76 عاما على مذبحة اللد.. العصابات الصهيونية بقيادة ديان ورابين وبن جوريون تقتل 426 فلسطينيًّا وتطرد 25 ألفا.. صحفي إسرائيلي يكشف أسرارا رهيبة حول المأساة الوحشية
تمر اليوم 76 عاما على ارتقاء مئات الفلسطينيين شهداء على أيدي مجرمين صهاينة.. ما أشبه الليلة بالبارحة، فـ"زي النهاردة"، 11 يوليو من عام 1948 م، وفي الخامس من شهر رمضان المعظم عام 1367 هـ، وقعت مذبحة اللد، حيث قام اليهود الصهاينة بقتل ما يقارب 426 فلسطيني في مدينة اللد التي احتلتها مع مدينة الرملة.
مذبحة اللد، وغيرها من المجازر البشعة، لا يمكن أن يمحوها الزمن من ذاكرة الفلسطينيين، فهم يستذكرون وقائعها المأساوية جيلا بعد جيل.
الغريب أن سلطات الاحتلال تحرص على التذكير بالجريمة ومرتكبيها؛ من خلال قيام بلدية اللد بتسمية الدوار الملاصق لمسجد دهمش، الذي شهد يومًا دمويًا في 11 يوليو 1948، باسم عصابة "البلماخ" التي ارتكبت الجريمة فيه ضمن ما يُعرف بـ "مذبحة اللد".
وحدة كوماندوز بقيادة موشيه ديان ارتكبت الجريمة الوحشية
حدثت الجريمة عندما اقتحمت وحدة كوماندوز بقيادة موشيه ديان المدينة، تحت وابل من قذائف المدفعية وإطلاق النار الكثيف على كل ما يتحرك في شوارع اللد بعد انتهاء المعركة مع حامية المدينة، وفق ما تشير إليه وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية.
وذكرت الوكالة أن الفلسطينيين احتموا من الهجوم في مسجد دهمش، الذي هاجمه الإرهابيون الصهاينة فقتلوا هناك 176 مدنيًا.
ثم حملت العملية الصهيونية اسم "داني"، وشملت الهجوم على كل من مدينتَي الرملة واللد في صيف العام 1948.
اقرأ أيضا: كيان يتحدى العالم.. إسرائيل Vs العدل الدولية والجنائية الدولية والأمم المتحدة وتواصل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة
وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، في مقال أرشيفي عن الشيخ فايق أبو منة، وهو من أبناء اللد الذين شهدوا المجازر الإسرائيلية ضد السكان، أن "العصابات اليهودية اقترفت مذابح مختلفة بحق الأهالي في المدينة".
مذبحة اللد 1948
ويسترجع أبو منة المشهد بما فيه مذبحة اللد 1948، فيحكي أن دوريات عسكرية كانت تجوب الشوارع وتدعو عبر مكبرات الصوت إلى مغادرة المكان، لأن ذلك "أفضل" كي لا يلقوا مصير من ذبحوا في مسجد دهمش".
وعن تلك المذبحة، يقول إنها واحدة من أبشع الجرائم، التي ارتكبت بحق الإنسانية والأخلاق وعدم احترام الأماكن المقدسة.
ويقول أبو منة إن الجيش الإسرائيلي اقتاده يومها من منزله مع عشرة شبان آخرين بعد أكثر من أسبوع من احتلال المدينة إلى المسجد، حيث كانت 85 جثة مكدسة في غرفة بجانب ساحة المسجد تنبعث منها رائحة متعفنة.
ويضيف أنهم شاهدوا عددًا هائلًا من الجثث لأشخاص حُشروا في غرفة وتم إطلاق النار عليهم، وكانوا من الرجال، بينهم امرأة باللباس التقليدي وبجوارها طفلتان توأم.
نقل الجثث إلى المقبرة الإسلامية ثم إحراقها
في ذلك الوقت، تم نقل الجثث إلى المقبرة الإسلامية، وبدلًا من دفنها تم إحراقها، مع استثناء جثث السيدة والطفلتين.
أغلب سكان اللد نزحوا أمام مشاهد القتل والترويع نحو الشرق؛ تجاه منطقة رام الله في الضفة الغربية.
وكان الخروج من المدينة، عقب مجزرة اللد، رحلة أخرى محفوفة بالموت والعطش تحت شمس يوليو الحارقة، حيث مات العشرات من الأهالي في الطريق.
يروى أنه في يوم ١٢ يوليو ١٩٤٨، بعد اقتحام اليهود اللد، سأل إسحق رابين بن جوريون: ماذا نفعل بالسكان؟ فلوّح بيده: اطردهم، فأصدر رابين أمرا: يجب طرد سكان اللد، بغض النظر عن العمر.. فتم تهجير ٣٥ ألفا في رمضان، وتُوفي العشرات منهم من العطش، وهم في طريقهم لرام الله والأردن.
إسرائيلي يروي تفاصيل المأساة المروعة
وشهد شاهد من أهلها، فقد أعاد الصحفي الإسرائيلي آري شافيت رسم أهم الأحداث حول المذبحة التي ارتكبت في مدينة اللد يوم 11 يوليو 1948 وأودت بحياة أكثر من 400 فلسطيني.
شافيت وهو من مواليد عام 1957، يصف مدينة اللد قائلا إنها "الصندوق الأسود للصهيونية.. والحقيقة أن الصهيونية لم تحتمل مدينة اللد العربية.. منذ البداية، كان هناك تناقض كبير بين الصهيونية واللد.. لو كان على الصهيونية أن توجد، لما كان في استطاعة اللد أن تبقى موجودة.. لو كان على اللد أن توجد، لما استطاعت الصهيونية البقاء.. إذا نظرنا إلى الماضي، فالأمر واضح للغاية.. حين وصل زيجفريد ليمان (طبيب ومعلم ومؤسس قرية بن شيمن الشبابية) إلى وادي اللد عام 1927، كان عليه أن يرى أنه إذا قامت دولة يهودية في فلسطين، فلا يمكن أن توجد اللد العربية في وسطها.. وكان عليه أن يعلم أن اللد كانت عقبة تسد الطريق إلى الدولة اليهودية، وأنه في يوم من الأيام سيتعين على الصهيونية إزالتها.. لكن ليمان لم ير، والصهيونية اختارت ألا تعرف.. وعلى مدى عقود، نجح اليهود في إخفاء التناقض عن أنفسهم بين حركتهم الوطنية وحركة اللد.. لمدة خمسة وأربعين عامًا، تظاهرت الصهيونية بأنها مصنع عتيد وبساتين الزيتون وقرية بن شيمن الشبابية التي تعيش بسلام مع اللد.. وبعد ذلك، وفي غضون ثلاثة أيام من صيف عام 1948 الكارثي، لم تعد اللد موجودة".
طالع للمزيد: الصحة الفلسطينية: 101 شهيد جديد خلال 24 ساعة
يتحدث الصحفي الإسرائيلي شافيت عن نقطة هامة ويطرح على نفسه تساؤلات تقول: "هل أغسل يدي من الصهيونية؟ هل أدير ظهري للحركة القومية اليهودية التي قامت بتدمير مدينة اللد؟".
مذبحة اللد أسست لقيام الدولة اليهودية
ويرد بصراحة لا لبس فيها ولا تورية بقوله: "لا، مثل قائد اللواء، أواجه شيئا هائلا للغاية بحيث لا يمكنني التعامل معه.. مثل الحاكم العسكري، أرى واقعا لا أستطيع احتواءه.. عندما يفتح المرء الصندوق الأسود، يدرك أنه في حين أن المذبحة التي وقعت في المسجد كان من الممكن أن تكون ناجمة عن سوء فهم نتج عن سلسلة مأساوية من الأحداث العرضية، فإن احتلال اللد وطرد سكان اللد لم يكن من قبيل الصدفة.. كانت تلك الأحداث مرحلة حاسمة في الحركة الصهيونية، وقد أرست الأساس للدولة اليهودية.. اللد جزء لا يتجزأ وأساسي من القصة.. وعندما أحاول أن أكون صادقا في هذا الأمر، أرى أن الاختيار صارخ: إما رفض الصهيونية بسبب اللد أو قبول الصهيونية مع اللد.. على العكس.. إذا لزم الأمر، سأقف إلى جانب الملعونين، لأنني أعرف أنه لولاهم ما ولدت دولة إسرائيل. لولا ذلك، لما ولدتُ. لقد قاموا بالعمل القذر الذي مكن شعبي وأمتي وابنتي وأبنائي وأنا من العيش".
ومثلما يحدث اليوم، منذ طوفان الأقصى، فقد شهد عام النكبة ارتكاب العصابات الصهيونية لعشرات المجازر التي استشهد فيها آلاف الفلسطينيين العُزّل في مختلف القُرى والمُدن؛ من بينها مجزرة فندق "سميراميس" بالقدس، ومجزرة قرية سعسع في قضاء حيفا، ومجزرة قطار حيفا، ومجزرة دير ياسين، ومجزرة الدوايمة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.