رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس "دينية الشيوخ": السيرة النبوية إلهام لا ينقطع عطاؤه

الدكتور يوسف عامر،
الدكتور يوسف عامر، رئيس اللجنة في مجلس الشيوخ، فيتو

أكد الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، أن الإنسان إذا  قرأ السيرة النبوية عليه استكمالُ أدواتِ الفَهمِ والِاستيعاب وإدراكُ أنَّ هذه سيرةُ النبيِّ المعصومِ الخاتَم.

احتفالية وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد

وأوضح خلال كلمته في احتفالية وزارة الأوقاف بـالعام الهجري الجديد، اليوم السبت، بمسجد السيدة زينب رضي الله عنها، أنَّ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، التي شاءَ الله تعالى أنْ تبْقَى إلى يومِ الناسِ هذا يتناقلُها العلماء وغيرُهم وترتاحُ الأفئدةُ إلى سَماعِها حتى معَ معرفتِها بكثيرٍ مِن أَحداثِها، وهي هيَ مصدرُ تشريعٍ وإلهامٍ إلى آخرِ الدهرِ، فعلى المسلمِ أنْ يقرَأَها بعنايةٍ حتى يَستلهِمَ منها كيفَ يَسيرُ في الحياة.

وأشار عامر إلى أنه لا يصحُّ أنْ تُقرأَ السيرةُ النبوية على أنها تاريخٌ كسائرِ التواريخِ، بل لا بدَّ أنْ نقرَأَها على أنها مصدرُ تشريعٍ وإلهامٍ لا ينقطعُ عطاؤُه، مشيرا إلى أنه مِن أحداثِ هذه السيرةِ المباركةِ هذا الحَدَثُ العظيمُ الذي نحتفلُ بذكراهُ اليومَ، إنه حدَثُ الهجرةِ المشرَّفَةِ المليئَةِ بالدروسِ.

وتابع: إذا نظرنا في قولِ اللهِ تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، نقفُ أمامَ عبارةِ «لا تحزن»، والحُزْنُ في الواقعِ لا يَحصلُ باختيارِ الإنسانِ، فكيفَ يُنْهَى الإنسانُ عن شيءٍ لا يحصلُ باختيارِهِ؟! النهيُ لا يكونُ عن شيءٍ خارجٍ عن حَيِّزِ الِاختيار.

رئيس اللجنة الدينية يتحدث عن أهمية السنة النبوية 

ولفت الدكتور يوسف عامر إلى أن المرادَ ليس النهيُ عن الحزن، ولكنَّ النهيُ عن شيءٍ يدخلُ في حيِّزِ الِاختيار، وهو الأمورُ التي يَتسبَّبُ عنها الحزن، منوها إلى أنه حينما نظر سيدُنا أبو بكر ووجدَ المشركين أمامَهُ واقفينَ أمامَ الغار وقال: "لو نظَرَ واحدٌ منهم لِأَسفَلَ لَرَآهُما داخلَ الغار"، إنها لحظاتٌ عصيبةٌ، التفاتةٌ بسيطةٌ يَنتهي على أثَرِهَا مصيرُ الدعوة، ولا يُوجدُ جنودٌ يُدافعون، ولا حواجزَ صَمَّاء، وانقطعتِ الأسباب.

وأوضح أنه بالوقوفُ بالنظرِ في حدودِ الدنيا وأسبابِها المحدودةِ، أمرٌ يَضيقُ به الصدر، وتَحزنُ به النفس، فجاءَ قولُ سيدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُوسّعًا لمداركِنا حتى لا نَقِفَ عندَ حدودِ المادّياتِ... (لا تحزنْ إنَّ اللهَ معَنَا)... «ما ظَنُّكَ بِاثنيْنِ اللهُ ثَالثُهُما؟!»، فالمجال مجال البصر الإيماني وليس مجال النظر الإنساني، وينبغي أن يوجد البصر الذي هو أوسع من مجرد الوقوف عند ظروف الحياة والأسباب المحيطة، وأن يعيش الإنسان في معية الله تعالى الذي يقول عن نفسه سبحانه: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، فليسَ عطاؤُهُ مُتوقِّفًا على سبَب.. وليسَ مددُهُ مُحتاجًا لظروفٍ مُلائمة.

وأشار إلى أنه تجَلَّى هذا المعنى عندما حاصرَ أربعون شابًّا قويًّا دارَ سيدِنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يحملونَ السيوفَ ليقتلوه فخرجَ دونَ أن يرَوْه، عندما مرَّ سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بخيمةِ أمِّ مَعْبَدٍ فرأى عندَهَا شاةً ضعيفةً ليس بها لبَن فدعا ومسَحَ على ظهرِهَا فحلبْتَ مرتيْنِ وملأَ حليبُها إناءً يُشبعُ جماعةً، وتجلى في قصةِ سُراقَةَ حينما أرادَ أنْ يفوزَ بجائزةِ قريش فيسقطَ عن الفَرَس، وتغوصُ أَرجُلُ الفرَسِ في الرمالِ.

وأكد أنه من معَاني (لا تحزن)، أنه لا تقِفْ ببصرِكَ عندَ حدودِ الحياةِ الماديَّة، بل عليْكَ أنْ ترَى اللهَ سبحانه قبْلَ كلِّ شَيْء.. وبعدَ كلِّ شيْء ومعَ كلِّ شَيء، وأنْ تعيشَ المعيَّة، فاللهُ معَك، ومن كانَ الله معه فلا يحزن.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية