مأمون الشناوي.. قصة حب وراء تغيير مساره.. فرمان رئاسي بمنعه من الكتابة.. تعاون مع مشاهير الطرب في زمانه.. اكتشف هاني شاكر وسيد مكاوي وعزيزة جلال.. ورحل في مثل هذا اليوم
في مثل هذا اليوم من عام 1994، توفى الشاعر وكاتب الأغاني المصري الكبير، مأمون الشناوي، الذي ترك بصماته العميقة في عالم الفن والثقافة المصرية.
يشتهر الشناوي بأسلوبه الفريد في كتابة الكلمات التي تمزج بين العمق والبساطة، حيث استطاع أن يجعل أغانيه تلامس قلوب الجمهور بمختلف الأعمار والأجيال. أسس مدرسة السهل الممتنع في الأغنية المصرية، حيث استخدم لغة مبسطة وشعبية تعبر عن مشاعر الناس اليومية بطريقة تلامس القلوب.
قدم الشناوي العديد من الأغاني التي تنوعت بين الرومانسية والوطنية والشعبية، ونالت أغلبها شهرة واسعة. كتب لمختلف الفنانين الكبار والشباب، مما جعله محببًا لدى جميع الأجيال، إذ استطاع أن يتقن لغة الشباب ويعبر عن مشاعرهم بدقة وعمق.
تم تكريم مأمون الشناوي بجائزة من مهرجان القاهرة للأغنية في عام 1998، ضمن ثماني شخصيات أثروا الحياة الفنية بإسهاماتهم المميزة والمبدعة.
قال عنه الشاعر بيرم التونسي: “مأمون شاعر لا يقلد أحدًا ولا يستطيع أحدا أن يقلده”.. وقال الدكتور طه حسين: “مأمون يصنع للعشاق والمحبين حالة من الإبداع ويبنى لهم قصرا من الجمال ويروي بكلماته أرضا من الهجر كاد يصيبها التصحر العاطفي".
عرف الشاعر مأمون الشناوى نساء كثيرات وهو لم ينظم هذه الكلمات والأغانى ليغنيها ملوك الطرب والغناء وإنما نظمها ليعبر عن هواه وغرامه وعشقه وحبه للنساء اللاتى عرفهن فى بداية حياته، فكل أغنية من أغانيه هى قصته مع واحدة من هؤلاء الحبيبات المجهولات، يبكى مع واحدة ويضحك مع الأخرى، يسعد مع الأولى ويشقى مع الثانية، امرأة تهجره وأخرى يهجرها هو، كما كانت الكلمات والأغاني التي كتبها وغناها كبار المطربين والمطربات فيما بعد عبارة عن رسائل كتبها إلى ابنة الجيران محبوبته فاطمة التى تزوجها فيما بعد وأصبحت أم أولاده .
مأمون الشناوي أحب مائة مرة فى حياته
سئل مأمون الشناوى يوما كم مرة أحب فى حياته؟ فقال إنه أحب مائة مرة لكنه تزوج مرتين وكان حبه لفاطمة أم أولاده أقوى وأعظم حب، وكان يقول لها دائما: كان لك معايا..أجمل حكاية..فى العمر كله / وأحب تانى ليه..وأقول لقلبى ايه..دا مستحيل..قلبى يميل.
والحب هو الذي حول مأمون الشناوى من تلميذ خائب إلى شاعر عظيم غنى كلماته أجيال من المطربين والمطربات، مات الحب وولد شاعر الحب، لقد أحب فاطمة محجوب ابنة حى السيدة زينب العريق..أجمل بنات الحى خفيفة الدم وفى عينيها سحرا، استمر هواه لها سبع سنوات ورفض الأب محجوب افندي زواجها منه.
رسائل حب من مأمون الشناوي لـ"بنت الجيران"
ولأن مأمون الشناوى لم يستطع الوصول إليها وتوصيل رسائل حبه اليها كتب لفاطمة أغنياته الأولى واتفق مع الملحن محمد صادق على أن يغنى هذه الأشعار لتبثها الإذاعة المصرية الوليدة عام 1934، وتصبح أغنيات مأمون الشناوى رسائل غرام علنية موجهة لفاطمة ابنة الجيران عبر الأثير, وتفهم ابنة الجيران رسالته فتبادله حبه، لكن الغريب أن فاطمة لم تفهم فى البداية مقصده لكنه مع دوام رسائله عرفت أنه الحب.
وعندما كان عمرها 13 عاما، اتفقت مع مأمون الشناوى على الهرب من منزل أبيها والزواج منه، وفى منزل صديقه إبراهيم فريد استدعى المأذون وعقد الزواج، ليذهب إلى والد العروس محجوب أفندى ويقول له: لقد تزوجت فاطمة وانتصر الحب.
بدأ مأمون الشناوى حياته صحفيا في مجلة روز اليوسف عام 1936، وعلى مدى ثلاثة أعوام، وكان مرتبه أربعة جنيهات في الشهر، انتقل بعدها إلى مجلة آخر ساعة مع محمد التابعى مقابل 12 جنيها فى الشهر، ثم عاد التابعى وخفض مرتبه إلى عشرة جنيهات فطلب من إحسان العودة إلى روز اليوسف براتب 12 جنيها، فأعاده التابعى إلى آخر ساعة مقابل عشرين جنيها.
عبد الناصر يمنع مأمون الشناوي من الكتابة
يقول مأمون الشناوى: انتقلت إلى العمل بجريدة الجمهورية صحفيًّا، وعندما وصلت الرئيس جمال عبد الناصر وشاية بأنى أسخر منه في أشعارى، وأطلق عليه النكات الضاحكة فأمر بمنعى من الكتابة، ثم عدت الى الجمهورية بعد وفاة عبد الناصر عبر باب "جراح قلب" في عهد رئاسة محسن محمد، وكنت أكتبه بإمضاء من أفواه المجانين.
أثمر لقاء الموسيقار محمد عبد الوهاب ومأمون الشناوى فى مجموعة من الأغانى العاطفية كان أولها "أنت وعزولي وزماني" عام 1941، ثم أغنيات: ردي عليا، انسى الدنيا، آه منك يا جارحني، على بالي، قابلته، كل ده كان ليه، من قد إيه كنا هنا، كما التقيا في عدد من الأغاني الوطنية مثل نشيد "الوادي"، "زود جيش أوطانك"، "الجهاد ".
مأمون الشناوي كتب 4 أغان لأم كلثوم
قدم مأمون الشناوى لأم كلثوم وحدها 4 أغان، 3 منها من تلحين بليغ حمدى وهى أنساك يا سلام، كل ليلة وكل يوم، بعيد عنك حياتى عذاب، والرابعة فكانت من تلحين محمد عبد الوهاب وهى " دارت الأيام"، كما قدم مع عبد الحليم حافظ أكثر من عشر أغانى مع كبار الملحنين فمن ألحان عبد الوهاب وبصوت حليم كتب أنا لك على طول، عشانك يا قمر ومن ألحان كمال الطويل كتب بيني وبينك إيه، صدفة، نعم يا حبيبي نعم في يوم من الأيام، "كفاية نورك، حلفني، بعد إيه، إني ملكت في يدي زمامي.
ولكن تظل علاقة مأمون الشناوى مع أم كلثوم هي العلاقة الأغرب فبرغم الخلاف في وجهات النظر إلا أنهما لم يتأثرا فنيا، وتعود أسباب الخلاف بينهما إلى عام 1947 عندما كتب الشناوى أغنية الربيع وكان في سعادة غامرة، حيث إن الربيع من أحب الفصول إلى قلبهن، وبعد عرض الكلمات على أم كلثوم بالرغم من إنها أعجبتها إلا إنها طلبت منه تعديل في النص الموجود في أغنية الربيع، وقالت له لا ترهق نفسك في الحضور فقط اتصل بى بعد إجراء التعديلات.
أم كلثوم تؤكد حقها فى تغيير كلمات أغنية لمأمون الشناوي
قال مأمون الشناوى لأم كلثوم: إن الأغنية مثل اللوحة التي يرسمها الفنان التشكيلى بريشته ولا يمكن للرسام أن يضيف أو يحذف في لوحته بناء على طلب الناس، فترد عليه ام كلثوم وتقول: ان الاغنية عمل جماعى وهى تواجه الجمهور بالكلمات واللحن، ومن حقها أن تطلب تغيير كلمة او معنى.
غضب مأمون الشناوى من أم كلثوم وخرج من منزلها حزينا، وأثناء سيره فى الشارع قابل المطرب فريد الأطرش صدفة وأخبره بما حدث، فسأله فريد عن مدى قبول أم كلثوم للأغنية، ولما علم أنها لم توافق صراحة أخذ الأغنية وقام بتلحينها وغناها فى فيلم " عفريتة هانم " عام 1949 الذي كان يصوره، ونجحت الأغنية نجاحا كبيرا وأصبحت من أشهر أغنيات فريد الأطرش، ليلتقى فريد مع مأمون بعد ذلك في مجموعة من أجمل أغانيه منها: حبيب العمر، بنادي عليك، أول همسة، الربيع، حكاية غرامي، خليهاعلى الله، سافر مع السلامة، وغيرها.
ندمت أم كلثوم بعد نجاح أغنية الربيع على رفضها وطلبت من بليغ حمدي أن يدبر لها لقاء مع مأمون الشناوى، وتم في اللقاء الاتفاق على اغنية انساك ياسلام عام 1961 ووافق الشناوى على تعديل بعض كلماتها إرضاء لأم كلثوم، وبعدها ثلاث أغنيات عاطفية أخرى هي "كل ليلة وكل يوم" 1964، "بعيد عنك حياتى عذاب " 1965، وأغنية "ودارت الأيام" 1970.
مأمون الشناوي قدم مجموعة من الأغانى العاطفية لعبد الحليم حافظ
التقى مأمون الشناوى مع عبد الحليم حافظ في عدد من الأغاني العاطفية مثل "أنا لك على طول"، "عشانك يا قمر"، "بيني وبينك إيه"، "صدفة"، "نعم يا حبيبي نعم"، "في يوم من الأيام"، "كفاية نورك"، وغيرها.
مأمون الشناوي اكتشف عزيزة جلال وسيد مكاوى
عرف عن الشاعر مأمون الشناوي أنه كان يتحمس للمطربين والموسيقيين الجدد، ويساعد في تقديمهم إلى الساحة الفنية، ويكتب لهم خصيصًا أجمل الكلمات، وقد كتب لعزيزة جلال "بتخاصمني حبة وتصالحني حبة"، كما أنه كان يمر على الصحفيين والكُتَّاب والنقاد في السبعينات من القرن الماضي لكي يسمعوا صوت المطرب الشاب الصاعد آنذاك هاني شاكر وكان يتولاه بالتشجيع والدعاية له في كل مكان، كما اكتشف سيد مكاوى فى مجال التلحين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.