رئيس التحرير
عصام كامل

أهمية الأخلاق ومراعاة مشاعر الآخرين في الإسلام

أهمية الأخلاق في
أهمية الأخلاق في الإسلام، فيتو

الأخلاق في الإسلام، جاء الإسلام بمبادئ إنسانية غاية في العظمة، ولذلك على المسلمين التحلي بها وتنميتها في نفوسهم. وإن ديننا الإسلامي الحنيف دين قامت دعائمه الأولى على أساس أخلاقي.

الإسلام قائم على الأخلاق بالدليل من السنة النبوية

إن ديننا الإسلامي دين قامت دعائمه الأولى على أساس أخلاقي قويم؛ بل إن الهدف الأول والأسمى من دعوة النبي ﷺ هو تميم ذلك البنيان، وترسيخ ذلك الأساس والسمو به إلى ذروة تمامه وكماله, عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخْلاقِ» أخرجه أحمد والبخاري.

وعن أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ». أخرجه أحمد

ووصف الله نبيه الكريم بالخلق العظيم فقال: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:٤]

وجاء الإسلام لإسعاد الناس وصلاحهم، وليس لقهرهم وإكراههم، والمسلم إنسان حساس يراعي مشاعر وأحاسيس جميع الناس, فهو يتمتع بدرجة عالية من الإحساس والتأثر وهو صاحب قلبِ حيّ نابض، وينعكس ذلك كله على سلوكه وتصرفاته.

الإسلام قائم على الأخلاق، فيتو

أهم المبادئ التي من خلالها تُصان المشاعر وتراعى الأحاسيس

ولقد وضع الإسلام كثيرًا من المبادئ والأسس التي من خلالها تُصان المشاعر وتراعى الأحاسيس، ومن أهم هذه المبادئ:

أولا: الالتزام بأدب الحديث

فقد أمر الله تعالى نبيه ﷺ بالرفق واللين في القول فقال سبحانه: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران: ١٥٩]

وأمرنا بذلك فقال: ﴿ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾[البقرة:٨٣]

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء». رواه الترمذي.

وروت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رجلا استأذن على النبي ﷺ فلما رآه قال: «بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة». فلما جلس تطلق النبي ﷺ في وجهه وانبسط إليه فلما انطلق الرجل قالت له عائشة: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله ﷺ: «يا عائشة متى عهدتني فحاشا؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره». رواه البخاري.

ثانيا: التسامح في الإسلام بالدليل من القرآن

 يعرف التسامح في الإسلام بأنه المبدأ الإنساني الذي يحث الإنسان على نسيان ما مضى من الأحداث المؤلمة. ونسيان الأذى الناتج عن بعض المواقف بإرادته والعزوف عن فكرة الانتقام.

ورغَّب الشرع الحنيف في العفو عن المسيء ومسامحته عند القدرة؛ فإن كانت المعاقبة هي جوهر العدل والإنصاف، فإن العفو هو قمة الفضل والإحسان، وهذا الخلق الكريم هو سمة من سمات وأخلاق الإسلام الذي دعا إليه ورغب فيه في مواضع متعددة؛ فقال تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيل﴾ [الحجر: 85]، وقال سبحانه: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ [الزخرف: 89]، وقال سبحانه ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين﴾ [الشورى: 40].

وقال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ۝ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 133-134].

التسامح في الإسلام بالدليل من القرآن، فيتو

 

ثالثا: عدم جرح مشاعر المخطئ

إن الاستعجال في إصدار الأحكام على الآخرين أمر ممقوت يعرض صاحبه للزلل والخطأ والوقيعة في الآخرين، وهو مخالف أيضًا للمنهج الرباني الآمر بالتثبت والتبين والتبصر، كما أنه بعيد عن منهج الإسلام في العفو عن المسيء وقبول عذر المعتذر.

وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال النبي ﷺ: « دعوه وأريقوا على بوله سجلا ( دلوا ) من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ».

أمر النبي ﷺ أصحابه بترك هذا الأعرابي الجاهل حتى ينتهي من بوله، فلما انتهى أمر أن يراق على بوله ذنوبا من ماء فزالت المفسدة. ثم دعا الرسول ﷺ، الأعرابي فقال: «إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى أو القذر إنما هي للصلاة وقراءة القرآن ». رواه البخاري.

كما روى معاوية بن الحكم السلمي فقال: "بينما أنا أصلي مع رسول الله ﷺ إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلى ؟ فـجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني سكت، فلما صلى، ﷺ، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فو الله ما كرهني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال: إن هذه الصلاة لا يصح فيهما شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن.رواه مسلم

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملًا ».

وها هو الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: قوى لله ضعفك، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني، قال: والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير.

فالمخطئ قبل أن نعاتبه أو نحاسبه لا بد أن نتفهم سبب الخطأ, ونلتمس له الأعذار وفي كل ذلك لا بد أن تحترم مشاعره حتى لا يعاند ويصبح الخطأ خطأين.

أهمية الأخلاق في الإسلام

-جعل الرسول عليه الصلاة والسلام الغاية من بعثته هي الدعوة إلى مكارم الأخلاق فقد قال الرسول عليه السلام: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

- الأخلاق من الأسباب التي ينال بها العبد رحمة الله سبحانه وتعالى، ويتوب الله على من تاب، ويغفر له الذنب.

- تعظيم الإسلام لحسن الخُلق. الأخلاق الحسنة هي أساس لبقاء الأمم، والأخلاق السيئة، أو الانحلال الأخلاقي هو سبب في زوال الأمم. 

-الأخلاق هي من أسباب المودّة والرحمة بين الناس، وسبب لإنهاء العداوة والبغضاء فيما بينهم.

- سَلَامة القلب من الشَّحْناء لعموم المسلمين، وإرادة الخير لهم، ونصيحتهم، وأن يحبَّ العبد لهم ما يحبُّ لنفسه.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية