ما حكم صيام تاسوعاء وعاشوراء؟ وما الحكمة من صيامهما؟
يوم عاشوراء، يهل علينا بعد أيام قليلة يوم عاشوراء، الذي يوافق العاشر من شهر محرم لعام 1445، حيث يحرص الكثير من المسلمين على صيامه هو ويوم تاسوعاء أيضا، كسنة متبعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وباعتباره فرصة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وأملا في نيل الأجر والثواب.
حكم صيام تاسوعاء وعاشوراء
وقالت دار الإفتاء إن تقديم صيام يوم تاسوعاء على عاشوراء له حِكَمٌ ذكرها العلماء؛ منها:
أولًا: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على صيام اليوم العاشر.
ثانيًا: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم آخر.
ثالثًا: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
وأضافت دار الإفتاء: ورد أن السّبب الرّئيسي وراء تشريع صيام يوم عاشوراء، هو أنّ الله سبحانه وتعالى، قد نجّى فيه سيّدنا موسى عليه السّلام وقومه بني إسرائيل من بطش فرعون وملئه، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه).
صيام تاسوعاء وعاشوراء
بشأن صيام تاسوعاء وعاشوراء، نذكر ما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يصومه، فلمّا قدم المدينة صامه، وأمر النّاس بصيامه، فلمّا فرض رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه) رواه البخاري ومسلم، وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول: (إنّ هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم فمن شاء صام، ومن شاء فليفطر) رواه البخاري ومسلم.
وردا على تساؤل لماذا نصوم تاسوعاء وعاشوراء ؟ أشارت الدار إلى أنه من المستحب أن يصوم المسلم اليوم التّاسع مع اليوم العاشر من محرّم، وذلك لما ثبت في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (لمّا صام رسول الله يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنّه يوم تعظمه اليهود والنّصارى، فقال: إذا كان عام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل حتّى توفّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) رواه مسلم.
صيام تاسوعاء عن المسلمين
أولا: عند أهل السنة:
قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون: «يُستحب صوم التاسع والعاشر جميعًا؛ لأن النبي صلّ الله عليه وسلم صام العاشر، ونوى صيام التاسع.»
روى عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنّ حينما صام رسول الله صلّى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: «يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى»، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «فإذا كان العام المُقبل إن شاء الله صُمنا اليوم التاسع.» فلم يأتِ العام المُقبل حتى توفي رسول الله صلّى الله عليه وسلم. رواه مسلم
صيام عاشوراء على مراتب: أدناها أن يُصام وحده، وفوقه أن يُصام التاسع معه، وكُلّما كثر الصيام في محرم كان أفضل وأطيب.
ثانيا عند الشيعة:
الرأي المشهور لفقهاء الشيعة ومنهم السيد علي السيستاني هو أن یجوز صيام الأيام التسعة الأولى من شهر محرم ولکن صوم يوم عاشوراء يكره ومجرد الإمساك فيه حزنًا إلى ما بعد صلاة العصر
يقول السيد إسماعيل المرعشي وهو رجل دين شيعي:«يحرم صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء فرحًا وسرورًا وتبركًا، لأن صيامهما كذلك سنّة بني اُمية. نعم، يستحب الإمساك فيهما عن الطعام والشراب حزنًا وتأسيًا بالحسين (عليه السلام)وأهل بيته وأصحابه.»
الحكمة من صيام يوم عاشوراء في القرآن والسنة النبوية
إن صيام يوم عاشوراء سنة فعلية وقولية عن النبي صلى الله عليه وآله سلم، ويترتب على فعل هذه السُّنَّة تكفير ذنوب السَّنَة التي قبله؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أنه قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري
ويعد يوم عاشوراء هو اليوم الذي شهد معجزة عظيمة، ففيه نجى الله، النبي موسى عليه السلام وقومه من قوم فرعون، حين شق لهم في البحر طريقًا يبسًا فكان لهم أمنًا ونجاة، ولقي فرعون وجنوده الغرق والهلاك، وهو ما ورد ذكره في القرآن الكريم فقال تعالى: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} [طه: 77، 78]
الحكمة من صيام يوم تاسوعاء
قال النووي رحمه الله: «ذكر الْعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا:
أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ.
أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ, كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ.
الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلالِ, وَوُقُوعِ غَلَطٍ فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ.»
يقول السيد المرعشي انّ قتل الحسين وأهل بيته وشيعته على يد الأمويين دفعت بني أمية إلى الاحتفال بيوم العاشر، ومن هنا وضعوا أحاديث مكذوبة زعموا أنها للنبي صلّى الله عليه وآله وسلم بأن يصوموا يوم العاشر من المحرم فرحا وسرورا.و لهذا يحرم صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء فرحًا وسرورًا، وصيامهما کان من سنن بني اُمية.
فضل شهر محرم
مما يدل على فضله: ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ” أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل “. أي: أفضل شهر تتطوع به بعد شهر رمضان شهر الله المحرم ؛ لأن بعض التطوع قد يكون أفضل من أيامه كعرفة وعشر ذي الحجة، فالتطوع المطلق أفضله المحرم، كما أن أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل.
وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث عظيم، ونصر مبين للمؤمنين، أظهر الله فيه الحق على الباطل ؛ حيث نجى فيه موسى عليه السلام وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة، ومنزلة قديمة، عند الله تعالى.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قدم المدينة فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله ﷺ: ” ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ ” فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه، فقال رسول الله ﷺ: ” فنحن أحق وأولى بموسى منكم ” فصامه رسول الله ﷺ وأمر بصيامه. متفق عليه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ” ما رأيت النبي ﷺ يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان ” متفق عليه.
وعن فضل الأشهرِ الحرم: فضلها الله على سائر شهور العام، وشرفهن على سائر الشهور. فخص الذنب فيهن بالتعظيم، كما خصهن بالتشريف، وذلك نظير قوله تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} (البقرة:238 ).
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.