ترزجية.. رابطة فنكوش.. مسابقات رمضانية.. الدورى المصرى.. سمك لبن تمر هندى ! لجنة حكام «خيال مآتة».. وجداول مباريات بالحب.. كارثة القمة كشفت المستور.. والتسريبات على عينك يا تاجر
«مش عارف والله».. شعار رفعه جميع المسئولين عن لعبة كرة القدم المصرية فى الآونة الأخيرة فى ظل حالة التخبط والعشوائية التى تحكم القرارات داخل منظومة كرة القدم بشكل دفع جميع المسئولين إلى التهرب من الرد على أى استفسارات فى ظل عدم معرفة الجميع بما يحدث أو سيحدث، وهو ما سيترتب عليه مزيد من الانفلات الإدارى والضبابية فى مشهد إدارة كرة القدم فى مصر.
أزمة القمة 128 بين الأهلى والزمالك هذا الأسبوع فتحت الملف من جديد مع الوضع فى الاعتبار أن الملف معلقً وبه العديد من الأزمات، ولكن جاءت أزمة القمة بين الأهلى والزمالك لتفجر بركان الغضب فى وجه المسئولين عن منظومة الكرة فى مصر بداية من رابطة الأندية مرورا باتحاد الكرة وصولا إلى وزارة الرياضة التى تقف على الحياد مع الجميع، فى مشهد لا يمكن وصفه أو وضع عنوان صريح له فى ظل حالة الضبابية التى تحكمه حاليًا.
رابطة الأندية التى تتحدث عن شكل المسابقة فى الموسم الجديد وتعديل شكل الدورى فى الوقت الذى فشلت فيه عن جدارة فى إنجاح الموسم الحالى الذى بات مهددًا بالإلغاء وسط ضغوط بالجملة من بعض الأندية لإلغاء الموسم ومنح اللاعبين راحة سلبية من أجل الاستعداد لموسم جديد يبدأ فى موعده، كما هو الحال مع جميع دوريات العالم المتحضر. الدورى المصرى لم ينته بعد، وهناك كم ليس طبيعيا من المباريات المؤجلة بشكل يؤكد أن الموسم الحالى لن ينتهى سوى بنهاية أغسطس المقبل، وهو ما يعنى انطلاق الموسم الجديد مباشرة بعده فى إشارة واضحة إلى تلاحم موسمين جديدين، كما هو الحال فى السنوات الأخيرة.
رابطة الأندية مستمرة فى تصريحاتها بشأن الموسم الجديد رغم أنها من المفترض رحيلها قانونيا بنهاية الموسم الحالى والإعلان عن انتخابات لاختيار المجلس الجديد وفقًا للائحة، ولكن يبدو أن مسئوليها ضمنوا أماكنهم، ومن ثم يتحدثون بقلب قوى عن شكل الموسم الجديد واستمرارهم على رأس إدارة الكرة فى مصر رغم حالة الفشل الذريع التى غلفت أداء الجميع ومنحتنا بطولة ضعيفة مترهلة تعانى من أزمات على جميع المستويات، بداية من التحكيم مرورا باعتراضات الأندية على ترتيب المباريات ومواعيدها أيضًا، وصولا إلى سلسلة البيانات التى خرجت من أغلب أندية الدورى هذا الموسم للاعتراض على التحكيم تارة وترتيب المباريات أخرى، وأيضًا المؤجلات ومواعيد المباريات وغيرها من الأمور التى لم ترد عليها رابطة الأندية حتى الآن فى ظل عدم وضوح الرؤية بشأن أى شيء يخص لعبة الكرة فى مصر ومع تفرغ الجميع للبحث عن مصالحه فقط والترتيب والتخطيط للانتخابات المقبلة، ومن سيترشح فى انتخابات اتحاد الكرة لاختيار المجلس القادم ومن سيستمر فى منصبه ومن ثم سيقوم بتصعيده ومن سيتم استبعاده.
الطامة الكبرى أيضًا فى أزمة الدورى المصرى وتنظيم المباريات ووضع جدول الدورى تجسدت فى المسئول عنه الذى قام بتفصيل جدول المباريات وفقًا للمصالح دون النظر لتطبيق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص بين الأندية، فليس من المنطقى أن يواجه الأهلى أو الزمالك على سبيل المثال بعض الأندية ذهابا وإيابا فى الدورى وهناك أندية أخرى لم تلعب أمام الزمالك أو الأهلى حتى الآن، وليس من المنطقى أن يخوض الأهلى والزمالك مباريات مع بعض الفرق هذا الأسبوع ويعود الثنائى لمواجهة نفس الفرق بعدها بعدة أيام فى مباريات الدور الثانى، كما أنه لم يكن من المنطقى أيضًا أن تخوض بعض الأندية مبارياتها نهارا فى حين يلعب الأهلى والزمالك دائمًا مساء، وهو ما اعترضت عليه بعض الأندية بشكل رسمى مثل إنبي.
«ترزي» جدول الدورى تعامل مع الأمور بفكر تقليدى بحت، أو بمعنى أدق بسياسة محاولة إرضاء الجميع، وهو أمر لن ينجح فيه أحد، لأن إرضاء الجميع غاية من الصعب بل من المستحيل الوصول إليها، وهو ما دفع الجميع إلى الانقلاب عليه فى الوقت الحالى ومطالبته بالرحيل.
المسئول عن وضع جداول الدورى المصرى ما زال متمسكًا بمنصبه رغم حملة الانتقادات التى يتعرض لها، ولم يكتف بذلك فقط، بل كان أبرز شيء حرص عليه هو إبلاغ المقربين منه أنه لم يتقدم باستقالته من منصبه وتسريب الأمر إلى وسائل الإعلام.
لجنة المسابقات فى رابطة الأندية لم تمتلك الجرأة فى إعلان رؤيتها ووجهة نظرها فى ترتيب المباريات، واكتفت بتوضيح مسرب إلى وسائل الإعلام بشأن مواعيد انتهاء مباريات الدورى فى المواسم السابقة وأيضًا ترتيب المباريات وإعلان ذلك بشكل غير رسمى، رغم أنها تدير الكرة فى مصر، ولكن لأنها تخشى ردة فعل أندية القمة اكتفت بالتسريبات التى أصبحت على عينك يا تاجر دون حسيب أو رقيب.
أزمة التحكيم فى الدورى المصرى أصبحت بمنزلة قنبلة موقوتة، فالجميع داخل اللجنة يقاتل لرحيل الخواجة البرتغالى بيريرا من منصبه، والأخير مستمر ويقاتل من أجل الحفاظ على راتبه.. رابطة الأندية واتحاد الكرة يتفاوضان لاستقدام حكام أجانب لإدارة القمة ويخاطبون اتحادات قارية من أجل الاستقرار على طاقم تحكيم القمة، ورئيس لجنة الحكام البرتغالى يختار ثنائى طاقم تحكيم مصرى ويجنبهم خوض مباريات فى أسبوع مباراة القمة من أجل اختيار أحدهما لإدارة القمة 128.. مشهد عبثى من الطراز الرفيع.. مشهد لا نتمناه لألد أعدائنا.. مشهد يعكس حالة من العشوائية والتخبط وعدم الاحترافية فى التعامل.
التحكيم المصرى بات فى حالة تراجع شديدة، وحكام الصفوة الذين كان يشار إليهم بالبنان أصبحوا مهتزين وبعيدين تماما عن مستواهم ويرتكبون أخطاء لا يرتكبها حكام صاعدون، وذلك بفضل التخبط والضغط وغياب العدالة فى الاختيارات، وغيرها من الأسباب التى حولت الحكم المصرى إلى شخص مهزوز يجيد فقط خارج الحدود ويتعطل فى مباريات الدورى وكأس مصر.
المشهد الحالى للكرة المصرية يحتاج إلى قنبلة شبيهه بما حدث فى ناجازاكى وهيروشيما لنسف ما نتعرض له من إسفاف إدارى وعشوائية منقطعة النظير وبلبلة هنا وهناك ومشاهد لا يمكن أن تحكم أعرق دورى فى الشرق الأوسط.. مشاهد عبثية لا ترتقى لدورات رمضانية.. مصالح متضاربة وجداول مباريات بالحب وترتيب مواجهات بالعين الحمراء ومؤجلات على الكيف واختيار حكام بالمصالح وغيرها من الأمور التى تنذر بمستقبل غامض يحيط بالكرة المصرية وينعكس سلبًا على المنتخبات الوطنية التى أصبحت فى حالة يرثى لها فى ظل ضعف مستوى المسابقات بمختلف أعمارها السنية ومع غياب المواهب واقتحام البيزنس لعالم كرة القدم، وفى ظل غياب الرقابة على قطاعات الناشئين، وأيضًا حالة التسنين التى تعانى منها تلك القطاعات، وأيضًا مستوى التحكيم “اللى أصبح فى النازل”، وأيضا مع غياب خطط مستقبلية بشأن شكل المسابقات فى المواسم المقبلة وإلغاء البعض منها على المزاج، وفى ظل غياب منهج ولوائح تطبق على الجميع دون الوضع فى الاعتبار ألوان وأسماء الأندية الكبيرة التى أصبحت بما لا يدع مجالا للشك أقوى وأكثر جرأة من رابطة الأندية واتحاد الكرة بالورقة والقلم.