يوسف شاهين المخرج المشاغب.. دخل قائمة أفضل 100 فيلم بـ 12 عملا.. واجه انتقادات بسبب غموض أعماله.. اصطدم بالسلطة والرقابة والأزهر.. وتنبأ بالمستقبل في «هي فوضى»
يوسف شاهين، فنان كبير، مخرج عبقري، عرف بالمخرج المشاغب، ومجنون السينما، متعدد المواهب تميزت أعماله بالجودة وعدم التكرار، كل عمل فكرته مستقلة، أفلامه دائما مثيرة للجدل، وصلت أفلامه إلى العالمية ولقب بالمخرج العالمي، يرى أن السينما ليست للتسلية فقط وأن معهد التمثيل ليس له علاقة بالسينما ورحل في مثل هذا اليوم 27 يوليو عام 2008.
ولد يوسف جبرائيل شاهين الشهير بـ يوسف شاهين عام 1926 في الإسكندرية لأب لبناني وأم من أصول يونانية، التحق بكلية فيكتوريا حيث تلقى تعليمه، وسافر إلى الولايات المتحدة حيث أمضى عامين في دراسة فنون المسرح بمعهد باسادينا المسرحي، وعاد وهو في سن الـ23 ليخرج أول أفلامه "بابا أمين" بمساعدة المخرج الإيطالي أورفانيللى.
هي فوضى آخر أفلامه
وكان فيلمه الثاني "ابن النيل" الذي شارك به في مهرجان كان للمرة الأولى ليستمر في مشوار الإخراج السينمائي بأفلام: باب الحديد، ثم الناصر صلاح الدين عام 1963، ليقدم خلال مشواره الذي استمر أكثر من نصف قرن 37 فيلما هي علامة في السينما المصرية كان آخرها فيلم "هي فوضى" بالإضافة إلى خمسة أفلام قصيرة.
12 فيلما من أفضل افلام السينما
في استفتاء "100 سنة سينما في مصر" كان يوسف شاهين صاحب الرصيد الأكبر بين أهم مائة فيلم في تاريخنا بـ 12 فيلما، هي على الترتيب: “الأرض، باب الحديد، الناصر صلاح الدين، صراع في الوادي، إسكندرية ليه، العصفور، عودة الابن الضال، المهاجر، الاختيار، جميلة، ابن النيل، حدوتة مصرية.
ظهور في بعض الافلام
يرجع يوسف شاهين أسباب عمله بالسينما الى حب شديد منه للسينما ويقول: اتجاهي إلى السينما التي عشقتها منذ صغرى جاء لإرضاء هوايتي وكل عمل أؤديه بنجاح يسعدني سواء في التمثيل أو الإخراج، ولو أنى لم أمثل إلا مرة واحدة في فيلم "باب الحديد" وقد اختارني المنتج لهذا الدور - دور قناوى- وما عدا ذلك كان مجرد ظهور فقط في إسكندرية كمان وكمان، مشهد في حدوتة مصرية، وآخر في إسماعيل يس في الطيران، وفى لقطة خاطفة في فيلم "ابن النيل" وليس تمثيلا.
وأضاف شاهين مبررا تمثيله لأفلامه ويقول: عندما أمثل دور أخرجه في عمل من إخراجي انا سأكون أقدر الناس على فهمه، وسيكون الدور في مكانه وغير مقحم لأننى كمخرج أحدد أبعاده ومكانته في الفيلم بلا زيادة او نقصان، وتمثيلي لأدوار في أفلامي لم يتكرر سوى مرة واحدة حتى الآن فى فيلم "باب الحديد".
الذنب على السينما المتخلفة
اتهم النقاد أفلام يوسف شاهين بالفلسفة والغموض وعدم فهم العامة لها، وهو يدافع عن نفسه ويقول: عندما يختلف الناس حول فيلم من أفلامي فهذا عندي منتهى النجاح لأني استطعت أن أجعل الناس تفكر معي، وأنا لا أعامل جمهوري على أنه حجر أصم، وهذا ما يميزني عن غيري، والذنب ليس ذنبي، لكنه ذنب السينما المتخلفة في بلادنا حتى أن الجمهور المصري لم يعد يفرق بين الفن الجيد والفن الهابط، بعد أن تحول الفن إلى تجارة رخيصة، وبالرغم من ذلك ومع مرور الزمن أصبحت أفلامي أكثر جماهيرية.
منذ بداية مشواره السينمائي استخدم يوسف شاهين الموسيقى والغناء كعنصرين أساسيين في أفلامه، فتعامل مع كثير من المؤلفين والملحنين والمطربين، فقدم فريد الأطرش وشادية في فيلم "أنت حبيبى"، وفيروز والأخوين رحباني في "بياع الخواتم"، ماجدة الرومي في "عودة الابن الضال"، ولطيفة في "سكوت ح نصور" عام 2001.
اعتراض على العصفور من الرقابة
اصطدم يوسف شاهين مع السلطة ومع الرقابة حتى مع الأزهر في أفلامه حتى أن بعض أفلامه تعرضت إلى المنع داخل مصر مثل فيلم "العصفور" الذي منع عرضه بسبب تناوله أسباب نكسة 67 واتهام الحكام العرب وما زال ممنوعا حتى الآن، "المهاجر" الذي اعتبر أنه يقدم قصة نبى الله يوسف عليه السلام، "المصير" عن قصة ابن رشد حتى فيلمه الأخير "هي فوضى" الذي تنبأ قبل وقوع الأحداث بأعوام وهكذا.
سيرة ذاتية في أربعة أفلام
قدم المخرج يوسف شاهين سيرته الذاتية وحياته الشخصية منذ كان طفلا في المدرسة من خلال أربعة أفلام أطلق عليها رباعية الإسكندرية عكس فيها الحياة السياسية والاجتماعية في مصر وهى: إسكندرية ليه، حدوتة مصرية، إسكندرية كمان وكمان، إسكندرية نيويورك.
حصل الفنان يوسف شاهين على جائزة اليوبيل الذهبي في مهرجان كان عام 1977 عن فيلمه "المصير"، كما فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان قرطاج عن فيلم "الاختيار" عام 1970، وعن فيلمه "إسكندرية ليه" فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان برلين، وعلى جائزة فرانسوا شاليه عن فيلم الأخر الذي تم إنتاجه عام 1999، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1994 عن مجمل أعماله.
شاهين يدين إلى الشعب بنجاحه
تعليقا على منحه الجوائز العالمية والمحلية يقول يوسف شاهين: أنا أعشق السينما وأعشق الشغل الذي يثير فكرة، وأهدي أي جائزة حصلت عليها إلى الشعب المصري الذي سار معي وساعدني طوال ما يقرب من خمسين سنة مشي معاي خطوة خطوة كما أني لست أنا الذي نجح إنما أولا كل فريق فيلم المصير وكل الشعب اللي استحملني حتى وصلنا معا مما ملأ قلبي بالحب والدفء ودي كانت أسباب نجاح يوسف شاهين.