لماذا تفشل مبادرات إنهاء الصراع العسكري بالسودان؟.. غياب الإرادة السياسية للعديد من القوى الدولية واستثمار الأزمة لصالحهم.. والمطامع العالمية في ثروات البلاد
مبادرات من جميع الجهات والدول والمنظمات الأممية ولا جديد، حيث يستمر الصراع العسكري بالسودان حتى إشعار آخر، وتتضاعف الأزمة بسبب دخول قوى إقليمية ودولية على الخط ومحاولة تسخير الأزمة لصالحها، مما يعني أن الشعب السوداني الذي يعاني الأمرين خارج بلاده، لن يعود قريبا إلى دياره.
أسباب فشل مبادرات تسوية الصراع المسلح في السودان
قال الباحث محمد الجزار، المتخصص في الشأن السودانى، إن هناك أسبابا وراء فشل مبادرات تسوية الصراع المسلح في السودان، مضيفا أنه رغم تعدد المبادرات التي قدمتها القوى الدولية والإقليمية غير أنها باءت جميعا بالفشل حتى الآن، مشيرا إلى أنه منذ بدء الصراع المسلح في السودان في أبريل 2023، سارعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGADD) إلى محاولة وقف الصراع في مهده، وعقدت أربع قمم حتى الآن حاولت خلالها الجمع بين طرفي الصراع غير أنها لم تفلح في ذلك.
رؤية الاتحاد الأفريقي للتسوية بين طرفي الصراع بالسودان
وأكد محمد الجزار، فى تصريح لـ"فيتو"، أن الاتحاد الأفريقي تدخل ووضع رؤية لتسوية الصراع، ولم يفلح كذلك في وقف رحى الحرب في السودان، وبجانب ذلك بذلت الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي العديد من المساعي لوقف الحرب دون جدوى، فضلا عن قيام جامعة الدول العربية بالتدخل هي الأخرى من أجل وضع حد لتلك الحرب، وحاولت من خلالها مبادرتها الأخيرة التي جرت في 12 يونيو الجاري، التنسيق بين المبادرات والجهود السابقة التي سعت لتسوية الصراع في السودان، غير أنها انتهت كذلك إلي بعض التوصيات التي لم تكن كافية لحسم ووقف الصراع وتسويته في الوقت الحالي أو حتى على المستوى القريب.
جهود مصر لإيقاف إطلاق النار وتسوية الصراع السوداني
وواصل حديثه، قائلا: قامت مصر بالعديد من المساعي لوقف إطلاق النار وتسوية الصراع، من أبرزها عقد مؤتمر قمة دول جوار السودان، وأخيرا جاء مؤتمر باريس حول السودان الذي عقد في منتصف إبريل الماضي برعاية فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي بمشاركة نحو 15 دولة ومنظمة دولية ليكمل المبادرات الصفرية التي عقدت من أجل تسوية الصراع في السودان دون جدوى.
لماذا تفشل المبادرات الدولية والإقليمية في وقف الصراع بالسودان ؟
وكشف الجزار عن بعض أسباب فشل هذه المبادرات كالتالي:
1- غياب الإرادة السياسية للعديد من القوى الدولية والإقليمية المتدخلة في الصراع، وعدم رغبتها في وقف الحرب، وذلك توافقا مع مصالحها التي تتحقق نتيجة طول أمد الصراع في السودان.
2- محاولة استثمار الأزمة السودانية من قبل القوي الدولية والحصول علي مكاسب سياسية واستراتيجية من خلال الضغط علي الحكومة السودانية.. ومن أبرز تلك الأمور ما يثار حول وجود اتفاق بين روسيا والسودان يقضي بإقامة قاعدة بحرية روسية بالقرب من بورتسودان، مستغلة تدخل قوات فاجنر الروسية في دعم ميلشيات الدعم السريع، وهو ما جعل الدب الروسي يبرم صفقة مع الحكومة السودانية تجعله يمنحها تلك القاعدة مقابل منع قوات فاجنر من تقديم الدعم لميلشيات حميدتي.
3- تراخي الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها القوى الغربية المهيمنة علي المنظمات الدولية عن تسوية الصراع في السودان؛ تحقيقا لمصالحها في إضعاف السودان سياسيا واقتصاديا، فضلا عن إشغال الرأي العام العربي والأفريقي بالأزمة السودانية لصرف أنظاره عن المجازر التي تقوم بها إسرائيل حليفة الغرب في غزة.
4- محاولة إضعاف وشل إرادة القوى الإقليمية كمصر من التدخل بصورة أكبر لوقف العدوان علي غزة، وذلك عن طريق حصارها بالأزمات والحروب على حدودها، وبالتالي فهناك مصلحة لبعض القوى الدولية والإقليمية لاستمرار الحرب في السودان، لاستخدامها كورقة ضغط في حالة محاولة لعب دور إقليمي أكبر لا يتوافق مع مخططات القوى الدولية.
5- تعدد الفواعل الدولية ذات المصالح المتضاربة، المتدخلة في الصراع السوداني، حيث تدخلت قوات فاجنر الروسية في الصراع وتقوم الآن بدعم ميلشيات الدعم السريع، وتشرف على عمليات التسليح الخاصة به، في مقابل قيام القوات الأوكرانية باستهداف مقاتلي فاجنر في السودان، في إشارة إلي نقل الحرب الروسية الأوكرانية على الأرضي السودانية.
6- وجود مطامع دولية وإقليمية في الموارد السودانية، وعلى رأسها الذهب السوداني، حيث تشير التقارير الدولية إلى قيام بعض القوى الدولية والإقليمية في استغلال الحرب الدائرة في السودان، ونهب الذهب السوداني الموجود في جبال بني عامر التي تسيطر عليها ميلشيات الدعم السريع، مقابل تقديم الدعم اللوجستي والعسكري لتلك الميلشيات.
7- محاولة صناعة نظام جديد في السودان تابع سياسيا لبعض القوى الإقليمية الراغبة في الهيمنة على الموانئ الأفريقية، وعلى رأسها موانئ السودان، والتي تسعي إلى وضعها تحت قبضتها في حالة فوز ميلشيات الدعم السريع في الحرب، مقابل دعمها لها من بداية الصرع، فضلا عن استخدام بعض القوي الإقليمية لمرتزقة ميلشيات الدعم السريع في تنفيذ أجنداتها في بعض الصراعات في المنطقة مثل ليبيا واليمن.
8- رغبة تجار الدماء والحروب حول العالم في استمرار الصراع في السودان، وذلك لضمان بيع مزيد من الأسلحة لطرفي الصراع، حيث تستفيد بعض القوى الدولية والإقليمية من الصراعات الموجودة حول العالم وتحقيق مكاسب أولى من تجارة السلاح، فضلا عن تحقيق مكاسب ثانية من خلال حصول شركاتها على عقود في عمليات إعادة الإعمار التالية للحرب، بل الحصول على مكاسب ثالثة ورابعة من خلال استخدام اللاجئين السودانيين في العمالة رخيصة السعر، والأعمال الشاقة، وعمليات الاستثمار في اللاجئين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.