يحقق 6 ملايين جنيه أرباحًا شهريًا وتم تأجيره بـ 3 ملايين فقط!!.. رائحة الفساد فى أزمة مستشفى مبرة المعادى تزكم الأنوف.. مخاوف من تدمير المؤسسة بعد تأجيرها للقطاع الخاص
مستشفى مبرة المعادى، أحد أهم مستشفيات المؤسسة العلاجية والذى أنشئ بقرار جمهورى سنة 1964 بغرض تقديم خدمات طبية بأسعار اقتصادية أقل من أسعار القطاع الخاص للمواطنين من الطبقات المتوسطة، وظل مستشفى مبرة المعادى الموجودة فى شارع 6 بالمعادى والمنشأ منذ عام 1948 قبل انتقاله وتحويله للمؤسسة العلاجية يقدم الخدمات الطبية للمرضى المترددين عليه من سكان المعادى وحتى حلوان.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لمستشفى مبرة المعادى 116 سريرا ويضم 13 عيادة تخصصية، ويقدم خدمات طبية لـ60 ألف مواطن سنويا، ويجرى 11 ألف عملية سنويا، ويقع المستشفى على مساحة 6695 مترا، ويضم 3 مبان على مساحة 2321 مترا.
كما يضم مستشفى مبرة المعادى 625 عضوا من العاملين به سواء كانوا فرقا طبية أو إداريين أو عمالا وغير معروف مصيرهم حتى الآن خاصة بعد الإعلان عن الاستغناء عن 60% من العاملين به عند استلام الإدارة الجديدة له.
وبحسب اللائحة المالية للمؤسسة العلاجية فهو لا يحصل على أي ميزانية من الدولة، بل يعتمد فى تمويله على التمويل الذاتى، حيث يقدم خدماته العلاجية بأسعار اقتصادية سواء الكشف أو العمليات الجراحية أو الأشعة أو التحاليل، فهو ليست مستشفى مجاني، ويتعاقد مع التأمين الصحى والعلاج على نفقة الدولة لعلاج غير القادرين باستصدار قرارات لهم وتتحمل هذه الجهات تكاليف العلاج للبسطاء المترددين على المستشفى.
ومنذ عام فوجئ العاملون والفريق الطبى بالمستشفى ببدء الحديث عن تأجير المستشفى للقطاع الخاص وتقديم عروض بمبالغ مالية لتأجيره، إلا أن المسئولين عن المؤسسة العلاجية حينها رفضوا فكرة تأجير المستشفى، خاصة أنه يحقق مكاسب وأرباحا وتعتبر من المستشفيات الجيدة، وإذا كان هناك اتجاه لإسناد إدارة المستشفيات للقطاع الخاص يمكن البدء بمستشفى به أوجه قصور متعددة سواء فى نقص الأجهزة الطبية به أو قلة عدد الأطباء حتى يتوسع القطاع الخاص فى التعاقد مع أطباء آخرين.
والمستشفى بشهادة أربعة مصادر تواصلت معهم “فيتو” أكدوا أن أنه يضم أغلب التخصصات الطبية ولديه تعاقد مع كبار الاستشاريين من أساتذة قصر العينى، ويضم وحدة لجراحة القلب المفتوح وعمليات الصدر ووحدة لعمليات الرمد المتقدمة منها زرع القرنية وجراحات العظام وأحدث الأجهزة الطبية، كما يضم وحدة لرعاية الأطفال فى ظل وجود عجز فى أسرة رعاية الأطفال فى مستشفيات كثيرة، ويضم المستشفى غرف عمليات مجهزة بأفضل الإمكانات.
وخضع مستشفى مبرة المعادى للتطوير فى عهد وزير الصحة الأسبق أحمد عماد عام 2017 فى أقسام الطوارئ والاستقبال والرعاية المركزة والعمليات بقيمة بلغت حينها 17 مليون جنيه.
وأشارت المصادر إلى أن «مبرة المعادى» يعتمد فى تطويره وشراء الأجهزة الطبية المطلوبة على الأرباح التى يحققها وتبرعات المجتمع المدنى، ولا اشترى لها وزارة الصحة أي جهاز طبى أو تسهم فى مشروعات التطوير به من موازنة الدولة.
وأوضحت المصادر أن المستشفى يحقق مكاسب مادية أكثر من القيمة المعروضة لإيجاره، حيث تقدمت جمعية تنمية مدينة نصر بعرض مالى 3 ملايين جنيه لتأجير المستشفى، وتبنت الوزارة مفاوضات لزيادة المبلغ إلى 7 ملايين جنيه، ووافق مجلس الوزراء فى 13 مارس الماضى على تعاقد المؤسسة العلاجية مع الجمعية لإدارة وتشغيل واستغلال مبرة المعادى قبل أن يتم التراجع عن ذلك وتأجيره إلى شركة أخرى.
وأكدت المصادر أن مستشفى مبرة المعادى بتاريخه وخدماته ستستفيد منه الإدارة الجديدة، ولكنها لن تفيد المستشفى بشيء، بل ستعمل الإدارة الجديدة على زيادة أسعار الخدمات به لتحقيق أرباح أكثر، فضلا عن أن قيمة الإيجار التى تدفعها للحكومة نظير الإدارة ضئيلة جدا لا تساوى قيمة المعامل فقط داخل المستشفى وليس المستشفى بأكمله.
وأوضحت المصادر أن صافى أرباح المستشفى يتراوح من 5 إلى 6 ملايين جنيه بعد دفع الرواتب للفرق الطبية والعاملين شهريا، فكيف تؤجر بمبلغ أقل من أرباحها!
وأشارت المصادر إلى أن «مبرة المعادى» هو المستشفى الوحيد من أول منطقة الملك الصالح حتى حلوان الذى تخدم المواطنين ويقدم خدمات متخصصة جنوب الجيزة، وتساءلت المصادر: هل من المنطق تأجير مستشفى متطور ولا تحتاج للتطوير أصلا؟
وأوضحت المصادر أن مستشفى مبرة المعادى لم يصدر عنها خلال السنوات الماضية أي وقائع إهمال للمرضى مثلما صدر من أحد المستشفيات التى تخضع للإدارة الجديدة متسائلة: ما هى إنجازات جمعية تنمية مدينة نصر حتى تدير مستشفى بحجم مبرة المعادى.
وتابعت المصادر: كان الأفضل طرح المستشفى أمام أكثر من مستثمر وتأجيرها بمبلغ يستحق قيمتها المالية التى تصل إلى مليار جنيه حاليا بحجم إمكاناتها وخدماتها.
وحسب إيرادات ومصروفات مستشفى مبرة المعادى لعام 2022/2023 فإن المستشفى حقق أرباحًا فى 5 شهور فقط أكثر من 3 ملايين جنيه وبلغ حجم مصروفاته 32 مليون و899 ألف جنيه، بينما الإيرادات بلغت 35 مليون و272 ألف جنيه.
وأكدت المصادر أن الجهات التى تتبرع باستمرار للمستشفى بعد قرار إسناد إدارتها للقطاع الخاص رفضت التبرع له، خاصة أن هذه التبرعات تذهب لتطوير وشراء أجهزة سيستفيد منها جهة أخرى تحقق مكاسب وأرباحا.
وأشارت المصادر إلى أن صفقة التعاقد على مستشفى مبرة المعادى بدأت منذ أكثر من عام ونصف ورفضها المسئولون عن إدارة المؤسسة العلاجية فى ذلك الوقت، وتمت الإطاحة بهم، وحاليا تقدمت وزارة الصحة بقانون لمجلس النواب ووافق عليه لتقنين وضع تأجير المستشفيات.
وأوضحت المصادر أن اللائحة المالية للمؤسسة العلاجية تسمح لها بالشراكات مع القطاع الخاص ولكن يمكن إدارتها بشكل يفيد الدولة بعيدا عن تضارب المصالح والمخالفات واستنزاف أصول المستشفيات وتدميرها وتأجيرها بأسعار قليلة لا تستحق قيمتها المالية الحقيقية.
وكشفت مصادر أخرى تحدثت “فيتو” معها أن المؤسسة العلاجية على مدار تاريخها يضاف إليها مستشفيات أو يؤخذ منها، وتنضم لجهات أخرى وكان يتبعها 5 مستشفيات بالقاهرة و3 فى الإسكندرية.
وأكدت المصادر أنه كان يمكن إسناد إدارة الأقسام الداخلية فقط بالمستشفى للقطاع الخاص مثل المعامل أو الأشعة، بينما العمليات الجراحية متقدمة ومتميزة والقطاع الخاص لن يضيف لها، بل سيستفيد منها، ويزيد أسعار الخدمات بها.
وتابعت المصادر لـ”فيتو” أن مبرة المعادى لديها تعاقدات مع جهات متعددة وتمتلك أرضا بجوارها تبلغ قيمتها مليار جنيه، مما يعنى أن قيمة تأجير المستشفى قليلة جدا مقارنة بقيمة أصولها، كما أن الشركة أو الجهة التى ستدير المستشفى تتبع مسئولين فى وزارة الصحة، مما يؤكد وجود تضارب مصالح.
على جانب آخر، تحدثت “فيتو” مع أطباء من مستشفى مبرة المعادى، وأكدوا أنها حتى الآن لم تنقل إدارتها للشركة، وأكدوا أن التغيير الوزارى تسبب فى تأجيل انتقال الإدارة، والتى كان مقررا لها بداية يوليو القادم.
وأكد أعضاء الفريق الطبى بالمستشفى أنه لم يتم إخبارهم رسميا بأى معلومة تخص إنهاء التعاقدات أو تعديلها، ولكن تسود حالة من الترقب بين العاملين بها خوفا من إنهاء التعاقدات معهم، لأن أغلب العاملين بالمستشفى يعملون بنظام التعاقدات وليسوا معينين، وبالأخص الإداريين والعمال والتمريض.
يذكر أن آخر تعديل للائحة المالية رفع قيمة تذكرة الكشف من 40 إلى 100 جنيه، لكن هناك توقعات بزيادة الأسعار بعد تسلم القطاع الخاص للمستشفى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
