رئيس التحرير
عصام كامل

23 يوليو 1952.. كيف قامت أهم ثورة في تاريخ مصر.. تفاصيل الساعات الأولى وكواليس بيان السادات.. وقصة تنظيم الضباط الأحرار

اللواء نجيب والقائد
اللواء نجيب والقائد عبد الناصر، فيتو

ثورة 23 يوليو 1952 من أهم الثورات في تاريخ مصر الحديث بقيامها تحول نظام الحكم في مصر من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري ووضعت حدا لنهاية حكم الأسرة العلوية بعد أن ساد الفساد في الحكم وتدهورت الأحوال المعيشية للشعب المصري الذي عان من الظلم والقهر سنوات طويلة.

وتحدد وقت إعلان ثورة 23 يوليو ليلة 23 يوليو 1952 حيث تم الاتفاق على أن يتلو بيان الثورة بالإذاعة البكباشي أنور السادات الذي ذهب بالفعل إلى الإذاعة في السادسة والربع صباح 23 يوليو، وأجرى بعض التغييرات فى مواعيد برامج الإذاعة.

 وبعدها دخل السادات الاستوديو لإذاعة بيان ثورة يوليو عقب المارش العسكري الذي يعقب افتتاح المحطة وفقرة القرآن الكريم، وفي السابعة والنصف أذاع بيان الثورة دون ان يذكر اسمه ولكن بتوقيع اللواء محمد نجيب.

السادات يذيع بيان ثورة 23 يوليو 

وجاء نص بيان ثورة 23 يوليو الذى كتبه جمال حماد الذي عرف فيما بعد بمؤرخ الثورة: "اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير في الجيش، وتسبب المرتشون المغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين، وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمره إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها، وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم، ولا بد من أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب، أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين، فهؤلاء لن ينالهم ضرر، وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب".

الرئيس جمال عبد الناصر قائد مجموعة الضباط الأحرار 

وترجع بدايات ثورة 23 يوليو للقضاء على الفساد وعلى الملكية والاستعمار الى ماحدث فى حادث 4 فبراير 1942 حين حاصر الإنجليز القصر لإجبار الملك على عودة وزارة النحاس باشا بعدها فقد الملك شعبيته وأصبح لا مبالي بمصالح الشعب وغرق في ملذاته وشهواته حتى أنه قام بطلاق زوجته الملكة فريدة التى احبها الشعب.

جرائم جماعة الإخوان المسلمين 

وبدأ نشاط جماعة الإخوان المسلمين وبدأوا مؤامراتهم وتورطهم في عمليات اغتيال القاضي الخازندار ورئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي ومحاولة اغتيال النحاس نفسه أكثر من مرة.

هزيمة الجيش فى فلسطين 

وجاء هزيمة الجيش في فلسطين والاسلحة الفاسدة واقامة دولة لليهود فيها وما حدث من فساد الأسلحة واستشهاد الضباط جاءت فكرة تشكيل مجموعة الضباط الأحرار واختاروا اللواء محمد نجيب رئيسا لهم، وبدأ الإعداد للاطاحة بالملك وأعوانه مما أثار الحماس الثوري لدى أفراد الشعب.

الرئيس محمد نجيب يتوسط مجلس قيادة الثورة 

وجاء حريق القاهرة فى يناير 1952 وما صاحبه من حرائق ودمار قيل إن الملك هو المتورط فيه وقيل الإنجليز والوفد والاخوان المسلمين وما زال مدبر حريق القاهرة مجهولا حتى اليوم.
وفى انتخابات نادى الضباط نجح اللواء محمد نجيب رئيسا للنادى مما لم يعجب الملك ورفض اعتماده خاصة وان له شعبية وحب كبير بين الضباط فى الجيش وخوفا من سيطرته على الجيش.

مجموعة الضباط الاحرار 

وعن حركة الضباط الأحرار التي قادت ثورة 23 يوليو قال عبد الناصر: إن حركة الجيش مرت بثلاث مراحل الأولى من 1942 بمناسبة إهدار كرامة المواطن في حادث 4 فبراير، حتى 1945 والمرحلة الثانية كانت خلال 1945 حتى مايو 1948 بدأ فيها الحركة تأخذ شكلًا منظمًا وأصبحنا مجموعة كبيرة وكان الدرس أمامنا أن المستعمر استطاع أن يقضي على ثورة 1919 لأننا لم نُعنَ بالجبهة الداخلية، ثم كانت المرحلة الثالثة وهي التي بدأت عام 1948 حتى عام 1952 وهي مرحلة القضاء على أعوان الاستعمار لكن بدأت فيها مشكلة فلسطين وسارع الضباط الأحرار لنجدة إخوانهم العرب وكان الزميل كمال الدين حسين من أول المتطوعين ترك أهله وبيته وذهب ليحارب في فلسطين، وبدأت الخيانة تظهر ورائحة الفساد تفوح ولكن بدأت النفوس تتحد بعد أن جمعتها الآلام وعدنا من فلسطين نجمع صفوفنا بعد أن قُتِلَ منا الكثير كحركة للضباط الأحرار.

واستكمل البكباشي جمال عبد الناصر قوله: تعددت لقاءات مجموعة الضباط الأحرار في منازل متعددة وانتقلنا إلى القاهرة وقررنا الخروج بالحركة إلى نطاق واسع ووضعنا العيون في كل مكان لجمع المعلومات وأحضرنا آلة رونيوم لطبع المنشورات جمعنا ثمنها فيما بيننا ووضعناها في منزل البكباشي حمدي عبيد الذي انتقل إلى حي غير معروف بالجيزة واستمرت الماكينة في منزله حتى حركة الجيش ليلة 23 يوليو وقمت أنا وعبد الحكيم عامر وخالد محيي الدين وصلاح سالم وكمال الدين حسين بتوزيع المنشورات على صناديق البريد وفروع الوحدات والأسلحة المختلفة وكنا نأخذ الورق والحبر من الجيش. 

ماحدث ليلة الثورة 

ويحكى الرئيس عبد الناصر ما حدث ليلة ثورة 23 يوليو فيقول: لو كنا حسبنا العملية بالورقة والقلم كنا سنجد أن النجاح احتماله ضعيف للغاية، ولكن كان كل واحد من الضباط الأحرار وكل واحد من الناس الذين شاركوا في الثورة في هذه الأيام، كان يقول إذا لم نستطع النجاح في القضاء على هذا الظلم والاستعباد فليس أقل من أن نضحي لنثبت للأجيال القادمة أن الجيل الذي كان يعيش عام 1952 لم يرض السكوت لكنه قام وقاتل حتى استشهد.

عبد الناصر يحيى الجماهير 

وأضاف عبد الناصر: ومن هنا عاهدنا الله وأنفسنا وكنا قلة من الضباط على القضاء على المستعمر وأعوانه من الخونة وجميع مظاهر الاستعمار، فرأينا أنه لا يمكن القضاء على الاستعمار إلا بعد القضاء على أعوانه في الجبهة الداخلية لأنه في هذه الحالة سيترنح الاستعمار ويسقط في مصر فاهتممنا بتقوية الجبهة الداخلية وبدأنا بالجيش، وفي يوم 23 يوليو اجتمعت اللجنة التأسيسية في منزل خالد محيي الدين وصدرت الأوامر بالتنفيذ في الساعة الخامسة صباحًا، وخرج أفراد اللجنة التأسيسية للتنفيذ.. وكانت الثورة.

 ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو" ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية