رئيس التحرير
عصام كامل

كيفية اختيار الصديق الصالح وأهميته في الشفاعة يوم القيامة

شفاعة الصديق لصديقه
شفاعة الصديق لصديقه يوم القيامة، فيتو

الصداقة في الإسلام، هي إحدى الروابط الإنسانية الهامة التي يرغب الإنسان دائمًا في وجودها بحياته، وورد مفهوم الصداقة بمعنى الصحبة عن محبة، وهي مأخوذة من الصدق لأن الصديق يصُدق صديقه وُيَصِّدُقه.

والصداقة في الإسلام ترتبط بالعقيدة والالتزام بحدود الله والخلق الحسن والسمعة الطيبة، فلا خير في الصاحب الفاسد، لأن صحبته فتنة في دينه ودنياه، لذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من جليس السوء وحث على ملازمة الجليس الصالح.

الصداقة في الإسلام، فيتو

آيات من القرآن الكريم عن الصديق الصالح

حثّ القرآن الكريم على حسن اختيار المرء للصحبة التي تنفعه وترفعه في الدنيا والآخرة والتآخي بينهم، ومن الآيات الدالة على ذلك:

قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا...). [آل عمران: 103]

(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا). [الكهف: 28]

(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ). [الحجر: 47]

(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ). [الزخرف: 67]

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). [الحجرات: 10]

شفاعة الصديق لصديقه يوم القيامة

الشفاعة مصدر من فعل شفع، والشفع يأتي بمعنيين:

الأول: بمعنى الزوج، خلاف الوتر، يقال كان وترا فشفعته شفعا، أي صيرته زوجا.

الثاني: بمعنى الشفاعة في الخير والشر، أو الإعانة للمرء أو عليه.

والشفاعة نوعان: شفاعة في الدنيا، وشفاعة في الآخرة.

الشفاعة في الدنيا قال الله تعالى فيها: مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا [النساء، 85].

فتبين لنا أن الشفاعة كسائر الأعمال فيه الخير والشر، فيحسن بالمرء أن يحرص كيف يستثمر شفاعته بين الناس وألا يصرفها في طرق الحرام.

وأما الشفاعة في الآخرة؛ فقد أجمع العلماء على ثبوتها، ودلت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على ذلك.

الشافع: هو المتوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة. والشفيع من الأعداد ما كان زوجا، يقال: كان وترا فشفعته.

وتأتي شفاعة الصديق لصديقه يوم القيامة مصداقا لقوله تعالى: فَمَا لَنَا مِن شَـٰفِعِینَ * وَلَا صَدِیقٍ حَمِیمٍ [سورة الشعراء، 100-101].

وقال سبحانه: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ [غافر، 18].

وقال تعالى (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ). [الحشر: 10]

شفاعة الصديق لصديقه، فيتو

 

الصداقة في الأحاديث النبوية

تُعرف الصداقة  بأنها رابطة المودة والإخلاص بين شخصين أو أكثر، كل منهم يشعر بحب كبير تجاه الآخر، وتبنى تلك العلاقات على حب الله والاجتهاد في التقرب من الله. وقد حث الشرع على مصادقة الأخيار والبعد عن مصادقة الأشرار، فقال صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أحمد وأبو داود والترمذي.

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث؛ في نكبته، وغيبته، ووفاته).
 

وقال صلى الله عليه وسلم: مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير........... رواه مسلم.

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقى).. وهنا وصف النبي الكريم للصداقة الحقيقية.

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: رَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه).

وأيضا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليبعثَنَّ اللهُ أقوامًا يومَ القيامةِ في وُجوهِهِمُ النُّورُ، علَى منابرِ اللُّؤلؤِ، يغبِطُهُمُ النَّاسُ، لَيسوا بأنبياءَ ولا شهداء، قال: فَجثَا أعرابيٌّ على رُكبتَيْهِ؛ فقالَ: يا رسولَ اللهِ! جَلِّهِم لنا نَعرِفْهمْ، قال: همُ المتحابُّونَ في اللهِ، مِن قبائلَ شتَّى، وبلادٍ شتَّى، يجتَمِعونَ على ذِكرِ اللهِ يَذكرونَه).

 

صفات الصديق الصالح

ومن الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الصديق حتى يكون صديقًا صالحًا: الوفاء - الأمانة - والصدق - والبذل- والثناء - والبعد عن ضد ذلك من الصفات.
والصداقة إذا لم تكن على الطاعة فإنها تنقلب يوم القيامة إلى عداوة، قال تعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف:67].

وأوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم على حسن اختيار الصديق، وأنه يجب أن يكون على خلق حسن ويعرف بالصفات الحسنة، فالصديق هو إحدى طرق الجنة.


وأن يتسم الجليس الصالح بالدِّين والسمعة الطيّبة والذِّكر الحَسن بين الناس؛ مصداقا لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنّما مثل الجليس الصالح، والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إمّا أن يحذيك، وإمّا أن تبتاع منه، وإمّا أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإمّا أن تجد منه ريحًا خبيثة).

الصديق الصالح هو الذي يذكرك بربك متى غفلت عن ذكره، وهو الذي لا يطلب عثرات إخوانه ولا يتتبعهم، الصديق الصالح من سلم المسلمون من لسانه ويده. مصداقا لقول  رسول الله -صلى الله عليه -: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).

 

فضل الأخوة في الله كما وردت في السنة النبوية

ورد عدد من الأحاديث النبوية التي تبين فضل الحب بين الأخوة في الله، نذكر منها: قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أنَّ رَجُلًا زارَ أخًا له في قَرْيَةٍ أُخْرَى، فأرْصَدَ اللَّهُ له علَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أتَى عليه، قالَ: أيْنَ تُرِيدُ؟ قالَ: أُرِيدُ أخًا لي في هذِه القَرْيَةِ، قالَ: هلْ لكَ عليه مِن نِعْمَةٍ تَرُبُّها؟ قالَ: لا، غيرَ أنِّي أحْبَبْتُهُ في اللهِ عزَّ وجلَّ، قالَ: فإنِّي رَسولُ اللهِ إلَيْكَ؛ بأنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّكَ كما أحْبَبْتَهُ فِيهِ).

وقال أيضا -عليه السلام-: (إن أردت أن يصفو لك ود أخيك فلا تمازحنه، ولا تمارينه، ولا تباهينه، ولا تشارنه).

وقال الإمام موسى الكاظم عليه السلام: (لا تذهب الحشمة بينك وبين أخيك وابق منها، فان ذهابها ذهاب الحياء).

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية