محمود رضا.. بدأ حياته موظف حسابات.. أسس أول فرقة متخصصة فى الرقص الشعبي الاستعراضي.. ظهر راقصًا في عدد من الأفلام السينمائية.. ورحل في التسعين بعد صراع مع المرض
محمود رضا ، نموذج ناجح للرقص الاستعراضى، اسطورة فى الرقص الشعبى ايضا، أسس أول فرقة متخصصة فى الرقص الشعبي الاستعراضى، بالاشتراك مع شقيقه الأكبر على رضا، عرف بالنظام والدقة فى العمل، من اشهر افلامه فى السينما غرام فى الكرنك، رحل فى مثل هذا اليوم عام 2020.
ولد الفنان محمود رضا عام 1930 في منطقة القبيصي بالظاهر بالقاهرة، وكان له 9 أشقاء وكان ترتيبه الثامن وسط أخوته.
تخرج في كلية التجارة عام 1954، بدأ حياته العملية موظف حسابات، حاول تكوين فرقته الاستعراضية بشكل رسمي لكنها لم تكتمل فى بداية الأمر، حتى حصل على تصريح من الأديب يحيى حقي رئيس مصلحة الفنون آنذاك، وطلب منه المشاركة في دور البطولة في أوبريت "ياليل يا عين" الذي أنتجته وزارة الثقافة، شارك فيه أسماء معروفة مثل نعيمة عاكف والمغنية شهرزاد والمغني كارم محمود عبد الحليم نويرة والمخرج زكي طليمات.
ياليل ياعين كانت البداية
وقام محمود رضا بدور البطولة فيه وصمم الأوبريت ـ ياليل ياعين ــ الذي جمع فيه العديد من الرقصات المختلفة التي تظهر أكثر العادات والتقاليد شهرة فى مصر، ثم ترك عمله كمحاسب وتفرغ للعمل الفني، وكان راتبه 50 جنيهًا في الشهر، واستمر عرض الأوبريت لمدة 4 أشهر في دار الأوبرا المصرية.
كان محمود رضا عاشقا للرقص الإيقاعي وتتلمذ على يد شقيقه الأكبر علي رضا، كما عمل راقصا فى عدد من الأفلام السينمائية، بالإضافة إلى أنه طاف بعروضه الفنية إلى جميع محافظات مصر من أجل معرفة عادات وتقاليد وسمات الزى الرسمى فى الأرياف والصعيد.
سعى الفنان محمود رضا أن تقدم فرقته – فرقة رضا للفنون الشعبية – عروضها خارج مصر لينشر الفنون المصرية عالميا، وفى أحد المرات وكان محمود رضا يرقص مع إحدى الفرق الإيطالية بروما، شاهده الملك فاروق وشجعه على مواصلة طريقه وتحقيق حلمه الفني وأخبره آنذاك بتذليل جميع الصعاب أمامه من أجل انتشار أعمال فرقته، وأصبحت فرقة رضا الفرقة الأشهر في العالم العربي بفضل مساندة الدولة والوقوف إلى جانبها وهى مازالت في أول طريقها.
تأسيس فرقة رضا للفنون الشعبية
وخطوة بعد خطوة ، وبالاشتراك مع شقيقه علي رضا أسس الفنان محمود رضا الفرقة الاستعراضية المعروفة بـ فرقة رضا للفنون الشعبية حيث قدمت أول عرض لها على مسرح الأزبكية في شهر أغسطس عام 1959 وبلغ أعضاء الفرقة 13 راقصًا وراقصة و13عازفًا كان أغلبهم من خريجي الجامعة.، وصمم الفنان الكبير محمود رضا الرقصات التي استوحاها من فنون الصعيد والريف والسواحل وقام بإخراجها الدكتور حسن فهمي، وبفضل تكوين هذه الفرقة عرف فن الرقص الشعبي.
سعى الفنان محمود رضا أن تقدم فرقته – فرقة رضا للفنون الشعبية – عروضها خارج مصر لينشر الفنون المصرية عالميا، وفى أحد المرات وكان محمود رضا يرقص مع إحدى الفرق الإيطالية بروما، شاهده الملك فاروق وشجعه على مواصلة طريقه وتحقيق حلمه الفني وأخبره آنذاك بتذليل جميع الصعاب أمامه من أجل انتشار أعمال فرقته، وأصبحت فرقة رضا الفرقة الأشهر في العالم العربي بفضل مساندة الدولة والوقوف إلى جانبها وهى مازالت في أول طريقها.
هدم الفرقة بعد قرار التأميم
ولكن رغم هذا التألق والإبداع الشعبي، صدر قرارا جمهوريا في عام 1961 بتأميم فرقة الممثل محمود رضا ضمن قرارات التأميم للرئيس جمال عبد الناصر، وأصبحت الفرقة من أهم الفرق التابعة للدولة، قام بإدارة الفرقة الشقيقان محمود رضا وأخيه الأكبر على رضا، في عام 1962 انتقلت عروض الفرقة إلى مسرح متروبول وأصبح لها منهج خاص وملامح خاصة ومميزة في عروض الرقص الشرقي.
اتجه الفنان محمود رضا الى السينما وكانت البداية في عام 1949 حينما شارك في فيلم "أحبك أنت" في دور راقص، ثم أتى بعدها فيلم "بابا أمين" للمخرج يوسف شاهين الذي شارك فيه ولعب دور راقص في الكباريه الذي كانت تعمل به فاتن حمامة، شارك بعده فى افلام:غرام فى الكرنك، حرامى الورقة، إجازة نصف العام، فتى أحلامى،وأيضا مسلسلات منها ألف ليلة وليلة، وفوازير فنون وكانت آخر أعماله مسلسل قمر 14.
الصرامة والالتزام سياسته فى العمل
وعرف الفنان الكبير محمود رضا بالصرامة والانضباط فى الشغل واثناء البروفات فشخصيته فى العمل مخالفة تماما لشخصيته التى يظهر بها على الشاشة الصغيرة وهو مؤمنا بأنه " لا صوت يعلو فوق صوت الانضباط " وقد كان ذلك اهم اسباب نجاح الفرقة.
وتدلل الفنانة فريدة فهمى الراقصة الأولى للفرقة فى أوراقها الخاصة على ذلك وتقول: أذكر مثلا أن موعد البروفة اليومية للفرقة كان مقدسا عندما تدق الساعة السادسة يكون جميع أفراد الفرقة بلا استثناء حاضرين وجاهزين، وفى السادسة وخمس دقائق تغلق الأبواب فى صالة التدريب ولا يسمح لأحد بالدخول أيا من كان والمتأخرون يوقع عليهم عقابا فوريا صارما، ولذلك كنت ترانا من أصغرنا إلى أكبرنا موجود فى صالة التدريب قبل الموعد خوفا من صرامة محمود رضا فى النظام.
محمود لا يعرف الاستثناء
و أضافت فريدة فهمى:أن محمود رضا كان لا يعرف معنى كلمة استثناء ولم يفرق بين نجم أو فنان مبتدئ، فالقواعد تفرض على الجميع، فمثلا لم تكن هناك استثناءات لنجمة الفرقة ولا نجمها ولا حتى مخرج الفرقة، وهذا الانضباط الصارم لمحمود رضا كان يمتد إلى حفلاتنا وعروضنا فالستارة لابد أن ترفع فى تمام الساعة التاسعة دون تأخير دقيقة واحدة، وكان محمود رضا هو الأسبق من دار الأوبرا فى تطبيق اللائحة التى تمنع المتفرج المتأخر من حضور العرض ودخول المسرح بعد بدء العرض ولا يسمح بالدخول إلا فى الفاصل الاول.
و تحكى الفنانة فريدة فهمى بأن محمود رضا فى العمل كان لا يعرف أبوه قائلة " حدث أن جاء رئيس إفريقى كبير فى زيارة رسمية لمصر، وكان فى برنامج الزيارة أن يشاهد الزعيم الإفريقى عرضا لفرقة رضا فى مسرح البالون، وجرى إبلاغ الفرقة من الرئاسة لتكون فى كامل استعدادها، وتأخر الزعيم الإفريقى عن الحضور للمسرح وهنا أصدر محمود رضا أمرا ببدء الحفل في موعده، وقرر رفع الستار فى التاسعة تماما، ورفض أن ينتظر وصول الضيف الكبير الذى يقام الحفل على شرفه، أو أن يكسر النظام الصارم الذى وضعه للفرقة وعروضها منذ أول يوم فى عملها حتى ولو من أجل رئيس أو ملك، وقرر محمود رضا أن يتحمل المسئولية حتى لو تسبب قراره فى أزمة سياسية لإيمانه بأن الانضباط هو سر النجاح.
رحيل فى التسعين
حصل محمود رضا على الجائزة الأولي وكانت عبارة عن ميدالية ذهبية في مهرجان جوهانسبرج عام 1995 كما حصلت الفرقة على التكريم في الكثير من المهرجانات الدولية وحتى الآن، وفى مثل هذا اليوم 10 يوليو 2020 رحل عن عالمنا مصمم الرقصات الشهير الفنان محمود رضا، والد الفنانة شيرين رضا، ومؤسس فرقة رضا، عن عمر يناهز 90 عاما، بعد صراع طويل مع المرض..
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.