رئيس التحرير
عصام كامل

خبير علاقات دولية يكشف سيناريوهات الانتخابات الأوروبية وتأثير الحروب والنزاعات عليها

الانتخابات الأوروبية،فيتو
الانتخابات الأوروبية،فيتو

 قال الدكتور أحمد سيد أحمد، الخبير في العلاقات الدولية، تعليقا على صعود اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية  بشكل عام وعلاقة حرب غزة وأوكرانيا بهذا الطوفان السياسي الذي تشهده الدول الأوروبية في الفترة الأخيرة، أنه كان من المتوقع صعود اليمين المتطرف بشكل ملحوظ فى الانتخابات الأوروبية الأخيرة ليرفع نسبته من الخمس إلى الربع في مقاعد البرلمان الأوروبى، أى ما يقارب 180 مقعدا من أصل 720 مقعدا.

وأكد ارتفاع عدد مقاعد العديد من الأحزاب اليمينية المتشددة مثل حزب البديل فى ألمانيا، وحزب الجبهة الوطنية بزعامة مارى لوبان وكذلك حزب التجمع الوطنى اليمينى المتطرف بزعامة جوردان بارديلا فى فرنسا، وحزب إخوة إيطاليا الحاكم بزعامة جورجيا ميلونى فى إيطاليا وحزب الحرية النمساوى بزعامة هربرت كيكل، وحزب فوكس اليمينى المتطرف فى إسبانيا، وحزب الحرية بزعامة جيرالد فيلدرز اليمينى المتطرف فى هولندا، وهو ما سيؤدى لتداعيات مهمة خلال الفترة المقبلة.

صعود اليمين المتطرف في أوروبا

والواقع أن صعود اليمين المتطرف والشعبوى فى أوروبا بدأ منذ سنوات، سواء على مستوى الدول، حيث وصل إلى الحكم فى العديد منها مثل إيطاليا والنمسا والمجر، أو على مستوى البرلمان الأوروبى.

أسباب الصعود المستمر لليمين المتطرف

وهذا الصعود المستمر يرجع لعدة عوامل أبرزها الأداء الضعيف والباهت للأحزاب التقليدية التى تحكم أوروبا منذ عقود وهى أحزاب الوسط من اليمين واليسار، والتى فشلت فى تبنى سياسات اقتصادية تنموية، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف معيشة المواطن الأوروبى. 

الأزمة الاقتصادية في أوروبا

وأشار الدكتور أحمد سيد أحمد إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية الأوروبية مع أزمة وباء كورونا فى عام 2020 بسبب سياسات الإغلاق ثم الحرب الروسية الأوكرانية فى عام 2022، حيث دفعت أوروبا ثمنا كبيرا لتلك الحرب وارتدت العقوبات الأوروبية الأمريكية غير المسبوقة على روسيا، سلبا على الدول الأوروبية، وهو ما انعكس فى ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء وارتفاع معدلات البطالة والتضخم. 

الهجرة واللاجئين والصراعات والحروب

وقال: ساهمت ظاهرة الهجرة وتزايد أعداد المهاجرين واللاجئين إلى الدول الأوروبية، خلال العقد الأخير بسبب الصراعات والحروب فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وكذلك الهجرة من شرق أوروبا، فى صعود اليمين المتطرف التى استغلها جيدا لتعزيز موقفه وتصوير هذه الهجرة باعتبارها خطر يهدد التركيبة الديموجرافية والدينية والاجتماعية فى أوروبا.

وأضاف أن تصاعد العمليات الإرهابية فى أوروبا خلال الفترة الماضية عزز من مواقف الأحزاب اليمينية المتشددة، خاصة فى فرنسا والنمسا وألمانيا، إضافة إلى صعود اليمين الشعبوى فى أمريكا بزعامة ترامب فى عام 2016 وتأثيره على تصاعد اليمين المتطرف والشعبوى فى أوروبا. 

وأوضح أن هناك عوامل آخرى ترتبط بالتحديات والاقتصادية التي يواجهها الاتحاد الأوروبي كتكتل والتشكك فى فكرة الوحدة والاندماج الأوروبى والتى دفعت بريطانيا إلى الخروج من الاتحاد وطالبت أحزاب يمينية أوروبية أخرى بأن تحذو حذو بريطانيا.

 

تداعيات ذلك على الموقف  الأوروبي

ولفت إلى أن صعود اليمين المتطرف فى أوروبا سيكون له تداعيات مهمة، خاصة فيما يتعلق بالموقف الأوروبى من الحرب الروسية الأوكرانية، حيث ستتجه الدول الأوروبية فى ظل صعود اليمين المتشدد إلى تقليل الدعم العسكرى والاقتصادى لأوكرانيا على خلاف الفترة الماضية التى قدمت فيها أوروبا دعما عسكريا واقتصاديا سخيا لأوكرانيا يزيد على 98 مليار يورو منها 33 مليار يورو مساعدات عسكرية تشمل أسلحة وتدريب أكثر من 20 ألفا من الجيش الأوكرانى، كما تخطط دول الاتحاد الأوروبى لتقديم دعم بمقدار 50 مليار يورو خلال الفترة ما بين 2024 و2027، لتأكيد موقف أوروبا الثابت فى دعم أوكرانيا.

 وترى الأحزاب اليمينية والشعبوية، أن الدعم الاقتصادى والعسكرى لأوكرانيا لم يغير موازين القوى لصالح أوكرانيا ضد روسيا، وإنما أدى لتداعيات سلبية اقتصادية على الدول الأوروبية، كما أن كثيرا من تلك الأحزاب لا يرى فى روسيا عدوا ويسعى إلى بناء سياسات تصالحية أو تعايش مع روسيا وعدم الانجرار وراء السياسة الأمريكية المعادية لروسيا، والتى أدت لعسكرة أوروبا وجعلها ساحة للتوترات الجيوسياسية مرة أخرى بعد أن ظلت لعقود بعد الحرب العالمية الثانية تنعم بالسلام والاستقرار. وترى تلك الأحزاب أن أمريكا تستخدم الفزاعة الروسية، الروسوفوبيا لتحقيق مصالحها وإخضاع أوروبا تحت عباءتها الأمنية وعدم اعتماد أوروبا على ذاتها فى الدفاع عن نفسها. 

 

تأثير احتمال عودة ترامب للبيت الأبيض

كما أن احتمالات عودة ترامب فى أمريكا فى الانتخابات القادمة، مع تبنيه سياسة مغايرة لبايدن بشأن أوكرانيا من شأنه أن يغير مسار الحرب فى أوكرانيا نحو التسوية السياسية التوافقية، حيث إن تراجع الدعم الأمريكى والأوروبى سيجعل الرئيس الأوكرانى زيلينسكى أكثر واقعية ويتجه إلى تحقيق تسوية سياسية مع روسيا. كما أن صعود اليمين المتطرف فى الدول الأوروبية قد يضغط على السياسات الأوروبية الوطنية وسياسات الاتحاد الأوروبي نحو دور أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة وعدم التماهى معها خاصة فيما يتعلق بالموقف من الصين، لأن الانجرار وراء أمريكا خاصة فى عهد الرئيس بايدن أضر بالمصالح الأوروبية، ولا تريد الدول الأوروبية تكرار سيناريو أوكرانيا مرة أخرى مع الصين فى مسألة تايوان، حيث ترتبط أوروبا والصين بعلاقات اقتصادية وتجارية ضخمة تتجاوز تريليون دولار.

 ورغم تأكيد الدول الأوروبية على الاستمرار فى دعم أوكرانيا فإن صعود اليمين المتطرف سيكون له تأثير واضح فيما يتعلق بتغير الموقف الأوروبى من الحرب الأوكرانية ويدفعها نحو مسار الحسم بعد استمرار حالة اللاحسم العسكرى والسياسى لأكثر من عامين، حيث تراهن أمريكا وأوروبا على دعم أوكرانيا عسكريا لاستنزاف روسيا وإفشال أهدافها حتى ولو على حساب ضياع أوكرانيا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية

الجريدة الرسمية