الشدة، ويتساءل عما يفضله الإنسان، ذاك الذي يقف إلى جانبه وقت الشدة ويختفي وقت الرخاء، أم الذي يختفي عنه في شدته ويعرفه في الرخاء، وهناك فرق بين ما نتعلمه في الكتب، وما نتعلمه في الحياة.. أما الكتب فهي تقول لنا إن الصديق الحق هو الذي يلازمنا في الشدة ويؤازرنا، فإذا جاء الفرج ابتعد حياء، وخشية من أن يوحى إلينا بأنه ينتظر على وفائه ثمنا.. أما الحياة فهي تقول العكس، وترينا الصديق المرموق إنه ذلك الذي يختفي عنك وأنت فى شدتك، أو يشغل عنك باكتساب المغانم فى صحبة غيرك.، حتى إذا ما ابتسمت لك الدنيا وانقشع غيمك، ظهر يجري نحوك مهللا مكبرا، ومكث بجوارك الليل والنهار ملازما مؤازرا.
صديق وقت الرخاء
يقول توفيق الحكيم: سألتنى عصاى ومن الذي له الغلبة ؟ قلت: العجيب أن الغلبة لذلك الذي يعرفنا ويلازمنا وقت الرخاء ! ولعل هذا هو الطبيعي الذي لا عجب فيه، فالغلبة دائما للجرئ.. حتى وإن كانت الجرأة على معنى الصداقة ، قالت العصا: وهل يستطيع الإنسان أن يحترم صديقا من هذا الطراز ؟ أو يعتمد عليه ؟ ولكن من يدري ؟ لعل الإنسان يحب الصداقة التي تسره أكثر من الصداقة التي يحترمها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.