زغلول صيام يكتب: في مثل هذا اليوم حققت الكرة المصرية الانجاز العالمي الوحيد عندما كان هناك تخطيط!
أبدا لم تكن وليدة صدفة أو وليدة حظ إنما كان هناك تخطيط وعمل جاد حتي وصل الفريق إلي منصة تتويج عالمية للمرة الأولي والأخيرة ….وقتها وقف منتخب الشباب المصري ليقلد بالميدالية البرونزية في مونديال الأرجنتين 2001 …ربما دخل المنتخب المصري وقتها في موسوعة الأرقام القياسية …حيث لم تكن هناك سابقة لفريق يخسر في المباراة الافتتاحية بالسبعة أمام الأرجنتين ثم يعود ليحقق الميدالية البرونزية ….هذا ماحققه أبناء مصر في الأرجنتين.
أبدا تكن صدفة أو وليدة حظ وإنما كانت هناك مشروعات قومية واتحاد كرة يخطط للمستقبل ووزارة يقودها الدكتور عبدالمنعم عمارة أنشأت مدرسة الموهوبين رياضيا للاهتمام بمستقبل الأطفال الواعدين في كل اللعبات ومنها كرة القدم وجهاز فني لم يركن للراحة ويختار من الأهلي والزمالك ولكن كل أندية مصر كانت ممثلة من أقصي الصعيد وحتي الإسكندرية .
جهاز فني لم يتم اختياره مجاملة لهذا أو ذاك فالكابتن شوقي غريب المدير الفني اعتزل كرة القدم وأرسلته مصر للحصول علي دورة ليبزج بالتعاون مع الاتحاد الألماني لكرة القدم لتأهيله وهو الذي كان كابتن منتخب مصر ومعه الكابتن حمادة صدقي مدربا وزميله في منتخب مصر ومعهم الكابتن أحمد سليمان -شفاه الله وعافاه - والكابتن كمال حافظ مديرا إداريا والدكتور مدحت مصطفي -رحمة الله عليه - طبيبا والدكتور كمال عبدالواحد مخطط أحمال ومحمد حسني مدلك ….يعني جهاز فني لايتجاوز السبعة وليس جيش ممن يبحثون عن عمل.
منتخب بهذا الشكل والتكوين من اللاعبين والجهاز الفني لابد أن يأتي بثمار طيبة بعد وضع برنامج عالمي للعب مع كافة المدارس الكروية في العالم فكانت النتيجة هي النجاح وتحقيق إنجازا لم يحدث من قبل أو من بعد.
كانت تلك الذخيرة التي اعتمدت عليها الكرة المصرية مع منتخب الشباب بقيادة المعلم حسن شحاتة الذي جاء بعد منتخب غريب ليتكون جيل من الكبار يحقق الطفرة العالمية وتحتل الكرة المصرية التصنيف التاسع علي مستوي العالم.
نعم كانت الكرة المصرية وقتها تسير وفق خطط وبرامج أوصلت الكرة المصرية للعالمية وجعلت منتخب مصر في 2009 يفوز علي إيطاليا أبطال العالم في كأس القارات بجنوب افريقيا.
درس الخسارة بسبعة
بعد أن خسر المنتخب بسبعة قامت الدنيا ولم تقعد وكيلت الاتهامات للاعبين والجهاز الفني وطالبوا بعدم إكمالهم البطولة والعودة الي مصر وحاول المسئولون عن الكرة المصرية وقتها التدخل.. عقدوا اجتماعا مع شوقي غريب وطالبوه بتغيير في التشكيل وأمامهم وافق وهو يضمر في عقله ترتيبا آخر.. وإذا بالمسئولين في الملعب يفاجئوا بتشكيل المباراة والذي لا يختلف عن مباراة السبعة.. نجح اللاعبون في الدفاع عن اسمهم وسمعتهم لتسطير تاريخ للكرة المصرية.
هذه كانت حكاية من دفتر أحوال الكرة المصري في زمن ليس بعيدا …..فماذا وصلنا نحن الآن ؟! خرجت منتخباتنا علي مستوي الناشئين والشباب من البطولة تلو الأخري ….عارفين ليه ؟! لان المجاملات لم تتوقف عند تشكيل الأجهزة الفنية انما امتدت للاعبين …..وما أدراك مايحدث عندما تصل المجاملات في اختيار اللاعبين !!!!
برامج كثيره وكلام (مجعلص ) عن تطوير المدربين وفي النهاية تراجعت الكرة المصرية ……نعم تراجعت الي الخلف عربيا وافريقيا وليس عالميا فقط ….اين ذهبت مدرسة الموهوبين رياضيا ؟! واين ذهب فندق المنتخبات الوطنية ؟!
علي فكرة آخر إنجاز للكرة المصرية تحقق علي يد جهاز فني وطني بقيادة شوقي غريب عندما حقق الفوز ببطولة الأمم الأفريقية للمنتخبات الاولمبية لأول وآخر مرة وذهب الي الاولمبياد وشاء حظه العثر أن يقع مع فريقين تنافسا علي الذهب والفضة وهما البرازيل وأسبانيا !!
مسئول كبير في الرياضة المصرية أثناء مناقشتي معه أكد لي أن أزمتنا في مصر ان كل مسئول يأتي جديد يمشي باستيكة علي كل ماتم تحقيقه من قبل ….وها نحن سرنا باستيكة علي كل ماتحقق وأصبح غاية هدفنا هو الوصول لنهائيات اي بطولة قارية دون أمل في تحقيق البطولة نفسها.
ان مصر تستحق الأفضل ….تستحق الأفضل بشبابها في كل ربوع مصر …تستحق الأفضل في مسئولين عن الكرة يقدرون اسم بلدنا الكبير عالميا ….
نعم سنظل في الحديث والكتابة طالما بقي في العمر بقية