مَـنْ شابـه رئيسـه فمـا ظـلم!!
"الإحساس نعمة".. كما يكتبها السائقون على الميكروباص والتوك توك.. ولو كنت مكان الدكتور على عبد الرحمن، محافظ الجيزة، لتقدمت باستقالتى على الفور، واعتزلت العمل السياسى، والعمل العام.. وإذا كان عندى قطرات من اللون الأحمر، للزمت بيتى ولم أخرج منه إلا على "التربة"..!
الدكتور "عبد الرحمن" جسد المأساة التى تعيشها مصر فى ظل رئيس فاقد الإحساس عديم الرؤية، ورئيس وزراء مُغَيْب عن الوعى، لا يدرى لماذا جاء، ولا كيف يتصرف، وما هو المطلوب منه.. وكلاهما، الرئيس محمد مرسى، ورئيس وزرائه هشام قنديل، لا يشعران بحجم المسئولية الملقاة على عاتقيهما.. وبالتالى "إذا كان رب البيت بالدف ضاربا.. فما شيمة أهل البيت كلهم الرقص".
سيادة المحافظ كان فى مداخلة هاتفية على قناة "أون تى فى".. بعد وقوع حاث قطار "أرض اللواء"، وفى خلفية الشاشة كان القطار ما زال فى مكانه، والأهالى متحفظون عليه، ويعبثون به.. ويقطعون طريق السكة الحديد.. بينما المحافظ يؤكد للمذيع أن القطار وصل إلى محطة رمسيس بسلام تام، ووفقا للمعلومات التى وصلته، فإن الأمور تسير على ما يرام.. ولكن الإعلام يريد أن يشعل النار لأغراض أخرى..
وعندما قاطعه المذيع قال له إن القطار لم يبرح مكانه.. والقناة تنقل الصورة مباشرة من موقع الحدث.. هنا ثار المحافظ، واتهم القناة بعدم الحيادية، وأنها تريد أن تبعث برسالة غير مطمئة للشعب المصرى..و وو و..
بكل صراحة لم أتمالك نفسى.. وتمنيت أن يكون سيادة المحافظ أمامى لـ"أفش غِلى فيه".. فهذا الرجل أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يصلح كمحافظ أو عمدة لقرية، ولا حتى شيخ غفر.. وكبيره يسرح بعربة ترمس فى الموالد.. تماما مثل الذى اختاره لهذا المنصب.
ما قاله سيادة الدكتور المحافظ يضعه فى موضع المساءلة.. فالقناة كانت تبث مباشرة من موقع الحدث.. والفضيحة كانت بالصوت والصورة.. وسيادته بدلا من أن يلتزم الصمت، ويخجل من نفسه، ويحس على دمه، ويعتذر للقناة وللمشاهدين، ويقدم استقالته على الهواء، كجزء من تحمله المسئولية السياسية.. يريد من القناة أن تصمت كما يصمت رئيسه.. يريدها ألا تؤذى المشاهدين بمناظر الدماء، دون أن يكون عنده "دم" هو ورئيسه الذى عينه أمينا على مصالح الناس.. يطلب منها أن تنقل الصورة الوردية كما يفعل رئيسه الذى يؤمن بأن هذه الكوارث مؤامرة مدبرة للإطاحة به بعيدا عن كرسى الحكم..
باختصار.. رئيسنا ووزراؤنا ومحافظونا يريدون أن يكون الشعب مغيباً عن الواقع.. لا يرى إلا بأعينهم.. لا يصدق إلا كلامهم.. ولا يعترف إلا بتصريحاتهم.. ولا يؤمن إلا ببياناتهم وخطبهم، حتى ولو كانت تخالف الواقع.. وإلا سنكون جاحدين ناكرين للجميل، ولا نستحق الحياة معهم على كوكب واحد..!
وحسبى الله ونعم الوكيل