لعبة الموت بين حزب الله وإسرائيل.. معركة عض الأصابع بين أقوى وكيل إيرانى بالمنطقة مع دولة الاحتلال تدخل مرحلة الحسم.. والجميع يتفادى «ساعة الصفر»
دخلت المعركة المنتظرة بين حزب الله وإسرائيل منطقة الحسم، والكل يحاول تفادى ساعة الصفر، لذا طمأن مسئولون أمريكيون وفدًا من كبار المسئولين لدى إسرائيل بقيادة يوآف جالانت خلال زيارتهم للعاصمة واشنطن الأسبوع الماضى أن إدارة بايدن مستعدة تماما لدعم حليفتها إذا اندلعت حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبنانى.
وفى الوقت ذاته أعلنت أمريكا أنها تسعى وتعمل جاهدة على خفض التوتر بين لبنان وإسرائيل، وهو الأمر الذى أثار الحيرة والاستفهامات حول مستقبل دعم واشنطن لتل أبيب حال اندلاع حرب شاملة مع حزب الله، هل ستدعمها أم ستعمل على عدم بدء الحرب؟ بالإضافة إلى دور إيران التى هددت بشن حرب برًا وبحرًا وجوًا أيضًا حال اندلعت الحرب، وكذلك التهديدات التى ألقى بها حسن نصر الله حال شنت إسرائيل حربا على لبنان.
وردًا على تلك التساؤلات قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، الخبير فى الشأن الإسرائيلى: هناك رغبة لدى الحكومة الإسرائيلية فى شن الحرب على لبنان دون أن يؤدى هذا إلى رد فعل قوى من حزب الله، مشيرًا إلى أن كل ما يجرى أوهام يلهث ورائها نتنياهو، مردفا: هو فى المجمل يحاول غسل يديه من دماء غزة بمزيد من الدماء فى لبنان.
واستكمل: هذا الأمر سيكلفه فاتورة باهظة فالعدوان على لبنان لن يكون نزهة، مردفا: نتنياهو يحاول التغطية على الفشل بإلهاء الرأى العام الإسرائيلى ومحاولة تأجيل الانفجار الداخلى من خلال العدوان على لبنان، لكن أعتقد أن هناك مصفوفات داخل المجتمع الإسرائيلى ترفض هذا بشدة وتعلم أن عدد القتلى الذين سيقعون فى الجانب الإسرائيلى من جراء هذه الحرب لن يكون أقل من 15 ألف شخص، وهى فاتورة باهظة، بالإضافة إلى تحذيرات رئيس شركة الكهرباء فى إسرائيل، أنها ستنقطع 72 ساعة مما يجعل الحياة فى إسرائيل مستحيلة إذا اندلعت الحرب.
وتابع: حزب الله يستطيع أن يقوم بهذه الخطوة، وهذا دفع عددا من الجنرالات المتقاعدين للاحتجاج عبر تمويل إعلان للصفحة الأولى بالكامل عبر صحيفة إسرائيلية واسعة الانتشار، ولم يضعوا إعلانا فى الصفحة الأولى بل وضعوا إعلانات رئيسية فى الصفحات الأولى فى عدد من الصحف الكبرى للتحذير من الحرب، والتحذير من مخططات نتنياهو التى قد تؤدى إلى سقوط إسرائيل وهذا أمر غير مسبوق.
واستكمل: هناك موجة داخلية شديدة فى المجتمع الإسرائيلى تسعى وتحاول استثمار حل مجلس الحرب وتململ عدد من الجنرالات الحاليين فى جيش الاحتلال من عدم وجود قدرة للقضاء على حماس والمقاومة وتوجيه أصبع الاتهام لنتنياهو الذى يتهم الجميع بأنهم وراء الوضع الراهن.
وتابع: على النقيض يرى البعض أن النصر التام هو إزاحة نتنياهو من السلطة، لذا هناك معضلة حقيقة، نظرا لأن يوآف جالانت وزير دفاع جيش الاحتلال أصبح قناة بديلة لنتنياهو، ويمكن أن يمرر تفاهمات من خلال اتصالاته مع البيت الأبيض مباشرة والزيارة التى امتدت عدة أيام فى الولايات المتحدة فى زمن الحرب يمكن أن تلجم نتنياهو وتكسر مخططاته أو على الأقل سيكون هناك سيناريو بديل إذا تبين أن حزب الله بالفعل سيشن هجمات ضد مدنيين.
ومن جانبه قال الباحث المتخصص فى الشئون الإيرانية الدكتور مجمد عبادى، أن أمريكا لا يمكنها منع الحرب بين إسرائيل وحزب الله، وإذا نظرنا إلى احتياجات تل أبيب من حزب الله، نرى أن إسرائيل تريد تطبيق قرار “1901 “ والذى يقضى بعودة حزب الله بكل قواته بما فيها نخبة الرضوان والقوات الخاصة إلى ما وراء نهر الليطانى، لكن نصر الله لن يسمح بذلك، وهذا سبب رفض حزب الله كل المبادرات الدبلوماسية التى قدمت له منذ طوفان الأقصى حتى الآن فى الانسحاب والتراجع مسافة 8 كيلومترات.
وتابع: أعتقد أن الطرح الأمريكى الأخير الذى تمثل فى طلب مبعوث واشنطن إلى لبنان عاموس هوكشتاين، بضرورة انسحاب حزب الله حوالى 8 كيلومترات للوراء، الأمر الذى قابله نصر الله بالرفض، فهذا ما تريده إسرائيل من الحزب لتحقيق مطامعها، كما أشار إلى أن الاحتلال لديه معضلة أخرى مع رجال حسن نصر الله، وهى أن ما إذا استطاعت إسرائيل القضاء على حماس، فإنها سيكون أمامها تهديد أكبر تصفه دائمًا بالتهديد الوجودى المتمثل فى حزب الله، فى ظل تقديرات امتلاكه نحو 200 ألف صاروخ.
واستكمل: عاجلا أم آجلا ستعمل تل أبيب على فتح الجبهة فى الشمال، لذا يضغط بقوة للمناورة فى أكثر من اتجاه لحين الانتهاء من الحرب على حماس، وأضاف: عمليات حزب الله تهدف إلى إضعاف البنية الاستخباراتية لإسرائيل على الحدود، مردفا: الحزب قصف كل الوحدات الاستخباراتية الخاصة بالجيش الإسرائيلى فى نطاق 5 كيلو مترات داخل الأراضى المحتلة.
وتابع: الجيش يرسل بعض أسلحته الدقيقة والمسيرات والصواريخ الدقيقة ويقصف أهداف فى مساحات أبعد من 5 كيلو مترات حتى يرسل رسالة إلى إسرائيل أنه إذا ما اشتكى أو فكر فى اجتياح لبنان الثمن سيكون باهظا.
وبشأن الدور الأمريكى وماذا ستفعل الولايات المتحدة الأمريكية، أوضح أنها ستعمل على التحذير من أن هذا القرار الإسرائيلى المتعلق باجتياح لبنان سيشعل حرب كبيرة، وأن إيران لا يمكن أن تغض الطرف عن اجتياح لبنان وتدمير حزب الله كما حصل مع حركة حماس فى فلسطين لذلك ستعطى ضوءا أخضر كامل الطاقة لكل الميليشيات ووكلائها فى المنطقة سواء الحوثى فى اليمن أو ميليشيا الحشد الشعبى فى العراق أو غيرها من الفصائل والوكلاء أن يضربوا بكل قوتهم للضغط على إسرائيل.
وبشأن التهديدات الإيرانية، قال إن إيران بالطبع ستدعم حزب الله بكل ما تملك من قوة، سواء من قبل فيلق القدس أو الحرس الثورى أو قوة الوكلاء فى الإقليم، ولن تسمح بخسارة حزب الله أهم وكيل لها فى المنطقة.