بعد الضربات الأخيرة على تل أبيب.. رحلة أسلحة الحوثي وسر تطور قدراتهم العسكرية.. وخبير يكشف سيناريوهات الرد
منذ أول أمس وجماعة الحوثي في اليمن أعلنت أنها استهدفت تل أبيب بطائرة مسيرة قادرة على التخفي عن الرادار، وأسفر الهجوم عن تفجير أحد المباني، وقتل شخص واحد مع وقوع عدد من الإصابات.
وعلى الجهة الأخرى، توعدت إسرائيل بالرد على الضربة، مؤكدة أنها لا تستبعد قصف أهداف داخل اليمن، وهو ما حدث بالفعل بعد ساعات قليلة من ضربات متبادلة بين الطرفين.
مسيَّرة قادرة على تجاوز الرادارات
وبدوره، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع: إن سلاح الجو المسير للجماعة "استهدف تل أبيب بمسيرة جديدة من طراز "يافا"، قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية، ولا تستطيع الرادارات اكتشافها".
وبعد شن هذه الضربات المتبادلة بات التساؤل بشأن قدرات جماعة الحوثي العسكرية في اليمن وسر احتفاظها بها لشن هجمات متواصلة.
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن السر وراء احتفاظ جماعة الحوثي في اليمن بقدراتها العسكرية من الأسلحة والمعدات الكافية لشن هجمات متواصلة.
وبحسب تقرير للصحيفة الأمريكية، فإنه تمكنت الجماعة من إيجاد طرق جديدة لجلب المعدات التي تحتاج إليها من إيران، كما قال مسؤولون غربيون وحوثيون.
جلب الأسلحة عبر طرق جديدة عبر جيبوتي
وقال المسؤلون: إن جماعة الحوثي، بدلا من جلب الأسلحة مباشرة من إيران، وجدت طرقا جديدة عبر جيبوتي الواقعة شرقي إفريقيا.
وأوضحت أن الأسلحة تنتقل من الموانئ الإيرانية إلى السفن التي تنطلق نحو جيبوتي، قبل تحركها إلى اليمن.
كما يستخدم الحوثيون لبنان كمركز لشراء قطع غيار الطائرات المسيرة، التي تأتي من الصين.
رحلة الأسلحة الإيرانية
وتنطلق من إيران إلى جيبوتي ثم إلى اليمن، بينما تتدفق قطع غيار الطائرات من دون طيار من الصين إلى لبنان ومنها إلى اليمن أيضا، لتمر ترسانة الحوثي برحلة عبر 4 دول تنتهي في اليمن.
وتجتمع تلك المعدات في يد الحوثيين، مشكّلة ترسانة الجماعة التي تستهدف بها السفن في البحر الأحمر منذ أشهر.
وفي المقابل، توجه الولايات المتحدة مع بريطانيا منذ أشهر ضربات على الحوثيين، في محاولة لوقف هجمات الجماعة اليمنية المرتبطة بإيران، على السفن.
ومن جانبه، قال اللواء محمد عبد الواحد، الخبير العسكري: أتخيل أنه على الرغم من استهداف تل أبيب وهي العاصمة الإدارية والاقتصادية ومركز الحكم في تل أبيب، وعلى الرغم من الضرب في ميناء الحديدة، إلا أننا مازلنا في قواعد الاشتباك القديمة، التي ربما تطورت إلى حد ما لكن كل طرف ملتزم بعدم التصعيد وفقا لقواعد الاشتباك.
فرض قواعد اشتباك جديدة
وربما يتم فرض قواعد اشتباك جديدة لكن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وإيران لا يريدون توسيع الصراع خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد توسيع الصراع في المنطقة ليشمل مناطق كثيرة، يؤثر على مصالحها فهي تريد استمرار التوتر في المنطقة ولكن ليس فوضى.
وأشار إلى إمكانية الرد بأن كل التسليح الموجود لدى الحوثي الآن هو تسليح إيراني وتكنولوجيا وخبراء إيرانيين والعراق وحزب الله اللبناني، لذا فلابد من التأكيد أن الجميع متفق في هذا السياق، وبالتالي الحوثي متفق مع الأهداف الإيرانية وتحرك وفقا للاستراتيجية الإيرانية الأكبر.
وأشار إلى أن ضرباته ربما تكون بسيطة مقارنة بإسرائيل لكنها مؤثرة إلى حد كبير، فمنذ بدء الصراع في السابع من أكتوبر، ونحن نعلم أن أكثر جبهة مؤثرة للغاية هي اليمن لأن ضربات الحوثي بأسلحة رخيصة لكن مؤثرة على حركة الملاحة الدولية وسلاسل الإمداد في العالم، وضربات في العمق الإسرائيلي مثل ضربة أمس التي أسفرت عن كوارث مادية واقتصادية واستثمارية في تل أبيب، وبالتالي فهي ضربات مؤثرة.
وعن التنسيق الأمريكي البريطاني هو رسالة لإيران، فهل يمكن لطهران أن تفرض دورها الان في منع التصعيد علي الجبهة من اليمن ؟
إيران تعلم نقاط الضعف الأمريكية
قال عبدالواحد: إن إيران هي الأخرى لم تصعِّد على المستوى المباشر، ولكن ربما يكون التصعيد من خلال أذرعها المسلحة بمعنى فرض قواعد اشتباك جديدة أيضا، ولكن ليست بهذه الخطورة، فإيران تعلم تماما نقاط الضعف الأمريكية وتعلم أن الولايات المتحدة الامريكية تريد أن تتواجد في هذه المنطقة، وبالتالي من الأفضل أن يبقى الحوثي كما هو.
وأشار إلى أن أمريكا أكثر دولة تريد الحفاظ على الحوثي وعلى سلامته في هذه للمنطقة لأنه يعطي لها شرعية التواجد والسيطرة جيوسياسيا علي هذه المنطقة، فهي تقلل من الطموح الصيني من الاستثمارات الضخمة في المنطقة، وبالتالي تصبح المنطقة في حالة عدم استقرار دون الدخول في فوضى، ويقوض مشاريع الصين في هذه المنطقة المتعلقة بالحزام والطريق.
وكذلك التقليل من التواجد الروسي في المنطقة لا سيما وأن هناك حديثا عن قواعد عسكرية روسية في منطقة السودان أمام الساحل السوداني، ويريد ايضا أن يقلل التواجد والدعم الإيراني، إذن من مصلحتها تواجد الحوثي كما هو وتدير الصراع كما تريد وتوظفه وفقا لمصالحها، فهي غير متضررة بضرب الملاحة التجارية في البحر الأحمر، فالمتضرر الرئيسي الصين التي تصدر وتستورد من البحر الأحمر بحوالي 400 مليار دولار، الاتحاد الأوروبي هو الخاسر الثاني لأن وصول النفط يعتمد عليه بشكل مباشر بعد الحرب الروسي الأوكرانية، وهذا ما يدفع أمريكا لبيع النفط للاتحاد الأوروبي بأسعار مبالغ فيها بسبب التوترات الدوليه وكونها المستفيد الوحيد من حالة عدم الاستقرار في هذه المنطقة، وإيران تعلم ذلك جيدا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.