الصحافة الأجنبية تقع في "فخ الربيع العربى".. صحف أمريكا تنقسم حول الموقف من فض اعتصامات "الإخوان".. والصحف البريطانية تلتزم بدعم "المعزول وجماعته".."نيويورك تايمز": مصر كان يحكمها "ديكتاتور"
احتل الشأن المصري افتتاحية العديد من الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الخميس.
من جانبها اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الأوضاع في البلدان التي شهدت ما يعرف بثورات الربيع العربي باتت اليوم في وضع سيئ لا تحسد عليه.
وقالت الصحيفة في تقرير لها بعددها الصادر صباح اليوم - الخميس- "في ليبيا الشوارع امتلأت بالميليشيات المسلحة التي أسقطت الديكتاتور وفي سوريا تحولت الانتفاضة الشعبية إلى حرب أهلية خلفت أكثر من مائة ألف قتيل وأصبحت البلاد ملاذًا للمتطرفين وفي تونس تتزايد الانقسامات السياسية في ظل تأخر صياغة دستور جديد.
وأكملت - في التقرير ذاته- قائلة " والآن في مصر، التي غالبًا ما تعتبر السباقة في العالم العربي، بعد فض اعتصامات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي مما أسفر عن مقتل المئات من مؤيديه، أعلنت حالة الطوارئ وتفاقم الاستقطاب في البلاد.
ورأت الصحيفة الأمريكية أنه في السنوات الثلاث الماضية منذ اندلاع انتفاضات الربيع العربي، اتضح أن تغيير الوضع القديم في المنطقة التي كان يهيمن عليها حكام ديكتاتوريون تعرض للتلف في الأساس، وهو ما ظهر جليا يوم الأربعاء في مصر.
وقالت "إن معظم البلاد التي شهدت انتفاضات في نضالات مريرة، إما بسبب صراع بين قوى المعركة السياسية على قواعد المشاركة، أو العلاقة بين الجيش والحكومة، أو دور الدين في الحياة العامة، وفي نواح كثيرة، كشف الربيع العربي عن تفاقم الانقسامات بين العلمانيين والإسلاميين وبين الطوائف الدينية المختلفة".
ففي تونس، مهد الثورات يوجد حزب إسلامي معتدل الآن في السلطة لكنه غير قادر على بناء توافق في الآراء كاف لصياغة دستور جديد، وتم اغتيال زعماء المعارضة، وفي الخليج العربي خاصة البحرين النظام الملكي السني الحاكم فشل في إسكات المعارضة وهي الغالبية الشيعية في البلاد من خلال سحقها.
أما صحيفة "يو إس توداي" الأمريكية فقد اعتبرت أن أفضل طريقة للعودة إلى المسار الصحيح في مصر هو التحرك الدولي ليشمل جميع الفصائل في العملية السياسية.
وقالت الصحيفة، إن الأوضاع في مصر كانت تشير إلى أن البلاد ليست في طريقها إلى الديمقراطية، حيث وصلت جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم بعد الفوز في أول انتخابات ديمقراطية في البلاد، لكنها حاولت فرض أجندة إسلامية عدوانية.
واستطردت "السؤال هل ما حدث سيجعل البلاد تنجر إلى حرب أهلية ؟ فالزعيم الأبرز للمعارضة، والحائز على جائزة نوبل للسلام محمد البرادعي، استقال من منصب نائب الرئيس بعد الهجوم، أما جماعة الإخوان، في الوقت نفسه، سيكون من الصعب الحفاظ على التزامها بعدم اللجوء إلى العنف إذا ما تُركت بدون المسار السلمي إلى السلطة السياسية.
وأكدت الصحيفة أن أفضل أمل هو التحرك الدولي لدفع تقدم الإخوان في العملية السياسية، بسبب وجود مصلحة مشتركة مع الإخوان وهو أمر غريب، في الواقع، ولكن إذا لم يتم إشراك الإسلاميين في السلطة من خلال الوسائل السلمية والديمقراطية، ستختار بالتأكيد العنف، وهو ما سيكون له عواقب لا أحد يستطيع التكهن بنتائجها.
في السياق ذاته قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن ما حدث أمس في مصر من فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي من قبل قوات الأمن المصرية، يذكرنا بميدان تيانانمين الصيني.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما حدث أمس من قبل السلطات المصرية، قامت به الحكومة الصينية في عام 1989 بميدان تيانانمين، وأن الشوارع المحيطة بميدان رابعة العدوية في القاهرة تحولت لتصبح تيانانمين المصرية.
وادعت الصحيفة أن أحداث أمس تمثل نقطة اللاعودة، وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ وفرض حظر التجول لكي تمنع اندلاع الاشتباكات وأعمال العنف في محافظات مصر المختلفة التي شهدت أمس أحداثًا دامية وهدر دم أكثر من 300 قتيل وإصابة أكثر من 2000 شخص.
ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي قائد الجيش يصر على عدم عودة الإسلاميين إلى المشهد السياسي في مصر، وبذلك أعلن الحرب على أكبر فصيل سياسي في البلاد.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اهتمت بتسليط الضوء على الوضع المصري والاشتباكات التي دارت أمس الأربعاء، بين قوات الأمن ومعتصمي أنصار الجماعة الإرهابية، مؤكدة أن قوات الأمن المصرية تصرفت بأقصى درجات ضبط النفس بعد ستة أسابيع من الاعتصامات غير المصرح بها من قبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.
ونقلت الصحيفة عن وزير الداخلية تصريحه بأن أنصار الجماعة الإرهابية اقتحموا في وقت لاحق العديد من المقار في جميع أنحاء البلاد واعتدوا على ما يصل إلى سبع كنائس اشتعلت فيها النيران.
ورأت الصحيفة أن هجمات أنصار "مرسي" تعكس الهجمات الطائفية والغضب الإسلامي على الدعم القوى للجيش الذي أبداه العديد من الأقلية المسيحية في مصر.
أما صحيفة "لوموند" الفرنسية فقد أشارت إلى قيام قصر الإليزيه الرئاسي باستدعاء السفير المصري في باريس للمطالبة بإلغاء حالة الطوارئ ووقف الاضطهادات.
وأشارت إلى أن الرئاسة الفرنسية ستدعو السلطات المصرية إلى استئناف العملية السياسية وإجراء انتخابات حرة في عام 2014 المقبل.
وكانت الرئاسة المصرية أعلنت الأربعاء عن فرض حالة الطوارئ في مصر لمدة شهر واحد في أعقاب اشتباكات عنيفة تلت فض قوات الأمن اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة.