متخصصة بالشأن الأفريقي تحذر: الحرب السودانية تحولت إلى محرقة شعبية
قالت الدكتورة أسماء الحسيني المتخصصة في الشئون الأفريقية: إن الأزمة السودانية وصلت إلى مرحلة بالغة الخطورة بعد أن تحول الحريق السوداني بفعل الحرب الدموية الوحشية التي وصلت إلى شهرها الخامس عشر إلى محرقة كبرى، يتلظى ويكتوي في سعير نيرانها المواطنون السودانيون أينما كانوا داخل السودان أو خارجه، وتلتهم نيران هذه المحرقة كل مقومات الحياة في السودان، وأواصر القربى والمواطنة، بل وعلاقات السودان وامتداداته، وتلقي بظلال قاتمة على حاضر البلد العربي الأفريقي المهم ومستقبله.
الحرب فى السودان تتمدد يوما بعد يوم
وأكدت فى تصريح لـ “فيتو” أن الحرب تتمدد يوما بعد يوم، ويبدو أن تدفقات السلاح المتطور والعتاد لطرفي الحرب تتواصل، وأن الأقاليم السودانية والمواطنين السودانيين أصبحوا ساحات مستباحة لتجريب الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة بأنواعها، وكذلك الأسلحة المحرمة دوليا التي باتت تظهر أدلة على استخدامها في قتل المدنيين، كما تلاحق الكوارث والمآسي السودانيين في كل بقاع السودان، وفي أماكن النزوح واللجوء بأشكال صادمة في ظل تحذيرات دولية من خطر تفاقم العنف والمجاعة.
الصراع فى السودان يتم على جبهات متعددة
وواصلت حديثها: أصبحت المعارك الآن تدور في جبهات متعددة، في الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحرى، وفي ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وسنار وولايات دارفور جميعا، ولا سيما حول الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التي تحاصرها قوات الدعم السريع، بينما يستميت الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه في مقاومة سقوطها في أيدي الدعم السريع، نظرا لما تمثله المدينة من أهمية جيواستراتيجية برمزيتها التاريخية كعاصمة للإقليم وموقعها المهم المنفتح على حدود السودان مع ليبيا وتشاد وقريبا من الحدود مع أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، والأخطر هو انفتاحها على إقليم كردفان والولاية الشمالية، ولو استعاد الجيش والحركات المسلحة معه السيطرة على الفاشر يكون ذلك بداية من أجل استعادة السيطرة على إقليم دارفور الذي أحكم الدعم السريع قبضته عليه.
الحرب السودانية أصبحت محرقة للشعب السودانى
وتابعت أصبحت الحرب السودانية أو بالأحرى المحرقة السودانية تحاصر ملايين السودانيين بالسلاح والقتل والترويع والترهيب، وأيضا بسلاح التجويع، حيث يعاني ملايين السودانيين من خطر المجاعة، ويموت كثيرون منهم بسبب نقص الغذاء والماء والدواء، إن لم يكن في القصف والاستهداف بالسلاح، ووصل الحال ببعضهم إلى أكل أوراق الأشجار وطهي التراب، وقد حذر مسئولون دوليون من أن المجاعة التي يشهدها السودان قد تصبح أسوأ من أي مجاعة شهدها العالم منذ المجاعة في إثيوبيا قبل 40 عاما، في ظل تغطية إعلامية ضئيلة.
جهود حل أزمة السودان دوليا واقليميا
أما جهود حل أزمة السودان دوليا وإقليميا فقالت لا تزال تراوح في عجزها، ولا يمارس المجتمع الدولي ضغوطا حقيقية على أطراف القتال لإلزامهم بوقف الحرب، واكتفى الاتحاد الأوروبي مؤخرا بالإعلان عن عقوبات على قادة عسكريين من طرفي القتال الجيش السوداني والدعم السريع، ليست هي الأولى ولا يبدو أنها كافية لإجبارهما على وقف القتال والجلوس للتفاوض، وقد استعرت الحرب في الفاشر أكثر فأكثر بعد جلسة مجلس الأمن التي دعت لرفع الحصار ووقف القتال فيها.
أما الاتحاد الأفريقي فقد شكل آلية رئاسية رفيعة برئاسة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني من أجل تسهيل عقد لقاء بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني ونائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع في أقصر وقت ممكن، على أمل إحداث اختراق يؤدي لإيقاف الحرب دون قيد أو شرط
تعدد المبادرات، الاتحاد الأفريقي والإيجاد
واشارت الى تعدد المبادرات الاتحاد الأفريقي والإيجاد والوساطة السعودية الأمريكية عبر منبر جدة، والمبادرة المصرية الرامية لجمع القوى المدنية السودانية، وهو ما يعني تضارب هذه الجهود وتشتتها، ومنح طرفي الصراع مزيدا من الفرص للتلاعب بها، والمؤكد أن محنة الشعب السوداني تحتاج إلى خروج المجتمع الدولي والأشقاء والأصدقاء وأحرار العالم من موقف المتفرج، كما تحتاج إلى إجراءات سريعة وحاسمة لوقف الحرب
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.