فض اعتصام رابعة
لاشك أن ما حدث من فض اعتصامى رابعة والنهضة، كان من الإجراءات التي راعى فيها الجيش خلال الفترة السابقة ضبط النفس، إلى الدرجة التي استشعر فيها الناس أن الإخوان يقتنعون أن هذا الانتظار لا يمثل إلا وهنا واضحا، وأن هذه الجماعة استشعرت أيضا بقوة وهمية وأنها أصبحت فوق القانون وهي كيان أصبح دولة مستقلة داخل مصر.
إلا أن ذلك لا يمكن أن يستمر بأى حال من الأحوال، فانتظار الجيش وتأخيره لفض الاعتصام ليس ضعفا وإنما رجاحة عقل وفكر، إذ أن التدخل الجراحى لاستئصال الخلايا السرطانية لا يتم إلا بعد أن يتم علاج الجسم فترة ليست بقصيرة، لأن الواقع أن الخلايا السرطانية عند التدخل الجراحى السريع تنتشر في الجسم كله وتعرض حياه الجسم كله للخطر.
الكل كان يتوقع أن تحدث مشكلات وأن تتم مهاجمة المراكز الحيوية في الدولة، كما تهاجم الخلايا السرطانية في الجسم الأجهزة الرئيسية، وكنا نتوقع أن يتم رد فعل عدوانى كما رأيناه بالأمس ولكن ليس بهذه الضراوة التي جعلت مؤيدى المعزول يهاجمون الكنائس، وكأن دور العبادة التي أمرنا أن نحافظ عليها أصبحت أهدافا حربية وأن ذلك سيدمر الأخضر واليابس وأن دخول البلاد في الفتن الطائفية هو أملهم الوحيد في تحقيق الفوضى.
لا يمكن لجماعة لطخت أيديها بالدماء، أن تنتظر منها إلا الدماء وأن ما كنا نخافه يوم ظهور نتيجة انتخاب المعزول مرسي حدث اليوم ولكن تأخر قليلا وأخذ من عمر مصر زمنا طويلا، عانى فيه الشعب من حكم يدعم الإرهاب ويشجعه ويعين المحافظين قاتلى السياح ويبيع أرض مصر ويصدر صكوكا لبيع قناة السويس ويمنع خيرات مصر عن المصريين ويدعم التهريب عبر الأنفاق ويدعم الإرهابيين ضد الجيش ويجهز للميليشيات أن تكون بديلة للشرطة وانفجرت معه منابع التصريحات التي أولى بها أفراد الجماعة ليكون عنوان كل تصريح "قال أحد القياديين" حتى تكلموا فقط وقاموا بإلغاء الآخر من الحسبان إلى أن لم تتوقف عجلة الإنتاج فحسب وإنما توقفت عجلة الحياة أيضا.
لاشك أن مصر تعانى الكثير من الآلام، وهذا نتاج عمر طويل من الجهل والتخلف والتطرف وعلينا أن نصمد من أجل مصر وأن ندرج الجماعة التي تدعم العنف في قائمة الحظر العالمى لأنها ليست خطرا قاتلا للشعوب فقط وإنما تشويها للدين التي تحمل اسمه..الإسلام.