رئيس التحرير
عصام كامل

النصر لنا


في ليلة فض اعتصامي رابعة والنهضة، زارت السفيرة الأمريكية آن باترسون قيادات الإخوان في منطقة رابعة.. وصباحا وأثناء فض الاعتصام في رابعة بعد فض اعتصام النهضة كان د. سليم العوا يزور السفيرة في منزلها.. وظهرا انتقد البتاجون الأمريكي عملية فض الاعتصامات المسلحة للإخوان، ثم توالت انتقادات واشنطن وعدد من العواصم الأوربية كان أكثرها حدة فرنسا هذه المرة وليس بريطانيا كما تعودناها على التحاقها بواشنطن أو ألمانيا كما حدث في أعقاب ٣٠ يونيو.. وعصرا أعلن د. البرادعي استقالته من منصبه كنائب للرئيس احتجاجا على فض الاعتصام بالقوة في ذات التوقيت الذي ناشد فيه القرضاوي أوربا وأمريكا بالتدخل لإنقاذ الإخوان، والذي دعا فيه أردوغان طرح أمر ما حدث في مصر على مجلس الأمن.


كل ذلك حدث، والإخوان انطلقوا في القاهرة الكبري وعدد من المحافظات يدمرون ويخربون ويحرقون ويروعون المصريين ويقتلون ويعذبون من تطوله أيديهم ويمثلون بجثث من يقتلون، أو يحرقون البلد كما ظلوا يهددونا منذ عامين.. إما أن يحكموننا بالقوة ورغما عنا وإما أن يحرقوا بلدنا، ولا أقول بلدهم، لأنهم طوال عمر جماعته لا يشعرون بانتماء حقيقي لهذا البلد، ولا ينظرون إليها إلا كقطعة في مساحة إمبراطورية كبيرة هي إمبراطورية الخلافة الإسلامية.

وهذا ليس له سوي معني واحد فقط، هو أننا نخوض حربا شاملة.. حربا واسعة، تشارك فيها قوي عالمية وقوي داخلية وشخصيات حاولت خداعنا وأوهمتنا أنها فجرت ثورتنا وحريصة على إتمامها.. حربنا ليست فقط مع الإخوان وحدهم أو حتي حلفاؤهم من الجماعات الإرهابية التي تسمي نفسها زوا إسلامية.. إنما حربنا أيضا مع أمريكا وكل رجالها في مصر وأيضا كل من يراعون مصلحة أمريكا قبل مصلحة مصر.

وحتي الآن، ورغم ضخامة الثمن الذي دفعناه منذ حققنا نصرا تكتيكيا مهما بإزاحة حكم الإخوان وافتضاح إرهابهم.. لكننا نحتاج لأكبر قدر من الصمود حتي يتحول نصرنا إلى نصر ستراتيجي ببناء دولتنا العصرية الديمقراطية القادرة على صيانة أمنها القومي والتي يسودها العدل.
الجريدة الرسمية