رئيس التحرير
عصام كامل

البيت المصرى قبل 70 عاما بتوقيع صحفى أمريكي.. التحقيق يرصد تفاصيل حياة المصريين.. يتناول حالة الغلاء وارتفاع الأسعار.. ويطرح روشتة للوصول إلى الكمال

شكل العربات زمان،فيتو
شكل العربات زمان،فيتو

البيت المصرى، هو واقع المجتمع، ويختلف حال البيت المصرى مع اختلاف العصور إلا أن هناك أساسيات تتشابه ولا تتغير مهما اختلفت الأجيال والعصور، وقد حضر إلى مصر عام 1956 الصحفى الأمريكي " آن هانز " هو وزوجته مندوبا عن وكالة كيستون الأمريكية بهدف اعداد مقالات وتحقيقات صحفية عن مصر، وقضى الصحفى وزوجته أربعة أشهر فى مصر لإنجاز مهمته.

وفى تحقيق صحفى عن البيت المصرى يضم العادات والطباع وأسرار وحكايات مزود بالصور والمعلومات أعده هانز ونشرته وكالة كيستون ونشرت مجلة روز اليوسف فى يوليو 1956  نقلا عنه  قال فيه: يعانى البيت المصري عام 1956 من أزمة الزواج فمعظم البيوت بها شبان فى العشرينات والثلاثينات مازالوا عزابا، وبها بنات جاوزن سن الزواج، ويرجع ذلك الى تفكك البيت المصرى والفوضى الأخلاقية، والمبالغة فى تكاليف الزواج من مظاهر زائفة، بالإضافة الى أزمة المساكن المتفاقمة وغلاء أسعار المعيشة.

المكان الطبيعي للمرأة بيتها 

ورغم كل ذلك يؤمن البيت المصرى إيمانًا أعمى بأن المكان الطبيعي للمرأة هو بيتها، وأن خروجها للعمل شئ غريب إلا من بعض البيوت التى شذت عن ذلك بسبب تكاليف الحياة فيرضخ الوالدان لخروج  بناتهم إلى العمل، ومن الغريب ان المجتمع المصرى كان ينظر إلى المرأة العاملة بعين الحذر، فيفكر الرجل ألف مرة قبل الارتباط بها، ومن ناحية أخرى لا يسمح المجتمع للفتاة باستضافة زميلها فى العمل ليتعرف على أسرتها بسبب التقاليد الشرقية.

غير مسموح بالاختلاط 

الأب فى البيت المصرى لا يسمح باختلاط بناته بأولاد أخيه، والأم المصرية ترى ان ابنتها يجب ان تعيش بعيدا عن عيون الشباب حتى لا يلوك الناس سيرتها، فلا يؤمن البيت المصرى بالحب، ويعتبر الجنس إثما وشرا مستطيرا.

الشوارع فى الخمسينات 


فى مصر دعوة لتوحيد الزى، وأى بيت مصرى فيه أب متعلم تكون الأم جاهلة ـ فى الأعم ـ وكذلك الأبناء متعلمون والبنات جاهلات، ونتيجة لذلك هناك صراع فى الأفكار والآراء داخل البيت الواحد.

شعب يحب أكل الدهون 

البيت المصرى يأكل كثيرا ويهتم بأكل الدهنيات لذلك فالسيدات متكرشات، وفى الأحياء الشعبية هناك السيدات بدينات بكثرة ويعتبرن ذلك رمزا للجمال،  والسبب الاهتمام بوصفات العطار الذى يعتبره السيدات طبيب الحى الذى يكتب وصفات عجيبة للسمنة والتكرش واستعمال مربى تسمى خرز البقر.

الوصفات البلدية فى العلاج  

وعلى الجانب الآخر يهمل البيت المصرى تناول المواد الغذائية ومن هنا تنشأ أمراض الأنيميا والأمراض وفى هذه الحالة تلجأ الأم الى الوصفات البلدية فى العلاج  ، وفى الصعيد يؤمن البيت المصرى بخرافات وأساطير غريبة أخذها عن أجداده، حتى المثقفين يتبعون فى منازلهم هذه الخرافات فيؤمن البيت المصرى بتقاليد اجتماعية بالية مثل الزار والذكر وربط الرجل والختان وغيرها.

يتعدد الزواج فى بيت واحد 


كما اسئ استخدام حق الطلاق فى البيت المصرى فانتشر التشرد بين الاطفال، الا ان تعدد الزوجات قليل فى البيت المصرى وان كان هناك رجال كثيرين يتمنونه لكن تقاليد الاسرة وتكاليف المعيشة تحول دون ذلك، وحتى متعددى الزوجات يتواجد زوجاته معه فى بيت واحد.

الراديو عند الطبقة المتوسطة 

وفى الثقافة والمعرفة يقرأ افراد البيت المصرى المجلات الواسعة الانتشار والصحف اليومية بانتظام اهرام اخبار جمهورية، لكن المكتبة فى البيت المصرى نادرة الوجود، ويسهر الناس من اصحاب الدخل العالى فى المسارح والكازينوهات والسينمات فى شارع عماد الدين، أما اصحاب الدخل المتوسط فيسهروا مع الراديو الذى دخل كل بيت، وتنام معظم البيوت قبل منتصف الليل.

التعاطف بين الجيران 

الجيران متعاطفين فى البيت المصرى، فإذا وقعت مصيبة فى بيت أنهى كل الافراد خلافاتهم لو كانت موجودة وتضامنوا مع جارهم لمواجهة المصيبة، كما ان البيوت كلها الابواب فيها مفتوحة وهناك علاقات ونسب بينهم، كما كانوا يتبادلون صحون الطعام فيما بينهم، واذا حضر الفرد مأتما للعزاء لا يمكنك ان تعرف من هى الاسرة اصحاب المتوفى.

أما الدين فهو فى البيت المصرى له ملامح خاصة، فالاب يذهب الى المسجد او الكنيسة، والام تصلى فى بيتها،  أما الاولاد فنادرا ما يصلون، وفى بعض بيوت الصعيد يقوم الاب بدور الواعظ أو القس.

حفلات الزواج فى الخمسينات 

حفلات الزواج فى البيت المصرى تكاد تتشابه فهى لا تخرج غن الخطبة وعقد القران ودخلة العروس، لكن هناك ثلاث طبقات فى الاعراس، هناك الطبقة الاولى عند ابناء الذوات يسمح للعريس مشاهدة العروس والحديث معها، ويتميو الزواج عند هذه الطبقة بالمغالاة فى المهور والشبكة من الالماس ن وتزف العروس فى عربة تسمى عربة زينب هانم التى تجرها الخيول.


اما فى الطبقة الثانية فالزواج يتم عن طريق الخاطبة او الاقارب، ويعنى العريس بالمال والحسب قبل الجمال والعلم، فالزواج فيها على ليلتين ليلة الحنة وليلة الدخلة الاولى فى بيت العروس والثانية فى بيت الزوج، وتزف العروس الى بيتها فى عربة مغلقة.

الاحتفال بالعرس فى البيت المصرى 

وفى طبقة أولاد البلد الاحتفال بالعرس فى البيت المصرى اسبوعين قبل الفرح غناء وزغاريد وطبل وزمروتقام دكك خشبية فى الشاع ليلة الزفاف لجلوس المدعوين وتقدم العاب خيال الظل والحجالة وحمل العصى على الانوف وحمل الكراسى على الاسنان.

الوصول الى الكمال 

وفى نهاية التحقيق قال هانز: ان البيت المصرى يحاول الوصول الى الكمال لكن لن يصل اليه مالم يؤمن بالحرية والانطلاق، الحرية التى لا تصل الى الفوضى، والانطلاق الذى يبنى، وقد استخدم البعض ذكاءه في "الفهلوة"، وتعددت صور التدين التي كان بعضها أصيلًا وبعضها الآخر غير ذلك،.
 نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية