رئيس التحرير
عصام كامل

وسط مخاوف من سيطرته على القارة العجوز.. ماذا يعني اليمين المتطرف ومتى ظهر ؟

اليمين المتطرف، فيتو
اليمين المتطرف، فيتو

في ظل حالة من الترقب، يصوت الفرنسيون في أقاليم ما وراء البحار اليوم السبت في الجولة الثانية والأخيرة من انتخابات تشريعية تراقبها عواصم الغرب، مع صعود اليمين الفرنسي.

وحقق حزب التجمع الوطني المنتمي لليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان مكاسب تاريخية، وفاز بالجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية.

اليمين المتطرف في فرنسا

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، نادرًا ما أثارت انتخابات تشريعية في فرنسا قدرًا مماثلًا من القلق لدى البعض والأمل لدى آخرين يريدون منح اليمين المتطرف إمكانية الحكم، من خلال التصويت لحزب التجمع الوطني برئاسة جوردان بارديلا (28 عامًا) الطامح لتولي رئاسة الحكومة.

وسيشكل قيام حكومة برئاسة اليمين المتطرف، سابقة في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

وتصاعدت المخاوف خلال الفترة الماضية داخل القارة العجوز من إمكانية تحقيق اليمين المتطرف مكاسب كبيرة في الانتخابات الأوروبية. فما هو "اليمين المتطرف" وماذا يعني ؟

اليمين المتطرف في أوروبا

اليمين المتطرف هو وصف يطلق على تيار سياسي يتركز أساسا في أوروبا، ويتبنى نزعة متطرفة معادية للمسلمين واليهود والأجانب، ولديه تمسك متطرف بالقيم الوطنية وبالهوية السياسية والثقافية واللغوية، ويتسم بميل شديد إلى المحافظة الدينية المسيحية.

وبحسب موقع «الجزيرة»، من أشهر أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا "الجبهة الوطنية" بفرنسا المعادية للأجانب والإسلام، وحزب الوسط الديمقراطي في سويسرا، و"حركة بيغيدا" الألمانية التي تأسست عام 2014 والمناهضة لما تدعوها "أسلمة الغرب".

 

ظهور مصطلح اليمين المتطرف

عندما انطلقت الثورة الفرنسية عام 1789 غيرت وجه السياسة العالمية، حينها اجتمع السياسيون لمناقشة حق النقض الذي كان سيُمنح للملك حينها، ومع احتدام النقاش تجمع الموالون للملك لويس الـ16 ولسلطته الكاملة إلى اليمين، أما الموالون لسلطة محدودة للملك فقد تجمعوا إلى اليسار.

 وكتبت الصحف الفرنسية عن تلك الحادثة وبدأ مصطلح اليمين واليسار، وشيئا فشيئا أصبح اليمين سمة "التقليديين" المحافظين على تقاليد الحكم المعترف بها، أما اليسار فأصبح سمة "التقدميين" الذين يؤمنون بسلطة الشعب.

هذا في عالم السياسة، أما في الاقتصاد فالأمر معكوس تماما، فاليمين يكون مع عدم تدخل الحكومة في الاقتصاد (سوق حرة، ضرائب أقل، ورأس المال هو الأقوى، ولكل إنسان فرصته للتقدم)، أما اليسار فهو مع أن تكون الحكومة صاحبة الدور الأكبر في الاقتصاد، وأن تكون الضرائب أكثر على الأثرياء من أجل مد الحكومة بالمال والقوة، لإعادة هذه الأموال إلى الناس عبر التعليم والصحة فتتحقق المساواة.

لكن مع مرور الوقت جنح بعض اليمينيين يمينا، ومنهم أدولف هتلر وبينيتو موسوليني، وهكذا ظهر بعد اليمين ما يعرف بـ"أقصى اليمين" وسمي أيضا "اليمين المتطرف" وتشكلت الفاشية والنازية.

 كما ظهر أيضا إلى جانب اليسار مفهوم "أقصى اليسار" أو "اليسار المتطرف" في فترة صعود الاتحاد السوفيتي الذي ظهرت معه تيارات يسارية متشددة وتدعو إلى ما تسميه العنف الثوري.

نشأة وتطور اليمين المتطرف

اتفق الدارسون للعلوم السياسية على أن أحزاب اليمين المتطرف تمثل في الواقع الأيديولوجيات الوطنية المنهزمة في الحرب العالمية الثانية مثل النازية والفاشية، أو ما تعرف في الأدبيات الأوروبية بتيارات الوطنية/ الاشتراكية المعروفة بمنزعها العنصري واعتمادها الشديد على العرق محددا وأيديولوجية أساسية في التعامل مع الغير وتصنيفه.

ويتميز اليمين المتطرف في أوروبا بمعاداة شديدة لليهود، ولا سيما في ضوء تمكن اللوبيات اليهودية والصهيونية من مفاصل الاقتصاد والإعلام في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، كما اشتدت تلك النزعة مع استغلال تلك اللوبيات المحرقة النازية ضد اليهود لممارسة نوع من الإرهاب الفكري والأخلاقي على الأوروبيين، خاصة بعد قيام إسرائيل في حرب عام 1948.

وإذا كانت معاداة اليهود متأصلة في أوروبا -وألمانيا النازية أحد أبرز تجلياتها- فإن الماسونية أيضا من أهم أعداء اليمين المتطرف في بواكير ظهوره، كما كانت له مواقف متحفظة بل معادية أحيانا للأنظمة الجمهورية وللنموذج الديمقراطي الليبرالي، فضلا عن النزعة العنصرية الكلاسيكية.

صعود اليمين المتطرف في أوروبا

بدأت ظاهرة صعود اليمين المتطرف واضحة لأول مرة خلال الأزمة المالية العالمية (2008-2009)، فقد فرضت العديد من الحكومات الأوروبية تدابير تقشفية قوضت الثقة بالأحزاب والمؤسسات السياسية الرئيسية، الأمر الذي سهل طريق هذه الأحزاب التي تحمل أيديولوجيا متشددة، كما سرعت أزمة الهجرة في الفترة بين 2014 و2016 هذا الاتجاه، مما أدى إلى بدء دخول الأحزاب اليمينية المتطرفة للحكومات في جميع أنحاء أوروبا.

وارتفع الدعم للأحزاب القومية المتطرفة في أوروبا عقب استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016 وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2017.

وفي عام 2022 حصل اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسة الفرنسية على 41.45% من أصوات الناخبين مقابل 34% في انتخابات عام 2017، كما تضاعف عدد مقاعد الحزب بالبرلمان الفرنسي في انتخابات يونيو 2022 إلى 89 مقعدا.

وقد ساعدت بعض العوامل في صعود اليمين المتطرف بأوروبا، بينها عوامل فكرية وثقافية واقتصادية وسياسية، وعلى الرغم من تعدد الأسباب فإنه يصعب تحديد أكثرها تأثيرا في هذا الصعود، وفيما يلي أهم العوامل:

  • تآكل الثقة في النخب الحاكمة والتيارات الليبرالية والاجتماعية.
  • تنامي النزعة القومية التي ترى أن الدولة يجب أن يقطنها فقط أفراد من مجموعة عرقية واحدة.
  • الإسلاموفوبيا (الكراهية للإسلام والمسلمين).
  • العولمة وما تبعها من أزمات اقتصادية وثقافية واجتماعية.
  • زيادة تدفقات الهجرة واللاجئين.
  • زيادة البطالة.
  • انتشار الفكر المتطرف وتفشي الأعمال الإرهابية.

 

 

نقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية