مدير مجمع الفنون: هذه حقيقة إتلاف لوحات الفنان محمود سعيد.. والدعاية السلبية حققت رواجا كبيرا للمعرض
على ضفاف نهر النيل، وتحديدا في حي الزمالك الراقي، يحتفي قطاع الفنون التشكيلية بالفنان الرائد محمود سعيد، وذلك بمناسبة مرور 60 عاما على رحيله، حيث افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة مؤخرا معرض “في صحبة محمود سعيد” بمجمع الفنون “قصر عائشة فهمي”، ليضم روائع ما صنعته يد الفنان الراحل من إبداعات ورؤى لا تُنسى مع مرور الأعوام.
المعرض يضم 40 عملًا من روائع "محمود سعيد"، إضافة إلى 75 عملًا لكل من أصدقائه المبدعين، حيث جذب الجمهور واعتبر بمثابة رحلة في زمن فات ينهل منه شباب الفنانين ويستمتع به رواد وزوار المعرض.
وأجرت "فيتو" حوارًا مع الدكتور علي سعيد مدير مجمع الفنون “قصر عائشة فهمي” بالزمالك، حول تفاصيل المعرض، والإعداد له، وكذلك تطرق الحوار الرد على شائعات إتلاف عدد من اللوحات، والخطط المستقبلية لمجمع الفنون، وجاء نص الحوار كالتالي:
** ما هي خطوات الإعداد لمعرض في صحبة محمود سعيد وكم من الوقت استغرق ذلك؟
- استغرق المعرض شهورا عديدة تكاد تصل إلى سنة كاملة، في البداية كانت الفكرة هي إلقاء الضوء على الفنانين الأجانب الذين ساهموا في تكوين ونشأة فن مصر الحديث، ولكن لكثرة عددهم وتعدد مجلاتهم الفنية ما بين نحت وتصوير وطباعة، كان من المهم أن نعي أن حدوث ذلك سيكون تبعًا وإننا لن نستطيع إبرازهم جميعًا.
وفي نفس التوقيت في هذا العام تحل ذكري وفاة الفنان محمود سعيد الـ 60، لذلك كان من الضروري ألا يمر هذا التاريخ بدون إقامة عرض كبير للفنان الكبير، ومن هنا أتت الفكرة بدمج الفكرتين بالتشاور مع حسام رشوان الباحث والمؤرخ في مجال الفن الحديث، واستطعنا الوصول لـ 14 فنانا، كانت تجمعهم به علاقات مختلفة فمنهم من تتلمذ على أيديهم والبعض الآخر من أصدقائه.
البحث والإعداد لهذا المعرض هو ما استغرق كل هذا الوقت، فبرغم وجود سيرة ذاتية ووثائق عديدة لمحمود سعيد إلا أن بعض اصدقائه كانت المعلومات عنه تكاد تكون معدومة، الأمر الذي استدعى البحث والتدقيق واللجوء لترجمات من لغات مختلفة.
** كيف تم اختيار الأعمال التي عرضت بمعرض “في صحبة محمود سعيد”؟
- لحساسية أعمال محمود سعيد، وبسبب قيمتها المادية المرتفعة للغاية وللتأكد من أصلية اللوحات، لم يكن من المستحب أن تعرض لوحات مملوكة لأفراد، تمت الاستعانة بمتحفه في الإسكندرية وتم إحضار 40 عملا، والذي كانت فرصة جيدًا لمحبي والمهتمين بأعمال محمود سعيد من القاهرة أن يروا الأعمال في الواقع لأول مرة.
أما لوحات أصدقائه من الأجانب فكانت لوحات مخزنة تعرض لأول مرة حصريًا في معرض "في صحبة محمود سعيد"، وهي من مقتنيات متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية والجزيرة بالقاهرة، ومحمود خليل.
** بذكر نقل الأعمال من متحف لآخر، كان قد انتشرت بعض الشائعات حول "تلف" بعض اللوحات، وكذلك بشأن تغيير الإطارات لها حتى أنه كانت هناك مطالبات بإلغاء المعرض، ما ردك؟
- لكي يتم نقل لوحة واحدة من معرض تتم عملية معقدة جدًا للتأكد من سلامة اللوحات في رحلتها وحتى وصولها لمكان العرض وكذلك عودتها للمتحف الأصلي، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة لاستخراج قرار وزاري وعمل بصمة للأعمال للتأكد من عدم تبديلها من قبل الإدارة العامة للترميم وكذلك عن طريق المباحث الجنائية ويتم نقل الأعمال بالتعاون مع شرطة السياحة والآثار.
والشائعات التي تم تداولها ليس لها أي أساس من الصحة، فأثيرت أكثر من نقطة في هذه الأخبار الكاذبة التي انتشرت قبل بدء المعرض، أولا هي تغيير الإطارات، ونؤكد على أن إطارات لوحات محمود سعيد على حالها منذ أن تحصلت عليها الدولة، بالإضافة لذلك حضر بالمعرض جميع أمناء المتاحف الذين تقع اللوحات في عهدتهم، وأقروا جميعًا أن "البراويز" لم تبدل نهائيا.
النقطة الثانية، وهي تأطير بعض الأعمال.. الأعمال التي تم وضعها في إطارات ليست من أعمال محمود سعيد وأنما مجموعة من أصدقائه، وبالتحديد الفنانة "كليا بدارو" و"بول ريتشارد"، حيث كانوا عبارة عن قطع من "الأبلكاش" بدون إطار، والذي وضعنا أمام خيارين؛ إما عدم عرضها نهائيًا أو تأطيرها لأنه من المستحيل عرض لوحة بدون إطار.
النقطة الثالثة، هي إتلاف إحدى لوحات الفنان محمود سعيد، استخدام لفظ “إتلاف” تجعل الشخص يعتقد أن هذا حدث ويشك أنه متعمد، ولكن الحقيقة أنه كان خطأ بشريًّا طفيفًا أحدث ثقبًا صغيرًا للغاية لا يتعدى الـ 2 مللي، والذي تم ترميمه في غضون ساعات قليلة لتعود اللوحة بشكلها الأصلي مرة أخرى.
وعندما انتشرت الشائعات، حرص وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والذي كان قد استلم المنصب وقتها منذ أيام معدودة فقط، وتم تقديم تقرير مصور عن الوقعة ليقر أنه لا يوجد أي شيء يستدعي القلق وتم افتتاح المعرض وسط حضور جماهيري كبير جدًا ومازال حتى الآن يستقبل الزوار واللوحات التي تم بروزتها موجودة واللوحة التي تعرضت لإصابة كذلك موجودة يستطيع الجمهور الحضور للمعرض والاطمئنان عليها في إي وقت.
ولكن على الجانب الإيجابي، فقد كانت هذه الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي وانتشارها الواسع هي أكبر دعاية حدثت للمعرض، فهي دعاية لم نكن لنحلم بربعها لمعرض في صحبة محمود سعيد.
** ما هي ردود فعل الجمهور على المعرض وأبرز الفئات التي حرصت على الحضور؟
- في الافتتاح كان الجمهور كبيرا جدًا، بالذات بعد الدعاية السلبية التي تلقاها المعرض، ولكن لا يمكن حصر الحضور في فئة معينة، فقد حرص عدد ضخم من المتخصصين وغير المتخصصين على الحضور، سواء الشباب أو كبار السن، وكذلك الأجانب من ذكور ونساء وأطفال.
** ما هي الإضافات الجديدة في معرض "في صحبة محمود سعيد"؟
- أهم إضافة جديدة في معرض "في صحبة محمود سعيد" هي توافر المعلومة المصاحبة للصورة، حيث وفرنا بجانب كل لوحة جميع التفاصيل عن العمل التي قد يحتاج الشخص معرفتها على غير العادة حيث عادةً ما يضاف فقط اسم اللوحة وحجمها والفنان فقط.
** ما هي خطة مجمع الفنون (قصر عائشة فهمي) خلال الفترة القادمة؟
- نحضِّر حاليًا لمعرض الجماعات الفنية التي كانت موجودة في مصر، بداية من جماعة الخيال، وهي أول جماعة فنية في تاريخ الحركة الفنية بمصر وحتى الجماعات الحديثة، فتدور فكرة المعرض القادم عن الجماعات الفنية في مصر وظروف تواجدها سواء اجتماعية أو سياسية.
ونحن حاليًا في مرحلة جمع المعلومات والأبحاث حول موضوع المعرض، فقد جمعنا جميع الكتب التي تحدثت عن هذا الموضوع من لغات أجنبية وعربية وحتى المقتطفات من المجلات، والتحدث مع الفنانين الذي مازالوا على قيد الحياة وانضموا لجماعات فنية، ليكون لدينا صورة كاملة عن الشكل القادم للمعرض.
ومن المقرر أن يقام المعرض في الفترة بين شهري نوفمبر أو ديسمبر، لم يحدد الموعد بالتحديد ولكن غالبًا سيكون في هذا الوقت.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
