رئيس التحرير
عصام كامل

الصين تخزن السلع الاستراتيجية تحسبا لصراع عنيف.. تقرير لمجلة إيكونوميست البريطانية يكشف عن مخزن بكين الكبير..وسيناريوهات عودة ترامب والحرب سبب التجهيزات

اسواق الصين، فيتو
اسواق الصين، فيتو

كشفت مجلة بريطانية، فى تقرير نشرته مؤخرا، عن إقدام الصين على تخزين سلع استراتيحية تحسبا لمتغيرات دولية قادمة، فى سجل تسجل بكين لأرقام قياسية متعلقة بالواردات.

تقرير يكشف تخزين الصين لسلع استراتيجية هائلة

وقالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، أنه على مدى العقدين الماضيين، ابتلعت الصين كميات هائلة من المواد الخام، وأصبح سكانها أكبر عددا وأكثر ثراءً وبحاجة إلى المزيد من منتجات الألبان والحبوب واللحوم.

 

وتابعت المجلة فى تقريرها، على الرغم من أن اقتصاد الصين عانى في السنوات الأخيرة من سوء الإدارة السياسية وأزمة الملكية، إلا أن المسؤولين في الدولة مصممون على التحول بعيدا عن الصناعات كثيفة الاستهلاك للموارد، ذلك أن المنطق يفرض على البلاد كبح شهيتها للسلع الأساسية، وفق التقرير.

 

ورأت إيكونوميست، أن الواقع على عكس ذلك،  ففي العام الماضى سجلت واردات بكين من العديد من الموارد الأساسية أرقاما قياسية، وارتفعت وارداتها من كافة أنواع السلع الأساسية بنسبة 16% من حيث الكم. ولا تزال هذه الواردات آخذة في الارتفاع، إذ زادت بنسبة 6% في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام.

 

وحسب تقرير المجلة البريطانية، فإن الصين تخزن، على ما يبدو، السلع الأساسية باهظة الثمن، في حين يشعر صناع السياسات في بكين بالقلق إزاء التهديدات الجيوسياسية الجديدة، وليس أقلها أن رئيسا أمريكا جديدا متشددا قد يسعى إلى خنق طرق الإمداد الحيوية إلى الصين.

 

ووفق التقرير، أن هذا الخوف له ما يبرره ذلك لأن الصين تعتمد على الموارد الأجنبية، وعلى الرغم من أنها تعد مركزا لتكرير وتنقية العديد من المعادن في العالم، إلا أنها تستورد الكثير من المواد الخام حيث تتراوح احتياجاتها من 70% من البوكسيت إلى 97% من الكوبالت. كما تعتمد على وارداتها من الطاقة. ومع أنها تمتلك كميات كبيرة من الفحم، فإن مخزوناتها من أنواع الوقود الأخرى يضطرها إلى استيراد 40% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي و70% من النفط الخام.

 

وأوضحت، أن اعتماد الصين على الغذاء هو الأشد إلحاحا، فهي تستورد اليوم 85% من 125 مليون طن سنويا من فول الصويا الذي تستخدمه لإطعام 400 مليون خنزير، وتكاد تعتمد بشكل شبه كامل على المزارعين الأجانب في إنتاج القهوة وزيت النخيل وبعض منتجات الألبان.

الصين تشرع فى بناء مخزن استراتيجى من الحبوب والمعادن

وشرعت الصين في بناء مخزون "إستراتيجي" من الحبوب والمعادن المرتبطة بالدفاع في نهاية الحرب الباردة، ثم أضافت إليه في ذروة ازدهارها الاقتصادي مخزونات من النفط والمعادن الصناعية.

 

وأرجعت المجلة البريطانية، السبب في إقدام الصين على زيادة مخزوناتها من السلع والمعادن، إلى 3 أحداث أخيرة؛ أحدها أن الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب كان قد فرض، عام 2018، رسوما جمركية على واردات بلاده من الصين بقيمة 60 مليار دولار، وهذا ما أضطر بكين للدر من خلال فرض رسوم على فول الصويا الأمريكى.

مخزن بكين الاستراتيجى، فيتو

والحدث الثاني، تمثل في تفشي فيروس كورنا، الذي أدى إلى تعطيل سلاسل التوريد ورفع تكلفة المواد، وأخيرا، تسببت الحرب الروسية في أوكرانيا في تأجيج الأسعار وأظهرت أمريكا عزمها على استخدام سلاح الحظر حتى ضد أعدائها الكبار.

 

وحول احتمال عودة ترامب لمنصبه، "الذي لا يخفي رغبته في عرقلة الصين"، ما ينذر بتقييد صادرات بلاده الغذائية إلى الصين، والتي كانت قد شهدت انتعاشا بعد رحيله عن البيت الأبيض في عام 2020. ويأمل المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية في أن تحذو دول كبيرة منتجة للمواد الغذائية، مثل البرازيل والأرجنتين، حذو الولايات المتحدة.

 

وكما تقول إيكونوميست، ويبدو أن الصين، تعد نفسها لمواجهة بيئة أكثر عدائية، من خلال زيادة مرافق بنياتها التحتية اللازمة لتخزين الإمدادات، ورفع قدراتها التخزينية من النفط الخام من 1.7 مليار برميل في عام 2020، إلى ملياري برميل.

اقرأ أيضا: 

الدول الأكثر استيرادا للفراولة المجمدة من مصر خلال 2023

وتوخيا لمزيد من الحذر، توقف خبراء الإحصاءات الصينيون عن نشر بيانات حول مخزونات العديد من السلع الأساسية.

الصين تخفى المعادن والوقود استعدادا لصراع عنيف 

وتري المجلة، أن الأمر الأكثر إثارة للدهشة، يكمن في الجهود التي تبذلها الصين لإخفاء المعادن والوقود، ونقلت عن توم برايس من بنك "بانروم ليبروم" الاستثماري البريطاني أنه اكتشف، من خلال تقديراته لمخزونات الصين من النحاس والنيكل والعديد من المعادن الأخرى التي كان من الممكن أن تستهلكها بشكل موثوق ومقارنتها بإجمالي العرض، أن تراكم تلك المخزونات -منذ عام 2018- كان كافيا لتغطية ما بين 35% إلى 133%، على الأقل، من احتياجاتها السنوية، حسب السلعة.

 

وفي الوقت نفسه، ارتفعت مخزونات النفط الخام بمتوسط 900 ألف برميل يوميا منذ بداية العام، وفقا لتقديرات شركة "رابيدان إنرجي" لاستشارات الطاقة، وبمعدلات ملء تقدر بنحو 1.5 مليون برميل في اليوم في يونيو/حزيران، وهي تعد الأسرع خلال العام. وأوشكت الصين على الاقتراب من تخزين 1.3 مليار برميل، وهو ما يكفي لتغطية احتياجاتها من وارداتها النفطية لمدة 115 يوما بالمقارنة مع 800 مليون برميل تحتفظ بها الولايات المتحدة.

 

وبينت، إن الإمدادات التي تسعى الصين للحصول عليها هي بالضبط تلك التي تحتاجها للصمود في صراع طويل الأمد، ربما أثناء حصارها لتايوان.

 

ونسبت مجلة إيكونوميست، إلى المحلل السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، جابرييل كولينز، القول: "بإضافة هذا إلى الحشد العسكري الصيني، فإن ذلك يثير قلقا بالغا".

 

وتقول المجلة إن الرأي الأرجح هو أن لجوء الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى تخزين تلك الموارد يوحي بأنه "إجراء دفاعي" طالما أنه لم يرق حتى الآن إلى المستوى الذي يجعله في مأمن إذا نشب صراع عسكري عنيف.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية