رئيس التحرير
عصام كامل

بالدليل من القرآن والسنة، واقعية الإسلام في مجال القوامة وأسباب حق القوامة للرجل

قوامة الرجل على المرأة
قوامة الرجل على المرأة في الإسلام، فيتو

حق القوامة للرجل، هو القيام على أمر النساء بالحماية والرعاية وتلبية مطالب الحياة، وليس معناها القهر والاستبداد بالرأي، فهي لا تزيد عن أن للرجل بحكم أعبائه الأساسية ومسؤولياته وبحكم تفرغه للسعي على أسرته والدفاع عنها والإنفاق عليها أن تكون له الكلمة الأخيرة بعد مشورة أهل بيته فيما يحقق المصلحة له ولأسرته، فهي بذلك تكليف لا تشريف، وضابطها التعامل في نطاق الأسرة بما يحقق السعادة لها في حدود شرع الله؛ وفقًا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ» رواه أبو داود، والترمذي من طريق عبدة بن سليمان، عن محمَّد بن عمرو، واللفظ له.

 

قوامة الرجل على المرأة في القرآن 

قوامة الرجل على المرأة حقٌّ أعطاه الله للرجل بمقتضى قوله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة: 228].

وجاء في القرآن ذكر «القوامة»، وذلك في سورة النساء: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ٣٤﴾ [النساء:34].

قوامة الرجل على المرأة في القرآن، فيتو

 

مفهوم القوامة

القوامة، مفهوم إسلامي يُراد به غالبًا قوامة الرجل على المرأة «القوامة الزوجية». فالقوامة في اللغة: من قام على الشيء، أي حافظ عليه وراعى مصالحه، والقوامة الزوجية: هي ولاية يفوَّض بها الزوج، للقيام على مصالح زوجته بالتدبير والصيانة والإنفاق، وغير ذلك، وفيها تكليف للزوج يحاسب عليه أمام الله لو فرَّط فيها، كما أنّها تشريفٌ للمرأة، فقد أوجب الله على الزوج بمقتضى القِوامة، رعاية زوجته التي ارتبط بها بعقد زواج شرعي، واستحل الزوج الاستمتاع بزوجته بذلك الميثاق الغليظ، كما وصفه الله في القرآن في سورة النساء حيث قال: ﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ٢١﴾ [النساء:21].

 

فهي بذلك تكليف لا تشريف، وضابطها التعامل في نطاق الأسرة، بما يحقق السعادة لها في حدود شرع الله، وفقًا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ» رواه أبو داود، والترمذي من طريق عبدة بن سليمان، عن محمَّد بن عمرو، واللفظ له.

 

أسباب حق القوامة للرجل 

أعطى الله تعالى حق القوامة في الحياة الزوجية للرجل، لما منح الله تعالى الرجل من قوى وإمكانات عقلية وبدنية، وما يستتبع ذلك من بُعد نظر في مبادئ الأمور ونهاياتها فكان من المناسب والحكمة أن يكون هو صاحب القوامة على المرأة.

قال تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ.. ﴾ [ النساء:٣٤].

فقد ذكر المولى عز وجل لهذه القوامة سببين اثنين أولهما: وهبي وثانيهما: كسبي.

أما الأول منهما: فهو ما أشار إليه قوله تعالى: ﴿بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ أي بتفضيل الله الرجال على النساء، بأن جعل منهم الأنبياء والخلفاء والسلاطين والحكام والغزاة، وزيادة التعصيب والنصيب في الميراث، وجعل الطلاق بأيديهم، والانتساب إليهم، وغير ذلك مما فضل الله به جنس الرجال على جنس النساء.

 

والسبب الثاني في جعل القوامة للرجل على المرأة هو: ما أنفقه عليها، وما دفعه إليها من مهر، وما يتكلفه من نفقة في الجهاد، وما يلزمه في العقل والدية، وغير ذلك مما لم تكن المرأة ملزمة به، وقد أشار إليه في الآية بقوله: ﴿وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم﴾

ذكر أبوبكر ابن العربي رحمه الله في تفسيره أحكام القرآن أنَّ سبب تفضيل الرجل على المرأة في القوامة ثلاثة أشياء، فقال: وذلك لثلاثة أشياء:

الأول: كمال العقل والتمييز.

الثاني: كمال الدين والطاعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على العموم، وغير ذلك.

الثالث: بذلهُ لها المال من الصداق والنفقة.

قوامة الرجل على المرأة في الإسلام، فيتو

واقعية الإسلام في مجال القوامة

والقوامة في الإسلام ليست استئسادًا ولا سيطرة ولا تسلطًا إنما هي مسؤولية وعطاء وبذل ورضا , وذلك كله يقتضي المعاشرة بالمعروف , والصبر على الهفوات وتحمل الزلات , قال تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [سورة النساء:١٩].

وقال: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ [طه:١٣٢].

وعَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ عن النبي ﷺ , قال: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِى». أخرجه ابن ماجة

وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: « اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ». أخرجه ابن أبي شَيْبَة والبخاري ومسلم والنَّسائي في الكبرى

لذا فإن على الرجل إذا رأى من زوجته ما لا يعجبه أو يوافق رغباته، فعليه أن يكون واقعيا وأن يعرف أن لها محاسن كما لها عيوب , فهي كسائر الناس في هذا الأمر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ:« لاَ يَفْرَكُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» أخرجه أحمد ومسلم وأبو يَعْلَى.

 

فإعطاء الإسلام حق القوامة للرجل وليس للمرأة دليل على واقعية هذا الدين وتمامه في فهم طبيعة المرأة وإمكاناتها التي تجعل غالبية النساء غير قادرات على تحمل مسؤولية البيت مسؤولية كاملة وتحمل أعبائه بشكل دائم ومستمر. 

 

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية